الرأي

خامنئي وإدارة الحج وما وراء الأكمة

خارج النص








الحمد لله رب العالمين. ها هو موسم حج هذا العام يختتم بنجاح لا مثيل له يشهد له القاصي قبل الداني، كأنما شاءت إرادة المولى سبحانه وتعالى أن تصفع نتائج حج هذا العام خامنئي على قفاه الأجرب، رداً على تصريحاته القميئة التي طالب فيها المسلمين بنقل مسؤولية إدارة موسم الحج من المملكة العربية السعودية.
فخامنئي الذي حولته عوائد الطغيان من «ولي فقيه» إلى «ولي سفاح» بشهادة دماء المسلمين في إيران أولاً ثم العراق وسوريا وغيرهما، لم يكن يغرد منفرداً عندما طرح هذا التصريح المسيء للمملكة، رغم أنه قاله العام الماضي بعد تدافع منى على طريقة «كاد المريب أن يقول خذوني».
ولم يستوعب هذا السادر في غيه لماذا اختارت المملكة الشقيقة سبيل الحكمة فأحجمت عن نشر نتائج التحقيق الرسمي في أسباب تدافع منى مكتفية بالتلميحات الصحافية بدلاً من البيانات الرسمية، في مسعى من المملكة لتغليب الحكمة على ما سواها، ولكن هيهات فالسادر في غيه لا يفقه إلا لغة أخرى، ولعله لو قرأ التاريخ جيداً لعرف ماذا كان مصير كل من حاول التطاول على الحرمين الشريفين ونقل شرف خدمتهما إلى غير أهلهما.
لقد عاث أجداده القرامطة في الأرض فساداً قرابة مائة عام واختطفوا الحجر الأسود، ولكن سيوف بني الإسلام ردته عزيزاً مكرماً، ولم يبق قرمطي إلا ذو قرابة هذا الخامنئي قبح الله سره. وحاول قبلهم أبرهة، وحاول بعدهم البرتغاليون والطورانيون وحتى خوارج العصر من أتباع جهيمان، فأين هؤلاء كلهم اليوم، وأين حرمانا الشريفين حماهما الله؟
بيد أن ما يستوقف ذوو الرشد والحجل في كلام خامنئي أنه في الواقع تكرار لخطة سمجة سمعناها منذ سنوات في تقرير لكلية عسكرية أمريكية مرفقة بخارطة لما يسمى «الشرق الأوسط الجديد»، نصت على فصل الحرمين الشريفين عن المملكة العربية السعودية في دولة مستقلة تخضع لما يشبه الإدارة الدولية، على غرار الفاتيكان.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن خامنئي ونظامه وحرسه الثوري المجرم شغلوا بكفاءة دور وكيل المقاولات الحصري للمشروع الأمريكي في المنطقة بدءاً باحتلال أفغانستان ثم احتلال العراق وتمزيقه، وإشعال الحرب الطائفية في سوريا، فإن من حقنا هنا أن نتساءل: هل ينطق خامنئي برأي يدعو له أم يكشف عن خطة يشارك في تنفيذها أم يعرض خدماته للآخرين؟ وما خطتا «5+5» في أفغانستان و»5+6» في العراق عنا ببعيد!
وحتى لا تستغربوا، دعوني أذكركم بما نشرته الصحافة السعودية في أعقاب حادثة التدافع العام الماضي، حيث قالت: «كشف مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران، لـ «الشرق الأوسط» عن مخالفة قرابة 300 حاج إيراني للتعليمات في عمليات التفويج، في حادثة التدافع الذي وقع في شارع 204 بمشعر منى أول أيام التشريق، ونتج عنه وفاة 717 حاجاً من مختلف الجنسيات، وإصابة 863 بإصابات مختلفة».
ترى هل يتحرك 300 حاج معظمهم لهم صفة رسمية بشكل عفوي خلافاً للتعليمات وقبل موعد تفويجهم بخمس ساعات؟؟؟؟ مجرد سؤال!