الرأي

العلاقات البحرينية - الأمريكية في جنون ترامب «4»

نظــــــرات


هل ستدعم الإدارة الأمريكية الجديدة الجماعات الراديكالية في البحرين؟ وهل ستواصل مشروع تغيير النظام السياسي في البحرين؟
لم تكن إدارة أوباما الديمقراطية التي حكمت البيت الأبيض خلال السنوات الـ8 الماضية هي الإدارة التي ابتكرت ما يسمى بـ»الربيع العربي»، وخططت للثورات التي شهدتها بلدان الشرق الأوسط. فمن خطط لذلك وبادر إليه هم المحافظون الجدد خلال حكم الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن، وهم الذين ابتكروا مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، وأطلقوا سياسة الفوضى الخلاقة بتنظيرات بارزة من وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس.
عندما جاءت إدارة أوباما حصدت نتاج عمل الجمهوريين فتعاملت مع فوضى خلاقة ووصلت إلى فوضى مستقرة مع نهاية فترة الديمقراطيين التي نعيشها اليوم.
الجمهوريون يتطلعون إلى تغيير الشرق الأوسط منذ فترة، لكن هناك اتجاه لديهم يرى أن هذا التغيير طال المصالح الأمريكية سلباً، لذلك ظهرت انتقادات الرئيس المنتخب ترامب خلال الفترة الماضية حول دعم التنظيمات الإرهابية والحركات الإسلامية المتطرفة في الشرق الأوسط. وهو ما يعني وقف الدعم الأمريكي للتيارات الدينية التي دعمتها الإدارة الديمقراطية الحالية طوال 8 سنوات من أجل الوصول لسدة الحكم في دول المنطقة، ومن أهم نماذجها جماعة الإخوان في مصر، وجماعة ولاية الفقيه في البحرين.
قد تكون تلك الانتقادات بادرة إيجابية في السياسة الأمريكية المرتقبة، لأنها تعني وقف الدعم عن تنظيم ولاية الفقيه في البحرين والجماعات المتحالفة معه، وتتزايد معه فرص وقف المشروع الأمريكي لتغيير الشرق الأوسط.
تلك كانت مجرد انتقادات، ويؤكدها موقف الرئيس المنتخب من الاتفاق النووي الإيراني الذي يراه «سيئاً» ويسعى لإلغائه، واعتبره من أولوياته خلال المائة يوم الأولى من حكمه.
أيضاً من السيناريوهات المحتملة أن تقوم الإدارة الأمريكية بإعلان وقف جماعات التغيير في الشرق الأوسط، ومن بينها البحرين، مع استخدام هذه الجماعات كأدوات ضغط في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وقد تأخذ نمطاً جديداً بدعم جماعات أخرى أو تستخدم أدوات أخرى للتغيير.
هنا من الأهمية بمكان الفصل بين أجندة تغيير منطقة الشرق الأوسط، وأدوات التغيير نفسه. ففي الفترة الماضية كانت أجندة التغيير الأمريكية للمنطقة ثابتة، واعتمدت على الجماعات الدينية الراديكالية كأدوات تغيير. لذا من الممكن جداً أن تكون أجندة التغيير مستمرة أمريكياً، لكن الأدوات قد تختلف. وهذا من شأنه التأثير كثيراً على العلاقات البحرينية - الأمريكية، وحتى العلاقات الخليجية - الأمريكية التي لن تعود الثقة فيها حتى تصبح هناك شراكة أو تحالف كما السابق.
نحتاج إلى فترة ليست بالطويلة لمعرفة كل هذه التفاصيل، حيث ستتضح الأجندات الجديدة بعد الإعلان عن الخطوط الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية مع تولي ترامب حكم البيت الأبيض رسمياً نهاية يناير المقبل.