الرأي

للسفير الأمريكي.. متى تتوقف التدخلات الأمريكية في البحرين؟

للسفير الأمريكي.. متى تتوقف التدخلات الأمريكية في البحرين؟




سعادة السفير الأمريكي، عندما نتابع الأخبار التي يطالعنا بها الإعلام البحريني والعربي نصدم بكمية التجاوزات القانونية، والتدخلات ليس من قبل المسؤولين الأمريكين كما أوردنا في مقالاتنا السابقة، إنما أيضاً من قبل ناشطيكم الحقوقيين والإعلاميين وبعض مواطني الولايات المتحدة الأمريكية، وكأن هناك مخططاً أكبر مما نراه ظاهراً على السطح يستهدف مملكة البحرين بنظامها وشعبها، ولا ندري هل هناك من أخبرهم أن بوصلة الأوضاع الأمنية في البحرين مفقودة «والأمور سايبة» مثلاً؟ لا ندري ما جهودكم الرامية لإيقاف كل هذا وإيجاد حد يوضح لهم أننا دولة مؤسسات وقانون ذات سيادة.
في فبراير 2012 كانت هناك ناشطتان بريطانيتان وأمريكيتان قد شاركن في مسيرات غير مرخصة بعد أن أدلين بمعلومات كاذبة في استمارات شؤون الهجرة لمنحهن تأشيرات سياحية للمشاركة في أعمال التخريب والشغب! وكانت البحرين قبلها بأسبوع قد أعلنت عن طرد ستة ناشطين أمريكيين شاركوا أيضاً في تظاهرات غير مرخصة، كما تم إبعاد اثنتين من الأمريكيات يدعين أنهن ناشطات في حقوق الإنسان رغم أنهن مارسن أنشطة مخالفة للقانون، وننصح سعادة السفير بالتفتيش والتدقيق في سجلهم الأخلاقي كذلك!
وفي فبراير 2016 الماضي عاد سيناريو المتسللين الأمريكيين في الظهور بعد اعتقال السلطات أربعة صحافيين أمريكيين في سترة تسللوا لأعمال الشغب والتخريب لتغطيتها دون ترخيص، وقد أصدرت وكالة اسوشيتد برس الأمريكية تقريراً مغلوطاً تشوبه الكثير من المعلومات المفبركة حول أحداث 14 فبراير، وقد وجهت السلطات الأمنية للصحافيين الأمريكيين الأربعة تهمة التجمع بشكل غير قانوني بنية ارتكاب جريمة بعد تقديمهم معلومات مغلوطة عن أنهم سياح، وللعلم أحدهم كان قد شارك في اعتداء على ضباط بحرينيين!
للسفير الأمريكي، هل لديكم علم أنه في 17 مارس 2014 تم القبض على متورطين بإلقاء المولوتوف على رجال الأمن في المعامير أحدهما بحوزته الجنسية الأمريكية، وكان من ضمن الأسئلة المطروحة «لمَ تمنح أمريكا الجنسيات لأفراد تعلم أنهم متورطون بالإرهاب وسجلهم إجرامي؟»، أهذا جزء من مشروعها وخطتها منح الجنسيات الأمريكية لأفراد الإرهاب لدينا بحيث يأخذون راحتهم في الأعمال الإجرامية وعندما تتم محاكمتهم ستدعي أنها ترفض ظلم أحد رعاياها ومواطنيها؟
وفي فعالية «البحرين تصلي من أجل السلام» التي نظمت عام 2013 بمشاركة 120 مرنماً من 40 كنيسة في البحرين وبحضور المطرب الأمريكي مايكل سميث وأكثر من 4200 مسيحي من المنطقة خاصة من المملكة العربية السعودية حسبما تناقلته وسائل الإعلام البحرينية، كتبت الزميلة سوسن الشاعر عن حادثة مريبة وقعت أثناء تنظيم الحفل حينما جاءت محطات أمريكية لتغطية الحدث، وفي يوم الاحتفال طلب المسؤولون الأمريكيون في القاعدة وفي السفارة الأمريكية أن يؤمنوا سلامة المرنم المسيحي المشهور باعتباره شخصية أمريكية مهمة واستلموا بالفعل هذه المهمة ولم تعترض وزارة الداخلية كنوع من التعاون، وجاء حراسهم وفتشوا القاعة وأمنوا المداخل واستلموا زمام الأمن حتى بقي من الزمن 45 دقيقة على بدء الحفل، وكانت محطات التلفزيون موجودة حتى جاء مسؤولهم الأمني وبدون سابق إنذار وقال «نحن سننسحب!» ولم يبدوا أي تفسير وكل ما قالوه لمنظمي الحفل أن الأوضاع غير آمنة! ولم يكتفوا بذلك بل اتصلوا بالمرنم في غرفته في الفندق وقالوا له «لا تذهب للحفلة فنحن لا نستطيع تأمين سلامتك، فهناك إضرابات خطيرة في الخارج» رغم أن الحفلة نظمت في صالة خليفة الرياضية في مدينة عيسى ولم يكن هناك أي شيء على الإطلاق.
وبدون مقدمات صعدت سيدة أمريكية على المسرح وأخذت الميكروفون وقالت «أنصح الأمريكان بالمغادرة لأن الأوضاع خطيرة وغير مستقرة!» والحمد لله أن المرنم لم يصغِ لهذه الترهات وحضر إلى الحفلة، والسيدة الأمريكية تم إنزالها من المسرح وأقيمت الحفلة بنجاح منقطع النظير وتناقلتها وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية، ولا ندري من دفع السيدة الأمريكية لقول هذا وهل نجاح الحفل ونقله عبر محطات أجنبية سبب حساسية من بعض الأطراف الأمريكية مثلاً وهو أمر قد يكشف حقيقة الوضع الأمني الذي تشوهه وسائل الإعلام الخارجية المشبوهة؟
ولا ننسى عام 2011 عندما تلقى رئيس تحرير «الوطن» يوسف البنخليل تهديداً من السفارة الأمريكية التي حاولت إيقافه بسبب كتاباته التي تفضح المشروع الإيراني الأمريكي في البحرين، وكانت جمعية الصحفيين البحرينية عام 2011 قد أعربت عن أسفها عن شكوى السفارة الأمريكية، فالكاتب تناول نقداً موضوعياً للسياسات الخارجية وهو أمر بالطبع لا يتعارض مع حرية التعبير التي كفلها الدستور ولا يخالف قانون الصحافة والطباعة والنشر، وهذا معمول به في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً منذ زمن بعيد، وفي ديسمبر 2012 ذكر البنخليل في حوار مع المغردين عن طريق حساب صحيفة «الوطن» على تويتر تلقيه مغريات من السفارة الأمريكية في البحرين في سبيل دفعه إلى التوقف عن انتقاد مواقف الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص البحرين والخليج، إلا أنه رفض الكشف عن ماهية هذه المغريات مفضلاً ترك أمر الإعلان لسفارتكم، كما كشف عن تعرضه لتهديدات بالإيقاف عن الكتابة أو المحاكمة! وسؤالنا؛ ألا يخالف هذا ما تدعون دعمه من حرية رأي وتعبير ودعم الصحافيين، أم أن هذا الدعم يتوقف عندما تكون الأقلام ضدكم لا معكم مثلاً؟