الرأي

جرذان إيران ما زالوا يتحركون

كلمــة أخيــرة




قادة من الحرس الثوري يهددون البحرين واليمن بمصير حلب، ونحن نذكر هؤلاء بمصير آخرين حاولوا مجرد المحاولة أن يهزوا أمن البحرين.
فنائب قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي على سبيل المثال، قال في تصريحات لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا»، إن «الانتصار في حلب مقدمة لتحرير البحرين»، مشيراً إلى أن «مشروع إيران التوسعي سيمتد إلى البحرين واليمن والموصل بعد سقوط مدينة حلب السورية».
وقال سلامي إن «شعب البحرين سيحقق أمنيته، وسيسعد الشعب اليمني، وسيتذوق سكان الموصل طعم الانتصار، وهذه كلها وعود إلهية»، بحسب تعبيره.
كما أشار إلى أن «إيران لا تزال تقدم دعماً غير محدود لجماعة الحوثي». وقال إن «الصواريخ الإيرانية بإمكانها تدمير أهداف العدو في أي منطقة».
ووصف سلامي سيطرة قوات النظام السوري على مدينة حلب السورية والتي أودت بمئات المدنيين المحاصرين في المدينة بـ«الفتح المبين».
وفي نفس السياق، قال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف، في تصريحات تكشف عن نوايا طهران التوسعية عن طريق الحروب الدموية والتدخلات العسكرية في البلدان العربية إن ما وصفه بـ«الانتصار في حلب»، يمهد لإيران ومحورها التي تسميه بـ«المقاومة»، لما قال إنه «تمهيد لحل أزمتي اليمن والبحرين»، على حد تعبيره.
وأشار شريف في تصريحات لوكالة «فارس» إلى أن «القوات الإيرانية وميليشياتها الطائفية من العراق وأفغانستان وباكستان وميليشيات «حزب الله» اللبنانية» وبدعم روسي لعبت «دوراً مصيرياً ومؤثراً للغاية» في معارك حلب.
قبل الحديث عن البحرين، بودي أن أنبه إخوتنا في دول مجلس التعاون إلى أن إيران تتحدث عن «مشروع توسعي» والمشروع التوسعي لن يمر على دولهم ويتركها كالدوار في الشوارع العامة يلتف حولها ويذهب للبحرين أو اليمن، الكل مشمول بالنسبة لإيران في حلمها التوسعي، ومن يأمن لحراس إيران وجرذانهم في المنطقة فإنه كمن يأمن الفار «شحمة»، من يطالب بإبقائه بعيداً عن الصراع حتى يكون «واسطة» خير فإنه يخدر نفسه ويوهمها بأنه مستثنى من المشروع!
أما بالنسبة للتهديدات الايرانية للبحرين فهي ليست وليدة اليوم وليست جديدة، ولكثرتها خاصة من الحرس الثوري الإيراني ما عدنا نحصيها ولا نرد عليها ولا حتى نشكو للأمم المتحدة كي نسجلها للتاريخ، نحن نرد بالأفعال فقط وإيران تعرف الرد فقد وصلها من عام 2011 وأكلت من بعده الحصرم.
وتلك الدغدغة لعملاء إيران بأن النجدة الإيرانية قادمة ما هي سوى فصل جديد من فصول تعاستهم وغبائهم المدقع.
فما كان لإيران أن تجد لها موطئ قدم على أي أرض عربية سوريا كانت أو العراق أو اليمن لولا تعاون «مجموعات الخونة» في جميع تلك الدول، بواسطتهم فقط وعن طريقهم فحسب ومن أجل مصالحهم الضيقة أعطوا مفتاح باب حصن أوطانهم للمحتل واختبؤوا هم خلف الباب كالجرذان، والبحرين لقنت جرذان إيران درساً لن ينسوه أبداً لأننا لن ننسى ما فعلوا، فمن سيفتح لإيران الباب؟
عملاء إيران في دول مجلس التعاون شبكة واحدة تعمل ضمن قيادة واحدة تحركها داخل دول التعاون وخارجه واحد تجدهم في أروقة جنيف سوياً الكويتي والسعودي والبحريني والعراقي واللبناني معاً، الدعم اللوجستي والمالي من مصدر واحد، وتهريب الأسلحة يتم بتعاونهم، فالشحنة الموجهة للسعودية يمررها عميلهم في الكويت والبحرين والعكس، ومعسكرات التدريب في العراق تضم شباباً من كافة دول مجلس التعاون.
لذا فإن التصدي للتهديدات الإيرانية يجب أن يكون بقناعة جميع دول الخليج بأن إيران لن تسثني أياً منها فقط لأنها لم تذكره بالاسم أو فقط لأنها الآن تناغيه وتداعب وهمه.
والتصدي للتهديدات الإيرانية يكون بالضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه بالعبث في أمن دول مجلس التعاون، حتى بمجرد الحديث من عملائهم وكثير منهم مازال نشطاً متدثراً بعباءة الحصانة الأجنبية.
اما لعبة حقوق الإنسان ولعبة جنيف وتقارير الخارجية الأمريكية أو بيانات الاتحاد الأوروبي فقد «شربت مروقها» بعد أن رأينا صمتهم على مجازر حلب.
أي دولة خليجية ستتهاون مع عملاء إيران وتتركهم يسرحون ويعبثون في أمننا ويصرحون بأن ما حدث في حلب «انتصار» فإنها ستكون هي الحلقة الأضعف، فلا تضيعوا نصراً حققناه بإهمال وتسيب واستهانة بالمخاطر التي مازالت موجودة.