الرأي

لماذا تتقدم كلينتون على ترامب؟

بدون مجاملة




قدرت الإحصاءات التي تقوم بها شبكة «إن بي سي» ليوم الثلاثاء 9 أغسطس الماضي أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تتقدم على المرشح الجمهوري دونالد ترامب بعشر نقاط. فكلينتون حصدت 51 نقطة بينما ترامب لم يحصل إلا على 41 نقطة. ويعد هذا الفارق الأكبر بين المرشحين الديمقراطية والجمهوري منذ بدأت الإحصاءات في شهر مايو الماضي. كما أن في الانتخابات الرئاسية عادة يكون الفرق أقل من ذلك بكثير، كما أن درجة التنافس تكون عالية بين المرشحين، ويبقى لآخر لحظة من غير المعروف من هو المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات.
يتمركز في العادة التنافس بين المرشحين على الولايات البنفسجية أي الولايات التي ليس لها توجه معروف. فالأزرق هو لون الحزب الديمقراطي والأحمر لون الحزب الجمهوري. ولكن ترامب اليوم وخلافاً لأسلافه من المرشحين الجمهوريين لا يواجه فقط تحدي الولايات البنفسجية ولكنه يواجه تحدي الولايات الحمراء. فحتى الولايات التي عادة لا تدخل في المنافسة كجورجيا وإريزونا وتعتبر جمهورية أصبحت اليوم تشكل تحدياً لترامب، ذلك لأن ترامب لم يفلح في الحصول على الدعم الكافي من جمهور الحزب الجمهوري. فمثلاً السيناتورة سوزان كولنز أعلنت أنها لن تصوت لترامب في نوفمبر المقبل. كما أن أهم ممول للحملات الانتخابية وهو البليونير اليهودي الأمريكي شارلز كوخ رفض أن يقابل ترامب. كوخ مناصر فكر الاقتصادي الحر والسوق الحرة، معروف بدعمه السخي للمرشحين الجمهوريين، لم يبدِ أي حماسة لدعم ترامب. انعدام دعم كوخ وتبرعاته للحملة الانتخابية الجمهورية أعطى كلينتون هامش تفوق مادي. واليوم بدل أن يتم الكلام عن مناصري ترامب الجمهوريين يتم الكلام عن الجمهوريين المعادين لترامب حتى إن شخصية غير معروفة هو إيفان ماك مولان وهو مدير السياسة في المؤتمر الجمهوري ترشح مؤخراً كمستقل وذلك ليعرب عن رفضه لترامب لأن الأخير غير مؤهل ليصبح رئيس امريكا. وبالرغم من أنه ليس لماك مولان أي حظ في الانتخابات فترشيحه يعبر عن عدم رضا عام لشريحة من الجمهوريين على ترامب.
وهذا الاستياء العام من ترامب يرجع لكونه غير مؤهل لمنصب رئيس الجمهورية، والجمهوريون غير راضين عن مؤهلات ترامب المهنية، وحياته الشخصية، إضافة إلى وجهات نظره العنصرية. فبالنسبة لمؤهلاته المهنية لقد كان ترامب منظم مسابقة جمال العالم وهذا لا يمت بصلة لتنظيم أحوال دولة مثل أمريكا وهو لم يعمل في الشأن العام من قبل. فبحسب رافضين لترامب فإنه «لا يمكن أن تكون أول وظيفة يشغلها شخص معين في الشأن العام هي منصب رئيس دولة». كما أن حياته الشخصية الصاخبة والباذخة يصعب أن يستسيغها الجمهوري الأمريكي المحافظ. فالجمهوريون المحافظون الذين انتقدوا ميشال أوباما لارتدائها فستاناً مكشوف الذراعين يصعب عليهم أن يتقبلوا زوجة ترامب عارضة الأزياء السابقة وصورها الفاضحة التي مازالت موجودة على شبكة الإنترنت. ولكن مع كل هذا هل يمكننا أن نجزم بأن ترامب لن يفوز برئاسة جمهورية أمريكا؟ لا نستطيع الجزم بذلك فمن كان يتوقع عند بدء الانتخابات الأولية للسباق الرئاسي أن ترامب سيفوز بترشيح الحزب الجمهوري؟!