الرأي

حكومة «إسلامية» عالمية مركزها إيران!

قطرة وقت




«القرن الحالي سيشهد تشكل حكومة «إسلامية» عالمية ستكون إيران مركزاً لها»، هكذا قال المستشار العسكري لمرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي الجنرال رحيم صفوي، معتبراً أن هذا سيتم نتيجة «التراجع الأمريكي الكبير في الساحتين السياسية والعسكرية». وحسب المحللين فإن الأمر يبدو وكأن إيران «تعد نفسها لدور إقليمي جديد يتجاور مع ما تقوم به حالياً في سوريا والعراق»، حيث أكد أيضاً مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين عبداللهيان أخيراً أن «بلاده ستواصل إرسال مستشاريها العسكريين إلى كل من سوريا والعراق».. وإلى كل من يريد محاربة ما سماه «الإرهاب» في المنطقة.
الصورة -حسب بعض المحللين- تتضمن عنصرين، الأول تراجع النفوذ الأمريكي في العالم الإسلامي، والثاني صعود إيراني لملء الفراغ الذي تتركه أمريكا، فإيران تعمل على مد سلطانها على كل العالم الإسلامي. وحسب المتابعين للشأن الإيراني فإن هذا «طرح حقيقي داخل إيران ويتبناه كثيرون» وهو يقوم على فكرة أن على إيران «انتهاز فرصة التراجع الأمريكي وتعزيز تأهلها لقيادة العالم الإسلامي.. لأن السعودية مقبلة على تغيرات» «ستصب في صالح إيران نتيجة تراجع الدور الأمريكي».
هذا يعني أن قرار خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء تحالف عربي تقوده السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن كان قراراً حكيماً ومؤكداً أن السعودية ودول مجلس التعاون كافة على وعي ودراية بما يدور في الساحة وبما تخطط له إيران وما بدأت في تنفيذه، فهي ترمي إلى السيطرة على الدول التي تقع في شمال السعودية وتلك التي تقع في جنوبها وبما يشبه عمل الكماشة التي لا تستطيع السعودية ودول التعاون الإفلات منها فيتحقق حلمها في استعادة إمبراطوريتها وإن بعنوان قيادة العالم الإسلامي الذي سيكون مركزه طهران.
ما ينبغي ألا ننساه هو أن إيران تسعى أيضاً إلى الثأر من السعودية على وفاة الحجاج الإيرانيين في منى، وأنها بدأت بعد ذلك الحادث مباشرة وبشكل خاص في موسم حج هذا العام في الترويج لفكرة أنه «لا بد من المشاركة في إدارة الحج وعدم ترك كل أمور تنظيمه في يد السعودية. والأكيد أنها لا تريد المشاركة في التنظيم فقط ولكن القيام به والانفراد بذلك، وهذا ما سيتيحه لها لو تمكنت من جعل نفسها «مركز الحكومة الإسلامية العالمية» التي بدأ المسؤولون في إيران تصريحاتهم عنها وستستمر حكومة الملالي في العمل بكل ما لديها من قوة لتحويلها من فكرة وحلم إلى واقع».
ليس هذا من باب التهويل ولكنها الحقيقة الواقعة، فإيران تعمل بجد على تنفيذ هذا المشروع، وكل ما قامت به في السنوات الأخيرة وتقوم به حالياً وستستمر فيه يرمي إلى تحقيق هذا الأمر الذي لن يتيح لها قيادة العالم الإسلامي فقط ولكن السيطرة على كامل المنطقة والتحكم فيها وفرض ما تريد فرضه من توجهات على كل الجميع.
ما تقوم به إيران حالياً في العراق يصب في هذا الاتجاه، وما تقوم به في سوريا يصب في الاتجاه نفسه، وما قامت به في لبنان وتقوم به في اليمن لا يرمي إلا إلى ترجمة هذا المشروع إلى واقع. الاكتفاء بالفرجة نتيجته الأكيدة سيطرة إيران على المنطقة وتسيدها لها وتحويل طهران إلى مركز للحكومة «الإسلامية» العالمية، خصوصاً وأن التراجع الأمريكي صار يرى بوضوح وسيرى بوضوح أكبر بعد تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب لمقاليد الولايات المتحدة حيث المعروف عن الحزب الجمهوري هناك تركيزه على الداخل، وهو ما صرح به الرئيس الجديد مرات فترة ترشحه وفور إعلان فوزه. ربما كان هذا الموضوع أحد الملفات التي ستناقشها قمة مجلس التعاون الأسبوع المقبل.