الرأي

أين السلمية في حرق المنازل والسيارات بالقرى؟!

أين السلمية في حرق المنازل والسيارات بالقرى؟!



معاناة أهالي القرى والمدن التي تستوطنها العصابات الإرهابية وتعتبرها ضمن مشروعها في تفكيك الدولة إلى دويلات صغيرة منفصلة تنتهك فيها حقوق الناس، ويتم التعدي على حرياتهم يجب أن تكشف للإعلام الدولي قبل الرسمي في البحرين حتى تتضح مزاعم السلمية وينكشف إرهابهم حيث يدعون أن تلك السلمية المزعومة من أجل تمثيل مطالب الغالبية العظمى من الشعب وحتى يتبين مدى ارتباطهم بولاءات خارجية بعيدة عن مصلحة الوطن والمواطنين.
شقيق رجل الأمن الذي تعرض لإطلاق نار في منطقة العكر لم يسلم هو الآخر من إجرامهم وإرهابهم، فقد تعرض منزله للحرق قبل عدة سنوات جراء المواقف الوطنية لعائلته ورفضهم للأفكار التي يتبنونها زمرة الإرهابيين، حرقوا منزله الذي كان قد اشرف على الانتهاء منه للإقامة فيه، وقاموا بتكسير سيارته وحرقوا منزله بالمولوتوف وكان هدفهم قتله هو الآخر محترقاً وظل يتلقى العلاج في المستشفى لمدة شهر نتيجة تعرضه لحروق في يده، فقد اضطر لترك منزله الذي كان على وشك أن يسكن فيه رغم أنه يدفع قسطين «قسط المنزل الإسكاني وقسط قرض أخذه من البنك لتأثيث منزله وتجهيزه»، وهو يعيش حالياً في منزل بالإيجار!
يتساءل الوالد: حرق منازلنا يفند مزاعم السلمية التي يدعونها، هل جزء من مطالب الشعب حرق بيوتنا والاعتداء علينا وسلبنا حقوقنا وحرماننا حتى من الأرض التي نسكن عليها؟ هل ما جرى لنا من ضمن مطالب علي سلمان للشعب؟ أرجو أن يدرك أننا لم نخوله ليتكلم باسم طائفتنا ولا نرضى بممارسة العنف، أريد أن أفهم أين السلمية في حرق بيوتنا وإخراجنا منها بالقوة؟! هؤلاء مبادئهم هدم البلد والخلايا الإرهابية التي تتبنى الأعمال الإجرامية تدعمها جمعيتهم المعروفة، أي رجل أمن يستشهد ينشرون بيان ينبذ العنف من الطرفين ونريد أن نفهم أين العنف من طرف رجال الأمن؟! تقتلون القتيل وتمشون في جنازته؟!
هذه الأسئلة يطرحها الكثير من المواطنين الذين يطلق عليهم اسم «مواطن صامت»، هناك الكثير من شرفاء الشيعة المتمسكين بعروبتهم يلوذون بالصمت أو يضطرون للانتقال إلى مناطق أخرى بعيدة لأنهم يتعرضون للكثير من الاضطهاد وانتهاك الخصوصية والحرمات والتعدي على حرياتهم حين يقوم الإرهابيون أمام تمسك هؤلاء بشرعية البحرين بنشر معلوماتهم الشخصية وصورهم بمن فيهم بناتهم. ويؤكد والد رجل الأمن أن هذه الأمور مباحة لديهم حتى لو وصلت الأمور إلى حد تشويه السمعة واختلاق القصص فهي تستخدم كوسيلة ابتزاز للضغط عليهم للسكوت والرضوخ وإجبارهم على تبني أفكارهم المعادية للدولة وللعرب أو على الأقل عدم تبني مواقف مضادة لاتجاهاتهم وكل هذا خير دليل على انعدام حرية الرأي والديمقراطية التي يدعون المطالبة بها.
وبدورنا نتساءل: ألم تكن فتوى «اسحقوهم» سبباً لسقوط العديد من شهداء الواجب إضافة إلى مئات الجرحى من رجال الأمن، رغم أن العاقل يدرك أنها كانت مجرد غطاء لاستباحة دماء الأبرياء، رغم أن هناك عائلات ونساء في القرى والمدن الذين لا يوافقونكم أفكاركم بعيدين عن مسألة انتهاك الحرمات والتعدي على حقوق النساء وحفظ كرامتهن وأنتم تقومون بنشر صورهم ومعلوماتهم؟
لانزال نستحضر حديث أحد الذين قمنا بالاتصال بهم من أهالي القرى لنسأله عمن سيرشح فقال لنا: لا أريدكم أن تضعوا اسمي ومن سأرشحه حتى لا أتعرض للتهديد وحرق سيارتي ومنزلي، لن أصوت لمن ينتمون إلى جمعية «الوفاق» بالطبع رغم أنهم يعتقدون أنني سأصوت لهم فهم يأمروننا بذلك ويعتبرون من لا يصوت لهم خائناً وعميلاً! هكذا يعيش البعض في القرى والمدن التي تخضع للعمليات الإرهابية، مجبور على معايشة الواقع الذي لا يريده وهو يتابع كيف يغررون بالشباب ويتألم من مناظر الحرق والإرهاب ويستنكرها سراً ولكنه ممنوع من الكلام والتعبير عما في داخله جهراً وعدد منهم يؤكد لنا أن هناك الكثيرين مثلهم مضطرين للتماشي مع الوضع خوفاً على حياتهم واستقرار عائلاتهم وحتى لا يضطروا إلى مغادرة منازلهم.
ليس هناك أسوأ من انتزاع حقوق المواطن وكرامته وسلبه حتى منزله وحرمانه من حريته بل والتعدي على حرمة وخصوصية معلوماته ونساءه فقط لأنه لا يتماشى مع مشروع إرهابي مستورد من الخارج، كل هذه الممارسات تؤكد أن مفهوم الديمقراطية بعيد كل البعد عنهم وأنهم متطرفون إلى أبعد الحدود ولديهم النزعة الإجرامية في اضطهاد كل من يخالفهم بمنتهى الطغيان.
* إحساس عابر:
ما قاموا به تجاه منزل المواطن خميس عبدالرسول حينما أحضروا جرافات لهدمه وآلة قطع الأشجار لإزالة كافة الأشجار الموجودة في بيته، وقاموا بالحفر على جدران وغرف منزله واقتلاع الطوب من واجهات المنزل تعكس مدى الحقد الدفين بداخلهم تجاه شرفاء الوطن وكأنهم يودون إيصال رسالة بأنك لو كنت بمكان منزلك فهذا بالضبط ما سنقوم بفعله تجاهك!