الرأي

رسائل قوية من وزير الداخلية

قطرة وقت



تضمين الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية الكلمة التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم شرطة البحرين الذي يوافق الرابع عشر من ديسمبر من كل عام، تضمينه إياها عبارة «إننا مصممون على تحقيق الأمن في هذا البلد، وإرساء عدالة القانون، ومهما كلفنا ذلك»، يعني أن الدولة اتخذت قراراً في هذا الخصوص وأنها عازمة على الالتزام به مهما كلفها ذلك، كما أن قوله إن «هذه مهمة وطنية ينجزها من تحلوا بالإيمان بالله والولاء لمليكهم والتفاني في سبيل وطنهم من أجل أن يسود الأمن وينعم الناس بالاستقرار والطمأنينة»، يؤكد أن الحكومة قررت عدم السكوت عن كل فعل وكل قول يؤديان إلى الإخلال بالأمن أياً كان الفاعل أو القائل، ويعني أيضاً أنها قررت -بتوفر هؤلاء الرجال وما يمتلكونه من قدرات وخبرات- بسط القانون كي تسود العدالة، وقررت عدم التهاون ومحاسبة كل من تسول له نفسه خدش القانون وليس تجاوزه فقط. كما أن تضمين الوزير كلمته عبارات الإشادة بعمل رجال الأمن وما قدموه خلال السنوات القليلة الماضية على وجه الخصوص يعني أن الحكومة عازمة على حفظ أمن البلد، فمن دونه لا يتحقق الاستقرار ولا تتحقق التنمية ولا تتطور حياة المواطنين.
ولتأكيد أن هذه القرارات والتوجهات لا تعني إطلاق يد رجل الأمن وإفساح المجال له للتسلط، حرص الوزير على دعوة رجال الأمن إلى «النزاهة والأمانة والثبات على الحق والتحلي بالانضباط»، واهتم بالقول إن «من لا يضبط نفسه لا يمكن أن يضبط الآخرين». وبالمقابل نبه إلى أن «المؤسسات الأمنية في أي مكان مستهدفة من عديمي الضمائر»، وأنه لهذا «لن نسمح بذلك، أو بأن يكون بيننا من هو متخاذل أو متردد أو فاسد»، وهذه رسالة قوية وواضحة لمريدي السوء لهذا الوطن، مستشهداً بما ميز تاريخ شرطة البحرين من محطات مضيئة في العمل الوطني «مازالت ماثلة في الذاكرة والوجدان وظلت على الدوام المثال والقدوة بفضل من تشرفوا بالخدمة فيها من جيل الرواد، ومن تبعهم في العمل في سلك الشرطة». أيضاً اهتم الوزير في كلمته بالتأكيد على الدور المنوط برجال الشرطة وحدده بـ«السعي إلى إشاعة الأمن والطمأنينة في نفوس الناس»، أي أن الشرطي ليس عصا ولا هراوة ولكنه سبب ومعين على توفير الأمن والطمأنينة التي يحتاجها الناس في حياتهم، بمعنى أن دور الشرطي في الأساس هو خدمة الشعب. كذلك حرص الوزير في كلمته على بيان ما تمر به المنطقة من أحداث وتطورات، وما يستلزم ذلك من عمل غير عادي يقوم به رجال الأمن فقال «وليس بخافٍ علينا بأن طريق الأمن هي طريق التحديات خصوصاً في ظل ما تمر به المنطقة من تداعيات أمنية غير عادية، فهناك مناطق غابت عنها سلطة القانون، وأصبحت الجريمة العابرة للحدود أكثر تعقيداً وتأثيراً، ناهيك عن الأفكار المتطرفة والاتصالات المتعددة والفعالة والأموال المسخرة، وما نتج عن ذلك من انتشار للجرائم الإرهابية الخطيرة»، «وهو ما يتوفر عليه أمثلة كثيرة ذاق وطننا بعضها».
ولأن الأمن لا يتحقق بقيام الشرطة لدورهم فقط، لذا اهتم الوزير بالإشارة إلى الجهود التي تبذلها قوة دفاع البحرين والحرس الوطني، وكذلك «الإسناد الوطني اللا محدود من قبل المحبين المخلصين لهذا البلد من مواطنين ومقيمين»، والذين يتكاملون مع رجال الأمن ويوفرون «المفاتيح»، وكذلك «عمقنا الأمني الخليجي وتعاوننا مع الأشقاء بدول مجلس التعاون والدول العربية وتعاوننا الأمني مع الأصدقاء وحلفائنا العالميين»، فلكل هؤلاء دور في توفير الأمن والأمان للمواطنين والمقيمين.. وكل ما قاله وزير الداخلية رسائل يتمنى المرء أن تصل إلى المعنيين وأن يفهموها.