الرأي

أن تكون بحرينياً

ماذا لو...؟




ها هو ذا شهر ديسمبر في نصفه الثاني، يزدان بأعياد البحرين، ويتجمل بأنوارها، سماؤه الممتلئة بالفرح والمطر تعانق الشطآن والأمواج على موعد مع البهجة، ونحن في البحرين قد اعتدنا أن تكون أعيادنا ومناسباتنا بنكهة البحر والنخيل والصيف والمطر المتحين للسقوط في ديسمبر.
الوطن أجمل وهو يكتسي بالفرح في ديسمبر، وهو يتشح باللون الأحمر ومتوجاً بالأبيض. وقديماً لفت الأساطير روايات كثيرة حول سبب تسمية البحرين بهذا الاسم. وكلها كانت مرتبطة بروايات الماء، بحوراً وعيوناً، مالحة وعذبة. هذا التعدد في هذه المساحة الصغيرة هو سر من أسرار الجمال، ونبع من ينابيع الدهشة الخالقة للسعادة، مما جعل السعادة لا تغادر البحرين وتسكن قراها وأزقة مدنها القديمة. في العيد الوطني تضج طبيعة البحرين بأجمل ما فيها وبأبهى معالم الإبداع في تكوينها، لتترنم دائماً على مسامعنا بأن الفرح بحريني وبأن السعادة بحرينية.
اليوم الوطني هو يوم لا يختلف عن باقي الأيام التي لا يغادر فيها حب الوطن قلوبنا. غير أنه يختلف في كونه يوم إعلان هذا الحب والإعراب عنه بالاحتفال والمسيرات وتبادل التهاني والتعبير عن الشكر والامتنان. ولا مجال للمزايدات في الوطنية، فالجميع وطنيٌ حيث يقف، وحيث يعمل لأجل رفعة البحرين واستقرارها ونمائها، وحيث يحتاجه الوطن.
ونحن نحتفل بعيدنا الوطني، نقف أمام مكتسباتنا الوطنية التي حققها الشعب البحريني على مدار العقود السابقة، نقف بفخر واعتزاز بهذه الإنجازات التي كانت في أغلبها إنجازات رائدة في المنطقة، ودليل تحضر تاريخي للشعب البحريني. وهو ما يحتم علينا أن نحافظ عليها وأن نسهم في تطورها واستكمال مسيرة التقدم والريادة للحفاظ على موقع البحرين الإنمائي المتميز.
وفي غمرة أفراحنا، لن يفوتنا أن ننحاز لقضايا البحرين الأمنية والاقتصادية وأن نناقش أفضل السبل لمواجهة التحديات وعلاج المشكلات وتلافي أية آثار سلبية لوقائع محلية أو إقليمية، وأن ننحاز لقضايا المواطن البحريني المعيشية والمهنية والإنسانية، فالوطن يصبح أجمل حين يكون أكثر أماناً وسعادة وأكثر احتواء لمواطنيه وهمومهم واحتياجاتهم.