ما وراء «الضغبرة» الإيرانية
قطرة وقت
الاثنين 12 / 09 / 2016
التعبير الذي استخدمه سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة فيما يخص الموقف الإيراني من حج هذا العام وتنظيم الشقيقة الكبرى له كان دقيقاً وكاشفاً ما ترمي إليه إيران من كل هذه «الضغبرة» التي قامت بها أخيراً وأطلقت من خلالها لنفسها العنان للتهجم على السعودية، حيث أوضح في تصريحه الذي أكد فيه موقف مملكة البحرين ملكاً وحكومة وشعباً بجانب المملكة العربية السعودية أن إيران تسعى إلى ضرب أمن واستقرار الشعوب الخليجية والعربية وأنها «لا تتورع عن استخدام مختلف الوسائل للوصول إلى أهدافها المشبوهة للسيطرة على المنطقة بأسرها، بما في ذلك أسوأ أساليب الإرهاب»، وهو ما قاله مراراً وتكراراً رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وأكده بتوفير الكثير من الأدلة والبراهين.
ولولا معرفة المسؤولين العرب بهذه الحقيقة وتأكدهم من نوايا إيران وخططها لما دان وزراء الخارجية العرب تصريحات خامنئي ضد السعودية ولما أكدوا في بيان قوي رفضهم لكل هذا الذي تمارسه حكومة الملالي وسعيها إلى زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة من خلال مساندتها للإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية. ولولا كل هذا لما اعتبرت دول مجلس التعاون الخليجي انتقادات خامنئي للسعودية على خلفية إدارتها للحج بـ«التحريض مكشوف الأهداف» وأنها «محاولة يائسة لتسييس الحج».
القصة إذن ليست قصة عدم تمكن الحجاج الإيرانيين من حج بيت الله الحرام في هذا العام، ولا قصة حادثة منى وما أسفر عنها من وفيات، ولا قصة اختلاف على كيفية الحصول على تأشيرات لدخول السعودية ولا غير هذه من قصص يتم سردها بين الحين والحين. القصة مختلفة عن كل هذا وتتلخص في أن لإيران أهدافاً معينة ملخصها أنها تسعى إلى السيطرة على المنطقة كلها، وأنها لتحقيق هذا الأمر لا تتردد عن استخدام كل الأساليب الإرهابية وتوظيف كل قدراتها وخبراتها والاستفادة من كل من تمكنت من شراء ذممهم وتوظيفهم لخدمة تلك الأهداف.
سعي إيران للسيطرة على العراق وسوريا، وسعيها للسيطرة على اليمن هدفه هو محاصرة السعودية من الشمال والجنوب أملاً في إضعافها وفي السيطرة على الطرق التي تسلكها سفن النفط الخليجية. فحسب المحللين السياسيين والعسكريين فإن نجاح إيران في هذا الأمر يعني تحكمها في المنطقة برمتها وإلى الأبد، ويضيفون أن هذا سيؤدي إلى تفاوض الولايات المتحدة والغرب مع إيران وليس مع دول مجلس التعاون التي لن يتوفر على إثر ذلك ما يدفعها إلى التفاوض معها على أي شيء، فإيران في هذه الحالة هي الكل في الكل وهي سيد المنطقة.
الخبير العسكري الكويتي فهد الشليمي أكد هذا الأمر أيضاً وأضاف أن انكشاف اللعبة الإيرانية هو الذي دفع السعودية إلى سرعة تشكيل تحالف يعمل على إعادة الشرعية لليمن ويشل تحرك الحوثيين الذين دعمتهم إيران وهيأتهم للسيطرة على كامل المناطق في اليمن بدءاً من صنعاء، مبيناً أنه لو لم يتم الإسراع في تشكيل هذا التحالف والتدخل بقوة في موضوع اليمن لسيطرت إيران على هذا البلد ولحوصرت السعودية بين قوتين إيرانيتين إحداهما في الشمال حيث العراق وسوريا، والثانية في الجنوب حيث اليمن الذي من خلاله يمكنها أيضاً التحكم في البحر وتهديد كل سفينة ترتاده.
يؤكد هذا أيضاً الهجمة الإعلامية الشرسة على السعودية والتي بدأت مع أول يوم من شهر ذي الحجة ولن تتوقف مع نهاية هذا اليوم الذي نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يحدث فيه أي مكروه للحجيج تعتبره إيران سبباً يعينها على تشديد حملتها وتستفيد منه في سعيها للسيطرة على المنطقة. وعيدكم مبارك.