الرأي

لن تخيفونا بوقاحاتكم

كلمة الوطن



ما إن صدر قرار إسقاط جنسية وكيل خامنئي في مملكة البحرين حتى بدأت أبواق أجنبية خبيثة تنفث سمومها، بعضها أخذ يهدد، وآخر يتوعد، كلها جاءت من إيران التي لم ترض أن يمس وكيلها الرسمي في المنامة، وكأنه شخص مطلق لا يمكن محاسبته أو مساءلته أو إخضاعه لدستور المملكة وقوانينها الوطنية.
سليماني الذي لم يتوقف عن قتل المسلمين من البصرة جنوباً إلى دمشق وحلب شمالاً يهدد بما أسماها «انتفاضة دامية»، فأي انتفاضة تلك التي يتحدث عنها وهو متورط في مجازر وتعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان في بلدان العرب والمسلمين؟.
مراجع الشر من قم تتحدث عن «وجوب الدفاع عن مسلمي البحرين قدر المستطاع»، أي وجوب يفرضه الدين للدفاع عن مجرم إرهابي تورط في أكثر من 600 عملية إرهابية بالقنابل الحية، أسفر عنها 19 شهيداً وأكثر من 2235 جريحاً؟. ولن نبرر، فسيادتنا الوطنية لا تتطلب التبرير والتفسير، ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء من يعبث بأمننا واستقرارنا.
تصريحات وقحة من بعض الشخصيات والمنظمات والحكومات لن تثني البحرين عن تطبيق قوانينها الوطنية، فسيادتها فوق كل اعتبار، ونرفض أن يتدخل أي طرف كان في شؤوننا الداخلية، أو يمس القرارات السيادية لقضائنا الوطني.
كما احترمت البحرين سيادة غيرها من الدول، على الدول الأخرى احترام سيادتنا قبل أي شيء، ومثل هذا الاحترام يأتي قبل أي مصالح إستراتيجية مشتركة. ومن محاسن الأحداث أنها تكشف العدو من الصديق، ومن يدعي التحالف والحليف الحقيقي، هذا ما نراه اليوم وشاهدناه قبل ذلك منذ خمس سنوات.
إن محاولات التخويف والتهديد الآتية من الخارج، أو حتى تلك المنبوذة والآتية من الداخل ليست مخيفة، والدولة بمختلف مؤسساتها مستعدة لمواجهة أي تحديات بمسؤولية وجدية كما واجهتها دائماً. لكن من يعوّل في الداخل على الاستقواء بالخارج فإنه واهم كما كان غيره واهماً من قبل، هؤلاء جهلة بتاريخ البحرين الذي أثبتت معطياته رفض أهل البحرين بمختلف مكوناتهم على هذا الأرخبيل أي تدخلات أجنبية في شؤونهم على مر التاريخ، وكانوا لها بالمرصاد والمواقف كثيرة.
حفظ الله البحرين أرضاً وقيادة وشعباً، وأدام عليها نعمة الأمان والسيادة.