الرأي

أمريكا تحارب شعب وسيادة البحرين!

أمريكا تحارب شعب وسيادة البحرين!


كمواطنين بحرينيين عندما نستحضر ذاكرة العلاقات البحرينية الأمريكية التي عهدناها منذ 2011 إلى يومنا هذا نقف عند الكثير من المحطات التي تشكل علامات استفهام حول حقيقة العلاقات والمواقف الأمريكية، ومنها هل أمريكا تدعم فعلاً استقرار مملكة البحرين وأمنها وتحترم سيادتها أم لا؟
في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك وبعد تفجير العكر الإرهابي الأخير ربطت كثير من التحليلات بين اجتماع السفير الأمريكي في مجلس المدعو عبدالله الغريفي وبين ما يندرج تحتها من علامات استفهام، علماً أن زيارات السفير غالباً ما تكون لجهة أوطائفة معينة دون غيرهما، وربطت بين التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة مواطنة مدنية رحمها الله وبرر البعض بأن الاجتماع لم يكن إلا لتأكيد المساندة والدعم الأمريكي للاستمرار في الحراك الإرهابي وإن كان بشكل غير مباشر.
كما أن خطاب السفارة الأمريكية حول تفجير العكر لم يكن بالمستوى المطلوب، فقد عاد خطابهم للمقولة السابقة وهي الجلوس إلى طاولة الحوار دون الإشارة إلى لغة صريحة تندد بالعمل الإرهابي، وأن أمريكا تدعم استقرار البحرين وتدين الإرهاب. والسؤال كيف يكون الجلوس والتفاوض على طاولة واحدة مع إرهابي خائن لوطنه؟ ففي أمريكا أمثال هؤلاء يودعون السجون بعقوبات مشددة وبتهم متعددة أهمها التخابر مع دول أجنبية والخيانة العظمى للوطن، فما هذه الازدواجية المريبة التي نلمحها جراء هذه المواقف والتصريحات المتناقضة؟
كما لا ننسى ما جرى بعدها من دعوات لمقاطعة صلاة الجمعة وأداء الصلوات في مساجد ومآتم البحرين وتوجيه اتهامات بأن الدولة تستهدف الطائفة الشيعية، وكأن كل ما يجري هدفه شيء واحد فقط هو ادعاء التمييز الديني والمذهبي وإيجاد حملات إعلامية وحقوقية خارجية مضللة ضد البحرين.
عزيزي السفير الأمريكي يلح سؤال من الذاكرة ونحن نستحضر اجتماعك مع الغريفي في مجلسه الرمضاني في العشر الأواخر وما تبعه من عمليات إرهابية وصلت إلى حد تفجير الصراف الآلي ومقاطعة للصلوات وما بين علاقة تكرار سيناريو اليوم بالأمس كاجتماع مساعد وزير خارجية أمريكا لحقوق الإنسان عام 2014 في بداية يوليو تحديداً، أي خلال شهر رمضان أيضاً، مع أعضاء جمعية الوفاق في مجلسهم الرمضاني «أيضاً» عندما قام بمخالفة الأعراف الدبلوماسية مما استوجب طرده رسمياً، وما تلا ذلك الاجتماع المريب من عمليات إرهابية شملت حرق أجهزة الصرافة الآلية وتفجير القنابل ورمي المارة ورجال الأمن بالمولوتوف، ولا ننسى ما صاحب ذلك من حملات إعلامية وحقوقية مكثفة لتضليل الرأي العام العالمي لأخذ موقف سلبي ضد البحرين!
عندما نتابع التدخلات الأمريكية في الشأن الداخلي للبحرين والتي هي بالمناسبة ليست جديدة أو مستغربة حول إسقاط جنسية عيسى قاسم والمحاولات المستمرة لتدخل المخابرات الإيرانية في إيجاد ثورات إرهابية إلى جانب التصريحات المعادية من قبل عناصرها في إيران والعراق وسوريا لسيادة مملكة البحرين نفهم ونستنتج ان تركيزهم يأتي كهستيريا جنونية بعد قرار السلطات البحرينية باقتلاع عميلهم الموجود على أرض البحرين فأي عميل تتخذ الدولة ضده إجراءات حازمة تثور ثائرتهم وإلا ما فما دخل «ماما» أمريكا الديمقراطية والكونغرس الأمريكي وغيرهم في شؤون مملكة البحرين الداخلية ؟ أليس من الأولى بهم معالجة مشاكلهم الداخلية وحقوق المتظاهرين خاصة السود وكيفية تعامل الأمن الأمريكي معهم وملف إغلاق معتقل غونتانامو المعطل والمخل بأبسط مقومات حقوق الإنسان ومحاولات أوباما تعطيل إغلاقه ما يؤكد زيف حقوق الإنسان في أمريكا؟
نقول للسفير الأمريكي نعتقد في البحرين أن لديكم ملفات حقوقية شائكة وقضايا أهم بكثير من اختراق سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية!
بالمناسبة فإن أمريكا الديمقراطية والكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ الأمريكي يلعبون بالمسميات الإرهابيين فبدلاً أن يقولوا عنهم عملاء ومخابرات إيرانية وخونة نجدهم يحورون مسمياتهم إلى ناشطين ومعارضة بل ويدعون أنهم يتكلمون باسم الشعب البحريني رغم أن للشعب البحريني بكامل أطيافه وتنوعاته العرقية والمذهبية ومنذ 2011 مطالب واضحة ومعروفة بسحب الجنسيات من قادة الإرهاب والإرهابيين ومحاكمتهم وفي مقدمتهم عيسى قاسم الذي بسببه لدينا 22 شهيداً ما بين رجال أمن ومدنيين وآلاف الجرحى، كما أن من مطالب الشعب البحريني إغلاق جمعية الوفاق وإعدام قتلة شهداء الواجب والمواطنين المدنيين.
نقول للسفير الأمريكي نتمنى منك أن توصل للإدارة الأمريكية وما يتبعها من ملحقات تدعم الإرهاب البحريني كدكاكين حقوق الإنسان والإعلام أنه لا تسامح مع من يتهم الدولة أو أجهزتها الأمنية ويشكك في إجراءاتها الحازمة لأنه بذلك يتهم بشكل غير مباشر كل من يؤيدهم وخلفهم من شعب البحرين الوفي، فهذا مطلب من مطالب الشعب البحريني ونحن في دولة ديمقراطية فما دخلكم أنتم في البحرين ونظامها وشعبها؟