الرأي

لا عدو عاقل ولا صديق حازم

نبضات




لطالما تساءلت عن معنى أن يهتف الشعب «الله، الوطن، الملك أو الأمير أو الرئيس»، وهل أصبحت تلك الهتافات شعارات مستهلكة أم أنها انعكاس حقيقي لمكنونات الشعوب ومكتسباتهم الوطنية. عندما جاء التطاول الإيراني مؤخراً على قادة الدول العربية وخصوصاً أمير دولة الكويت، حصلت على الإجابة وأنا أرقب ما سطره المواطنون الكويتيون على وسم «#تطاول_وكالة_فارس_على_أمير_الكويت»، وما سجلوه من آيات اللحمة بين الشعب والقيادة، وعناية بحفظ مكانة الرموز الوطنية من المساس.
ولقد كان من الغريب فعلاً موقف وكالة فارس الإيرانية، التي شنت هجوماً على القادة العرب والقمة العربية الأخيرة المنعقدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، جاء ذلك من خلال تغريدة نشرتها الوكالة الإيرانية على حسابها في «تويتر» قالت فيها «القمامة العربية تجتمع.. قمة عربية أم قمة نيام !!!!.. قيادات العرب في نوم»، وألحقتها بصور اعتادت إيران على فبركة مثلها، بأن تظهر القادة في لقطات معينة وكأنهم نائمون.
جاء ذلك على خلفية كلمة سمو الأمير في القمة العربية والتي قال فيها «نجاح أي حوار مع إيران لابد أن يأتي عبر احترامها لقواعد القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية»، وقد كان قوله بحد ذاته تمهيداً لحوار خليجي مع إيران في حال الوصول لتسوية ما من خلال الالتزام ببديهيات القوانين الدولية واحترام سيادة الدول، وكان سموه قد أشار إلى أهمية عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية لأن الأخيرة كانت قد اكتوت بنيران التدخل الإيراني ذات السجل الطويل في المنطقة، وما زالت.!! وما لم تستنكر إيران صنيع وكالتها، أو تتخذ فيها إجراءً ما، فإنه مباركة معلنة لما ذهبت إليه، وزعزعة للعلاقات الخليجية الإيرانية، لا سيما العلاقات الإيرانية مع الكويت والتي سادها السلام والصداقة لسنوات طوال رغم كل تدخلات إيران وأنشطتها المشبوهة على الأراضي الكويتية، فضلاً عن دول خليجية أخرى.
من المؤسف القول إن صمت جامعة الدول العربية إزاء موضوع كهذا يدعو للقول من جهة أخرى أن إيران لم تكذب.!! يا جامعة الدول العربية لقد أسمعنا لو نادينا حياً.
من جهة أخرى.. من الصادم أن تكون إيران في هذا المستوى من الغباء والتخبط في صنع القرار السياسي، لقد كانت الكويت واحدة من أهم الدول ذات العلاقات الجيدة مع إيران، وكان من المهم جداً استثمار تلك العلاقات المستقرة والآمنة لبناء شبكة تواصل مستقبلية مع دول الخليج الأخرى، فضلاً عن كون الكويت وسيطاً دبلوماسياً هاماً من الصعوبة التفريط به نحو ما فعلت إيران. وهو إن دل على شيء فإنما يدل على إعلان إيران العداء على الخليج إلى غير رجعة.
اختلاج النبض
قيل عدو جاهل خير من صديق جاهل، فكيف بعدو جاهل وصديق متهاون؟ وإلا كيف نقرأ صمت دول مجلس التعاون، وصمت جامعة الدول العربية في وقت يستلزم الاحتجاج؟ يرافقه تخبط صانع القرار الإيراني لإدخالنا نفق خلافات جديدة.. غير الإدراك أن أوقاتاً صعبة قادمة.