الرأي

القمة الخليجية.. لنا الحق أن نتحد!

القمة الخليجية.. لنا الحق أن نتحد!


في أي حدث وطني أو سياسي مهم يشكل منعطفاً تاريخياً قد يغير سيناريو الأحداث القادمة أو يحقق حلماً لطالما راود الشعوب وطالبوا به تكون هناك مسؤوليات على المجتمع المدني بأن يتماشى مع التوجه العام وأن يدعم هذه المطالب عن طريق إيجاد فعاليات وأنشطة تعمل على إيصال رغبة الشعوب وتعكس طموحاتها.
إلحاح الشعب الخليجي اليوم بقيام الاتحاد الخليجي يجب أن تقابله سرعة استجابة من قيادات الخليج العربي، وهذه السرعة تتم إذا ما أظهر المجتمع المدني بكافة مؤسساته وجمعياته ومراكزه الاجتماعية والشبابية وغيرها صوته وعكس إرادة الشعوب ورغباتهم الحقيقية، والأهم أن يدرك وهو يقوم على هذه التحركات أنه يظهرها بطريقة تؤرخ هذه المرحلة وتوثق اتجاهات الشعب.
من ضمن الأنشطة اللافتة للنظر والتي حملت رسالة إعلامية لافتة ومميزة ملحمة «خليجنا الواحد»، التي ظهرت باسم الشعب البحريني ونظمها الاتحاد العربي للتطوع، ومبادرة الشعراء العرب، وأقيمت تزامناً مع انعقاد القمة الخليجية لأجل إظهار مدى تأييد الشعب البحريني لقيام الاتحاد وأن البحرين بشعبها قبل قيادتها مستعدة له.
ما يؤكد هذا الكلام الموقف الذي نقله رئيس مبادرة الشعراء العرب الذي أكد أن المبادرة ظهرت بعد اعتقال الشاعر الأحوازي أحمد السبهان من قبل النظام الإيراني الجائر حيث انطلقت شرارة المبادرة من مملكة البحرين والتي تضم اليوم ولله الحمد أكثر من 300 شاعر من الدول العربية وأخذت تتواصل مع المنظمات الحقوقية، وتصدر البيانات والاستنكارات حتى تدخلت منظمة العفو الدولية وبضغوط على النظام الإيراني تم إخلاء سبيل الشاعر الأحوازي مما يؤكد أن صوت المجتمع المدني خارجياً يؤثر، بل ويؤدي إلى حراك دولي وضغوطات من الممكن أن تخدم قضايانا العربية والإسلامية، ومن الممكن أن تفتح جسوراً لإيصال قضايا أولئك المضطهدين وإيصال مدى الظلم والتعذيب الوحشي الذي يتعرضون له، سواء من قبل النظام الإيراني أو أذرعه المنتشرة في العراق وسوريا ولبنان، ومهما ظهرت الأصوات التي تحبط والتي تؤكد أمام أي نشاط أن الغرب لن يلتفتوا إلا للصوت الذي يرغبونه وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها إنما أيضاً لا بد أن تستجيب المنظمات الخارجية بالأخير كما فعلت منظمة العفو الدولية أمام الضغوطات المستمرة للاستجابة حيث إننا نؤمن بمبدأ «كثر الدق يفج اللحام وما يصح إلا الصحيح».
الملحمة التي شارك فيها عدد من الشعراء من دول مجلس التعاون وتضمنت قصائد وشيلات تدعم فكرة الاتحاد الخليجي جميلة جداً، والأجمل فيها أن فيلم «الاتحاد الخليجي» الذي قام بإعداده الكاتب المتميز راشد الجودر وأخرجه المخرج الكبير المبدع أحمد يعقوب المقلة اختصر الكثير من مشوار الحملات الإعلامية، وتماشى مع نمط وتوجه الإعلام الحديث الذي يستقطب الرأي العام ويشكل لديه قناعات داعمة ومؤيدة للفكرة، فهذا الفيلم الذي يصنف في مفهوم الإعلام الحديث أنه قصة خبرية «فيتشر» يوصل الفكرة بطريقة السرد القصصي للجميع على مختلف مستوياتهم الفكرية والثقافية والعلمية ومعروف أن نوعيته تشد الانتباه ودائماً ما تستقطب اهتمام من يتابعه للنهاية.
ومن الممكن أن يعرض في أي وقت وأي زمان كما من الممكن توثيقه على موقع «يوتيوب» مثلاً وأن تستعرضه القنوات الفضائية وأن يكون مرجعاً مهماً لأسباب قيام الاتحاد خاصة وهو يستعرض قصة اتحاد الإمارات وتاريخها، والأجمل أن السيناريو والمقتطفات القيمة من معلومات وحقائق ترجمت للغة الإنجليزية مما يعكس حرص القائمين عليه على تلافي الأخطاء التي وجدناها أيام أزمة البحرين، حيث كان الخطاب الإعلامي لدى بعض الجهات والمؤسسات المهتمة بإيصال اتجاه الشعب البحريني وحقيقة مطالبه يتجه للجمهور الداخلي الذي يعلم بالأصل حقيقة أزمة البحرين الأمنية ومتمسك بشرعية وعروبة البحرين، أي الجمهور الخاطئ لا الجمهور الخارجي الأجنبي، الذي من المهم أن يطلع على هذه الحقائق، ولا بد من مخاطبته بلغته، حتى نصل إليه ونجذبه للتضامن معنا ولدعم شرعية وعروبة البحرين.
هذه الملحمة الخليجية نطمح أن تجسدها وزارة الإعلام وأن تتبنى فكرتها، بحيث تكون على مستوى شعبي كبير يستقطب الشعوب الخليجية بالكامل، فالبحرين لؤلؤة الخليج وكما أقيمت القمة الخليجية على أرضها وقبلها تمرين أمن الخليج المشترك نطمح أن توجد على أرضها مبادرة إعلامية تتولى دعم الاتحاد الخليجي، والترويج له إعلامياً على المستوى الإقليمي والدولي، كما نتمنى أن تكون هناك أفلام أخرى نراها على شاشات التلفاز بنفس الأسلوب السردي والقصصي عن القمة الخليجية والاتحاد الخليجي.
الملحمة أيقظت الكثير من المشاعر والأحلام التي حملها الشعب البحريني في مطالبه من سنين طويلة، بأن يكون هناك اتحاد بين دول الخليج، فما يجمعنا ويوحدنا أكبر بكثير من ما قسمنا وفرقنا، وهذه الأرض هي دولة واحدة بالأصل تاريخياً تجمعها روابط الثقافة والعادات والتقاليد والأهم النسب والامتداد العائلي.
إن ثقافة تعزيز التلاحم الخليجي يجب أن تعزز عند كل الأجيال خاصة الأجيال الصاعدة وهذا يأتي عن طريق حراك المجتمع المدني الذي لا يجب أن يكون بعيداً عن ساحة الأحداث المحلية والإقليمية وأن يدعم اتجاهات قادة الخليج العربي وأيضاً حراك المؤسسات والجهات الإعلامية.
رسالتنا الأخيرة كشعب بحريني خليجي يؤمن بأن الاتحاد هو صمام الأمان لحفظ المنطقة من القادم هي.. «لنا الحق أن نتحد».