الرأي

جائزة «خليفة بن سلمان للصحافة» محطة للانطلاق عالمياً

جائزة «خليفة بن سلمان للصحافة» محطة للانطلاق عالمياً




تعتبر الصحافة في أي مجتمع ضمير الأمة وصوت الشعب، الصحافة لم تعد اليوم سلطة رابعة، كما ورد هذا المصطلح وخرج من بريطانيا عام 1797، بل سلطة أولى في الدول المتقدمة، حينما تتناول أكبر القضايا الساخنة، وتكشف عن فضائح الفساد وتعالج الملفات المجتمعية الشائكة، وتسعى لخلق رأي عام قوي يساند الدولة في اتجاهاتها التنموية والاقتصادية والأمنية بل وتعمل على ترميم كل أوجه الهدم، بعد اقتلاع جذور الفساد، للدرجة التي وصلت إلى الإطاحة بالكثير من الوزراء وكبار المسؤولين في تلك الدول!
جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان للصحافة التي دشنت مؤخراً للمرة الأولى تعد إضافة جديدة للصحافة البحرينية ومن الممكن احتسابها مستقبلاً أحد الأبواب والمراجع التي تكشف لنا ما تزخر به الصحافة البحرينية من إمكانيات وثروات فكرية وثقافية وطاقات شبابية متعددة.
الصحافة البحرينية تواكب صدورها مع نشوب الحرب العالمية الثانية، وتعتبر جريدة البحرين التي صدرت بمبادرة شخصية من الأديب والشاعر عبدالله الزايد في عام 1939 أول صحيفة أسبوعية في الخليج العربي، كونها كانت تصدر بشكل مؤقت مرة كل أسبوع، رغم أنها يومية، كما تعتبر الجريدة الرسمية التي صدرت في عام 1948 أول جريدة رسمية تصدر في دول الخليج العربية كونها تختص بنشر القوانين والمراسيم الرسمية، إضافة لتغطية الأخبار المحلية والرسمية، لذا فمملكة البحرين تعتبر نقطة الانطلاقة ورائدة الصحافة الخليجية وازدهارها، ولا ننسى النقلة النوعية التي حصلت مع انطلاق المشروع الإصلاحي، حينما كان النتاج الفكري في المجتمع البحريني منذ عام 1900 حتى عام 1999 لا يتجاوز الـ1502، فيما بلغ من 2000 إلى 2009 قرابة 1700 منها 49 كتاباً سياسياً، والنقلة الكبيرة للصحافة البحرينية كانت في خلال الفترة من 2000 إلى 2003 حيث صدرت 3 جرائد و19 مجلة وهذه أرقام ضخمة مقارنة بدول الجوار من حولنا، حتى من ناحية جرأة الطرح وبعض القضايا وما تحمله من ملفات ساخنة والتي قد تعد من الخطوط الحمراء غير المسموح تداولها أو مناقشتها في بعض دول الجوار والمنطقة، في حين يتم تناولها في منابر الصحافة البحرينية بكل أريحية وحرية وديمقراطية.
عندما نأتي لجائزة «خليفة بن سلمان للصحافة» في نسختها الأولى، نجد أنها كانت بداية موفقة نظراً لكم المشاركات، والتي وصلت إلى 350 مشاركة، ونتطلع من بعدها أن تكون نقطة انطلاقة على المستوى الخليجي والعربي، ومن ثم العالمي، فكلمة وزير الإعلام الفاضل علي الرميحي، عندما أشار إلى ما مرت به المنطقة العربية خلال الخمس سنوات ومحاولات إدخال الرأي العام في عالم افتراضي لخلط الأوراق والمسميات وتكرارها عبر الوكالات العالمية، وما خرجت به إحدى الصحف العالمية التي اعتذرت عن بث أخبار مغلوطة عن الخليج العربي عام 2009، كلها تحديات تجعلنا نبحث عن استغلال مثل هذه المناسبات الوطنية رفيعة المستوى في فتح أبواب التواصل مع وسائل الإعلام العالمية، من خلال فتح الباب لهم لتقديم منتجاتهم الفكرية عن مملكة البحرين وإيجاد محور خاص بهم من محاور المسابقة خاصة الصحافيين والكتاب الأجانب، الذين يقفون مع شرعية مملكة البحرين والخليج العربي ويحرصون على نقل المعلومات الحقيقية لا المفبركة والمشوهة المغلوطة، فاستضافة الكاتب الأوروبي ميشيل بيلفر وما تكلم بشأنه عن البحرين وما تعرضت له خلال 2011 من حرب إعلامية تستهدف تشويه الحقائق خطوة ممتازة، ونتمنى أن تثمر عن فتح المجال لاستضافة وتكريم الصحافيين والكتاب الأجانب الذين يدعمون شرعية مملكة البحرين، ولديهم إلمام وافٍ عنها ويهتمون بنقل الحقائق وتصحيح ما يتم تشويهه.
عندما ذكر وزير الإعلام أن الإعلام الوطني حرص على أداء دوره في حماية الأمن القومي الخليجي والعربي وتدعيم روابط المجتمع الخليجي فهذا يعني تحميل الصحافيين والكتاب مسؤوليات أكبر في إيضاح ما يتم نقله على مستوى إقليمي وعالمي بل والحرص على أن يكون كل صحافي بحريني مثل المراسل المتواصل مع كتاب وصحافيين خليجيين وعرب وأجانب لإيصال المعلومات التي توضح حقيقة ما يجري في مملكة البحرين وإبراز إنجازاتها وأوجه التنمية فيها.
كما نطمح أن تكون محاور الجائزة متعددة من ناحية الفئات، كأفضل تحقيق أو حوار أو مقال في الفئة السياسية أو الاقتصادية أو المحلية وهكذا، ولا نبالغ إن قلنا إننا نطمح أن تكون على مستوى خليجي بحيث تكون هناك مسابقة لأجمل مقالات وحوارات لكتاب وصحافيين خليجيين وعرب، تتحدث عن مملكة البحرين وإنجازاتها ومكاسبها الوطنية فهذا يفتح للصحافة البحرينية جسوراً ومكاسب إضافية لجائزة تحمل اسم شخصية قيادية سخرت حياتها لأجل البحرين وإبراز اسمها ومكانتها على المستوى الإقليمي والعالمي، وتدعم فكرتها التي تقوم عليها واليوم لابد أن تسخر الصحافة البحرينية والخليجية وحتى العالمية نفسها لأجل التكامل مع هذه المسيرة من خلال التعامل الإيجابي مع أخبار مملكة البحرين وتدعيم المكتسبات الوطنية التي تزخر بها وإبراز الواجهة الحضارية والثقافية والأمنية لها وكلها ستكون خير رد يلجم حملات التشويه ويصد رياح الفبركات.
ندرك أنه مثلما هناك دكاكين حقوق إنسان، هناك دكاكين إعلامية أجنبية، تستهدف مملكة البحرين، لذا فإن كسب عدد من الوكالات والصحف العالمية ومد جسور التواصل معها مهم للغاية في هذه المرحلة لمملكة البحرين فالوقاية الإعلامية خير من العلاج.
ختاماً؛ شكراً للوالد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على اهتمامه بالأسرة الصحافية في مملكة البحرين ودعمه للأقلام ومتابعته المستمرة للصحافة، وتفاعله معها فهو يأتي على هرم السلطة التنفيذية ويعتبر خير قدوة في التفاعل والتجاوب مع كل ما تطرحه الصحافة من قضايا وهموم تخص المواطنين بل والحرص على متابعة تحقيقها وتنفيذها.