الرأي

«داعش».. صنعت في «... و... و...»!

اتجــاهـــات




قلنا بالأمس، إن الغرابة في توقيت إعلان انطلاقة «داعش»، وفي موقع انبعاث شرارتها.
التوقيت جاء في وقت بدأت فيه الدائرة الدولية تضيق فيها على نظام بشار الأسد الدموي، لما كان يمضي فيه بارتكاب مجازر بشرية، وعمليات قتل جماعية، وقصف متواصل بالقنابل والبراميل الحارقة على العزل من أبناء الشعب السوري.
التوقيت جاء في وقت بدأت فيه أرقام الضحايا السوريين ترتفع بشكل مخيف، وصلنا لأرقام بمئات الآلاف، ومهجرين بالملايين، وتحولت المدن لمقابر جماعية، وانتشرت قوات إيرانية تابعة للجيش الجمهوري والحرس الثوري وفيالق من «حزب الله» اللبناني «الذراع العسكري لإيران في جنوب لبنان» انتشروا بكثافة في سوريا ومارسوا القتل في الأبرياء.
التوقيت جاء في وقت أحرزت فيه المعارضة السورية تقدماً في معاركها ضد النظام وضد «مرتزقة» النظام الإيراني وقوات خامنئي، بل حظيت المعارضة السورية بتأييد دولي واسع، وسعت الدول لدعم هذه المعارضة الساعية لتحرير بلادها من قبضة ديكتاتور دموي حقيقي بمختلف الوسائل.
لكن ظهور «داعش» في هذا التوقيت المهم، قوض كثيراً من الأمور، وقلب المعادلة رأساً على عقب، خاصة فيما يتعلق بموقف الغرب.
الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها باراك أوباما الذي عابوا عليه «تخاذله» بل «رعونته» في شأن الملف السوري، عابوا عليه «تردده» المشكوك فيه في اتخاذ قرارات تدخل سريعة لازمة، بينما هو يرى مئات الآلاف من الأبرياء بينهم أطفال رضع ونساء وشيوخ يقتلون ويفجرون وتهدم بيوتهم على رؤسهم، أوباما التزم «السلبية» حينها واكتفى بالكلام «الفاضي»، مثل كلامه عن إغلاق معتقل «غوانتنامو» منذ 8 سنوات، وإلى اليوم المعتقل قائم بل طورت فيه وسائل التعذيب. أوباما على الفور قلب المسألة، وكأنه نسي بشار وجرائمه ودماء الشعب السوري، وأصبح فجأة همه وشغله الشاغل «داعش»، و«كيف نقضي على «داعش»»؟! و«خطورة داعش»، و«الدول الخليجية والعربية عليها دفع المبالغ حتى نشكل جبهة موحدة لحرب «داعش»»، انتبهوا «جبهة موحدة» لا لحرب بشار، بل لحرب «داعش»!
فجأة تحولت المعارضة السورية لدى الغرب لمرادف لـ»داعش»، وأنها تعمل مع الدواعش، بل بدأت القنوات الإيرانية وأبواقها، حتى بعض منها لدينا هنا في البحرين، تركز في حديثها على أن الإرهاب السني برعاية «داعش»، هو الخطر الحقيقي الأول في العالم، ولا بد من محاربته.
تفجيرات في فرنسا، وتفجيرات في أمريكا، وتفجيرات في مناطق دينية في بعض دول الخليج، وتحولت «داعش» التي لو أحصينا ضحاياها لما وصلوا إلى «عُشر» ما قتله بشار من شعبه، تحولت «داعش» إلى «الخطر الأول»، الذي يستوجب استنهاض العالم لمحاربته، وفجأة نسي العالم بشار الأسد، ونسوا ملايين القتلى والجرحى والمهجرين من السوريين، انتهت المعارضة السورية ضد بشار، واستباحت إيران مزيداً من الأراضي العربية بحجة أنها من ضمن المحاربين لـ»داعش».
لسنا هنا نفرق بين إرهاب وآخر، فالإرهاب جريمة واحدة عقابها واحد وردع القائم بها أمر لازم. لكننا نشير لبعض المناطق الغامضة في الموضوع، بعض التساؤلات الغريبة، والتي بفك طلاسمها يمكن قراءة الرواية بشكل مغاير ومختلف، بل لربما يكتشف بأن كل ما يحصل «سيناريو تمثيلي»، فلا «داعش» حقيقية، ولا هم سنة، ولا خطرهم قائم، لربما كانت صناعة جهات مستفيدة من «داعش»، جهات حتى الآن لم تطالها صواريخ «داعش»، جهات تدعي محاربة «داعش» لكن فاتها أن تعرض للعالم صورة داعشي واحد مقبوض عليه.
الخلاصة، لا تصدقوا الأمور بسهولة، وحتى نرى «داعش» تدخل في العمق الإيراني وتبدأ عمليات ضد قوات خامنئي، سنظل نعتبرها صناعة أمريكية إيرانية إسرائيلية.