الرأي

حكمة زايد بن سلطان في تأسيس دولة الإمارات

من القلب



رحم الله مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأسكنه الفردوس الأعلى وجعل قبره روضة من رياض الجنة، رحمه الله على مبادرته منذ عقود لقيام دولة تضم سبع إمارات كانت متفرقة وأصبحت قوية بشعبها الواحد، فمنذ الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وقتنا الحاضر، ودولة الإمارات نموذج متكامل للاتحاد، اتحاد حقيقي وواقعي ومرئي، فديمومة الاتحاد تكمن في الدعائم التي أرساها كل من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وقادة الإمارات الخمس الذين وضعوا يدهم معهما.
الشيخ زايد رحمه الله كان يتمتع بالحكمة والصبر وبقوة البصيرة، لا يخرج عن إطار الدين الإسلامي والعروبة والعادات والتقاليد مهما كلفه الأمر، فثوابته واضحة لا يمكن أن يتعداها، «الغاية تبرر الوسيلة» لا تدخل في قاموسه كقائد نزيه برايته البيضاء، فقد عرفه العالم بأنه القيادي الواضح والصديق والحليف في اليسر والعسر، فعندما تتوافر كل هذه الصفات في قيادي مثل الشيخ زايد، همه أمته، يبارك الله بعد ذلك في مساعيه ويبارك لأمته ويعطيها الخير حتى تقوم الساعة.
ابن الصحراء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعلم من قسوة البداوة، حفظ الكرامة وتعلم أيضاً أن العصا المنفردة تنكسر سريعاً، لذلك سعى رحمه الله فور انسحاب بريطانيا من منطقة الخليج، إلى الاتحاد، فالتأجيل بالنسبة لبصيرته يقود إلى التأجيل والتأخير، وحكمته بأن العزيمة واقتناص الفرص تؤدي إلى النجاح والقوة، وقد تحقق الاتحاد بمبادرته وخوفه على شعبه، وحرص قادة الإمارات الست على أن تكون يدهم بيد إمارة أبوظبي، ليقينهم بأن في الاتحاد قوة، وقوة دولة الإمارات العربية المتحدة في اتحاد قياداتها وشعبها، الذين حققوا إنجازات وتقدم وتطور تنافس دول العالم، وقد صدر في 2 ديسمبر 1971 قيام دولة عظيمة «يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة والعالم أجمع معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير» – مقتبس من موقع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في باريس.
أحلام الشعوب لا تتحقق إلا بأول خطوة، والخطوة الأولى هي بداية لمشوار قد تعتريه عثرات وتحديات، إلا أنه بالنهاية تحقق الهدف المطلوب، وأصبح بوابة لآفاق جديدة للنمو والتقدم والازدهار مع أهمية الحفاظ على الاستمرارية بالتحليق بأيادٍ متكاتفة وقوية متفائلة من أجل غد أجمل ومستقبل باهر للأجيال القادمة، وهذه هي الإمارات، فقد رسمت دروبها باستراتيجية محكمة ثروتها المواطن واستثمار طاقته الذي حول تراب صحراء الإمارات إلى مناجم من ذهب، فتكامل كل إمارة مع بعضها وتكاتف شعوبها جعل منها منارة في خارطة دول العالم لتعطي نموذجاً رائعاً يحتذى به على مر العصور لمعنى الاتحاد وقهر الصحراء واستثمار المواطن.
نبارك لدولة الإمارات العربية المتحدة يومها الوطني وقيام دولة عظيمة نفخر بها في منظومة دول الخليج العربي والمنظومة العربية والإسلامية، فروح الاتحاد بعد 45 عاماً مازال الجميع يشهد على ثمره الطيب في أرض طيبة وصلبة، كل عام ودولة الإمارات بخير وتقدم وازدهار يشملها الأمن والسلام والاستقرار في ظل قياداتها وشعبها الأبي.