الرأي

من المرشح الأمريكي الأقل ضرراً بالنسبة للخليج؟

بدون مجاملة



اليوم في ظل المزاج الانعزالي الذي يسود الولايات المتحدة لا يمكننا المراهنة على من هو المرشح الرئاسي الأفضل للخليج، ولكن لنكن أكثر واقعية، علينا النظر إلى مواقف المرشحين، لاستقراء من سيكون المرشح الأقل ضرراً للخليج. فلا نستطيع أن نتوقع من رئيس أمريكي أن يأتي ويوطد علاقاته مع دول الخليج، ولكن يمكننا ترقب الرئيس الذي سيحافظ على قدر أدنى من العلاقة مع الخليج والذي سيكون أقل ضرراً بالنسبة للمنطقة، فجزء كبير من المصائب التي تشهدها المنطقة، والتي لها آثار على الخليج وأمنه تعود إلى سياسات أمريكا الفاشلة بدءاً من غزو العراق، وصولاً إلى موقف واشنطن من سوريا وإيران.
تظهر الاستبيانات اليوم أن من يتقدم السباق الرئاسي هما المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وفي آخر استطلاع أسبوعي للانتخابات الرئاسية الذي تقوم به شبكة «ان بي سي» الإخبارية الأمريكية سجلت 36 كلينتون نقطة، بينما سجل ترامب 38 نقطة، مع الناخبين المسجلين. من هذين المرشحين، من هو الأقل ضرراً بالنسبة للخليج، اعتقد انها هيلاري كلينتون على الرغم من أنها تدعم الاتفاق النووي مع إيران والذي يرفضه ترامب.
تاريخياً، المرشحون الجمهوريون هم أكثر اهتماماً بشؤون السياسة الخارجية والدفاع، وهم أكثر حرصاً على مكانة أمريكا في العالم وعلى الحفاظ على تحالفاتهم، ولكن اليوم المرشح الجمهوري يظهر انعزالاً أكبر من نظيرته الديمقراطية. وإذا تجاوزنا كلامه السفيه عن الإسلام وحديثه المتطرف عن منع اللاجئين الذي هو للاستهلاك المحلي، ونظرنا الى سياسته الخارجية نرى أنه ليس له من سياسة خارجية متماسكة وواضحة. فحين سئل عن سوريا قال إن «الأسد سيئ، ولكن ليس من مهمة أمريكا بناء الدول وكما فشلت أمريكا في بناء الديمقراطية في العراق ستفشل إن حاولت في سوريا». أما بالنسبة لإيران فهو معارض للاتفاق النووي، ولكنه لا يقدم حلاً أو إخراجاً يمكن أمريكا من استخدام الاتفاق لحل النزاع في المنطقة. أما بالنسبة لكلينتون، بالرغم من أنها تؤيد الاتفاق النووي، فعلى الأقل لديها برنامج كما أنها تقر بأن أمريكا بحاجة لتحالفاتها في المنطقة. وهنا تختلف مع ترامب فبينما ترامب يرى الانعزال السبيل الأفضل لحماية أمريكا وذلك من خلال منع اللاجئين من دخول الأراضي الأمريكية، وإعادة ترحيل من استقبلهم الرئيس الحالي باراك أوباما والتضييق على المسلمين داخل أمريكا، في المقابل، فإن كلينتون تبدو سياستها أكثر واقعية، وتعتمد على معالجة الأسباب وليس الظواهر. وبالنسبة لإيران فكلينتون بالرغم من تمسكها بالاتفاق النووي فهي على الأقل مع فرض عقوبات لتقويم سلوك إيران في المنطقة. ترامب يرفض المعاهدة ولكنه لا يقدم حلً لتداعياتها. وإن عاينا مواقف المرشحين من النفط، فنرى أن هناك توافقاً تاماً بين جميع المرشحين على استقلال أمريكا بالطاقة. كلينتون من أنصار الطاقة الشمسية وترامب من أنصار الطاقة النووية، وكلا المرشحين لديهما نفس السياسة بالنسبة لنفط الخليج. وبما أن ليس للخليج لوبي أو جمهور مناصر له في أمريكا، فلذلك كل ما نستطيع فعله هو التمني أن يفوز المرشح الأقل ضرراً أي كلينتون.