الرأي

هل يكون الخليج مسرحاً لحرب الرئيس الأمريكي الجديد؟

نظــــــرات




في مثل هذا الوقت من الشهر المقبل تكون معركة الرئاسة الأمريكية قد انتهت، وبات الرئيس المنتخب معروفاً، وهو الذي سيتولى سدة الحكم في البيت الأبيض يناير 2017. منذ الربع الثاني للقرن العشرين صار من مسلمات السياسة الخارجية للولايات المتحدة أن لكل رئيس حرب في العالم.
لذلك يذكر التاريخ مقولة مهمة للرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور «من كل بندقية تصنع وكل سفينة حربية تدشن، وكل صاروخ يطلق، تتم عملية سرقة للقمة العيش من فم الجياع ومن أجساد الذين يرتجفون من شدة البرد ويحتاجون إلى الكساء».
رؤساء الولايات المتحدة الذين تعاقبوا على حكمها خلال القرن العشرين كانت لهم حروبهم الخاصة، ومعظمها انتهى بالفشل أو أدى إلى تداعيات أكثر فشلاً لاحقاً. فالرئيس هاري ترومان أعلن مشاركة الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية وأصدر قرار توجيه الضربة النووية لليابان. بعده ورط الرئيس دوايت آيزنهاور الأمريكيين بحربه الشهيرة في فيتنام وهو تورط استمر 8 سنوات.
أما الرئيس رونالد ريغان فكانت حربه في التدخل العسكري في لبنان وليبيا، بعده جاء الرئيس جورج بوش الأب لتكون حربه تحرير الكويت. وعندما تولى الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون حكم البيت الأبيض كانت حربه مع العراق وأفغانستان، ففي العراق شن عملية ثعلب الصحراء، وفي أفغانستان كانت بداية ملاحقة القاعدة عسكرياً.
لاحقاً كان الرئيس جورج بوش الابن من أبرز أصحاب الحروب العسكرية في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة حيث غزا العراق وأفغانستان. والرئيس الحالي باراك أوباما اختلفت حربه، فصارت حرب مع الإرهاب وضد الإرهاب انتهت بتصفية تنظيم القاعدة وتأسيس تنظيم «داعش» ونشر الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط باسم الديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الإنسان.
تلك هي حروب رؤساء الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، ومع انتهاء الانتخابات الرئاسية فمن المنتظر أن يتابع العالم الحرب الجديدة للرئيس الأمريكي الجديد والذي يبدو أنها ستكون حرباً مختلفة، ولن تكون منطقة الشرق الأوسط بعيدة عنها باعتبارها أكثر المناطق العالم سخونة من حيث صراعاتها الدامية اليوم.
إضافة إلى ذلك فإن المترشحين الرئاسيين يتبنيان نزعات متشددة إزاء قضايا الشرق الأوسط، وهو ما يساعد على تهيئة الأجواء المناسبة لهما لشن حروبهما المرتقبة في المنطقة.
من أكثر المناطق ترشيحاً لتكون حرب الرئيس الأمريكي الجديد منطقة الخليج العربي التي تشهد فتوراً في العلاقات الخليجية ـ الأمريكية، وتقارباً في العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية. فضلاً عن تورط طهران ـ المتحالفة مع واشنطن ـ في إشعال المنطقة بحروب وصراعات من اليمن إلى العراق وصولاً إلى سوريا ولبنان، ولا يتوقف تدخلها في الشؤون الداخلية الخليجية بإثارة خلايا الإرهاب والعنف والتطرف.
سننتظر قليلاً لنتعرف على حرب الرئيس الأمريكي الجديد، لكن هذا الانتظار لا يعني عدم رسم السيناريوهات الخليجية لطبيعة المرحلة المقبلة عندما تنتهي رئاسة أوباما.