الرأي

«قمة الصخير».. نحو اتحاد اقتصادي خليجي ثابت

تأويل


أثبتت القمة الخليجية الـ 37 التي اختتمت أعمالها أمس الأول في مملكة البحرين أن هناك إجماعاً وإصراراً مشتركين على تحقيق اقتصاد خليجي عالمي خلال السنوات القليلة القادمة، فدول المنطقة قادرة على تحقيق ذلك «الحلم» خاصة وأنها تستحوذ على نسب كبيرة من احتياطي النفط والغاز الطبيعي العالمي، فضلاً عن أن دول المنطقة وضعت منذ فترة تصورات ورؤى اقتصادية مستقبلية وهي كفيلة بتحقيق اتحاد اقتصادي خليجي ثابت وصلب.
عزم قادة دول المجلس حفظهم الله خلال القمة الخليجية على أهمية التزام الدول الأعضاء بتنفيذ مشروع سكك الحديد ليساهم مباشرة في دعم الاقتصاد الخليجي من خلال جذب أفواج من السياح من مختلف دول العالم، لقصد دول الخليج العربي خاصة أن دول «التعاون» متطورة بشكل هائل ومثالي على مستوى المشروعات السياحية، وتستضيف العديد من الأحداث العالمية من مؤتمرات ومعارض ومسابقات رياضة، فضلاً عن كونها تتميز بموقع جغرافي، وبالتالي فإن تلك الخطوة الجادة لقادة دول «التعاون» الداعية لتنفيذ مشروع سكك الحديد سيعود بالمنفعة الكبرى على اقتصاديات دولنا وعلى الشعب الخليجي ككل دون استثناء.
تأكيد قمة «الصخير» على المضي بخطوات ثابتة نحو تحقيق السوق الخليجية المشتركة أحد العوامل الأساسية المساندة للتكامل الاقتصادي الخليجي الذي يطمح له الجميع، فالاهتمام «الاستثنائي» لقادة دول المجلس بتعزيز ودعم الاقتصاد الخليجي يدعونا للفخر والتفاؤل بالمرحلة المقبلة خاصة في ظل انخفاض أسعار النفط عالمياً.
التواجد البريطاني الأول من نوعه في القمة الخليجية بمشاركة رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي لا شك في أنه سيساهم في الدفع بالعلاقات السياسية والاقتصادية التاريخية لدول الخليج العربي مع بريطانيا، وبحسب إحصاءات رسمية صادرة من هيئة التجارة والاستثمار البريطانية فقد بلغ معدل حجم التجارة البينية لدول الخليج مع بريطانيا خلال العامين 2014 – 2015 ما بين 25 و33 مليار دولار، وهو رقم ضخم يعكس مدى العلاقات التجارية والاستثمارية المزدهرة بين الخليج وبريطانيا التي تعتبر ثاني أكبر شريك اقتصادي في الاتحاد الأوروبي لدول الخليج العربي بعد جمهورية ألمانيا الاتحادية.
خلاصة القول إن «قمة الصخير» نجحت باقتدار في التركيز على الجانب الاقتصادي لتحقيق تطلعات الشعوب الخليجية، كما نهنئ قيادتنا الرشيدة على نجاح استضافة هذا الحدث الكبير.
* مسج إعلامي:
الاهتمام والشغف الدولي بالقمة الخليجية يعكس مدى مكانة المنظومة الخليجية وقدرتها على أن تكون قوة سياسية وعسكرية واقتصادية عالمية لا يستهان بها.