الرأي

عودة الميليشيات اللبنانية من «سرايا المقاومة» إلى «حماة الديار»

عودة الميليشيات اللبنانية من «سرايا المقاومة» إلى «حماة الديار»




سرايا المقاومة التي أسسها «حزب الله» الإيراني وبإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني والتي بدأت بالتمدد إلى معظم المناطق اللبنانية، والموكل إليها القيام بالمهمات التي يريد «حزب الله» تنفيذها في لبنان دون أن يستخدم اسم حزبه، سواء بترهيب معظم سكان بيروت وبصورة خاصة المناطق ذات الغالبية السنية أو بالاعتداء على المؤسسات الإعلامية كما حدث مع تلفزيون الجديد منذ عدة أعوام. بالأمس القريب أعلن مسؤول «سرايا المقاومة» أو «سرايا الاحتلال» كما سماها وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق من أن لديهم خمسين ألف مقاتل في إشارة مباشرة إلى كل من يعارض «حزب الله» والمشروع الإيراني الذي يسعى بشكل حثيث إلى السيطرة الكاملة على معظم العواصم العربية لتحقيق حلمه الفارسي التوسعي، وبصورة خاصة بغداد ودمشق وبيروت.
طبعاً، كل هذا التمدد يحدث تحت أنظار المؤسسات الأمنية اللبنانية، وتحت أنظار المسؤولين اللبنانيين، وبصورة خاصة بعض الزعامات المسيحية المتحالفة مع «حزب الله» وبعض الزعامات السنية التي باتت تستجدي رضا «حزب الله» بهدف وصولها إلى رئاسة الحكومة مهما كان الثمن.
الأخطر هو ما أعلن منذ أيام عن إنشاء مجموعة أخرى تحت مسمى «حماة الديار»، وغالبيتهم من الطائفة المسيحية وكل المعلومات تشير إلى أن الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» يشرفون مباشرة على هذه الجماعة لنشرها أيضاً في المناطق ذات الغالبية السنية والحضور المسيحي في شمال لبنان. هذه الجماعة أعلنت من أنها داعمة للجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب، تماماً كما يعلن «حزب الله» و«سرايا المقاومة» أو «سرايا الاحتلال» كما قال وزير الداخلية.
الشارع السني ينظر بعين الريبة والتخوف من عودة الميليشيات الطائفية إلى لبنان، بالرغم من أن سنة لبنان أول من واجه الإرهاب ودفع ثمناً غالياً سواء باغتيال رموزه السياسية أمثال الشهيد رفيق الحريري واللواء وسام الحسن والرائد وسام عيد إضافة إلى تفجيرات المسجدين التقوى والسلام.
وبالرغم من كل ما تقدم رفض سنة لبنان شعبياً وسياسياً اللجوء إلى الأمن الذاتي، ووقفوا إلى جانب جيشهم الذي يهان بمجرد وجود ميليشيات أو جماعات مسلحة وإن ادعت أنها داعمة للجيش، الذي لا يحتاج إلى أي من هؤلاء الجماعات بقدر ما يحتاج إلى عدم استنزافه من قبل هؤلاء الجماعات سواء باستعراضاتهم العسكرية، الذي يلزم الجيش اللبناني إلى تحويله إلى شرطي يراقب كل «زاروب» من «زواريب» بيروت والجنوب والبقاع والشمال.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم ماذا لو قرر سنة لبنان إنشاء جماعة مشابهة لجماعة «حماة الديار»، وأكيد أنها ستكون داعمة للجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب، حيث إن السنة يشكلون العمود الفقري للجيش اللبناني. من يريد دعم الجيش اللبناني يطالب بحل كل الميليشيات من «حزب الله» إلى «سرايا المقاومة» إلى «حماة الديار» وتكون حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني وعدم السماح لإيران وجماعتها تسرح وتمرح من دون حسيب أو رقيب، وأخيراً لكي لا تتكرر الحرب الأهلية المشؤومة في لبنان، أقول لمدعي حبهم للجيش اللبناني كذباً واستغلالاً لتحقيق مشروع إيران الفارسي التوسعي، لا تدفعوا سنة لبنان إلى حمل السلاح وإنشاء «حماة الديار» أيضاً، لأن النتيجة أسوأ بكثير من الحرب الأهلية السيئة الذكر.