الرأي

ماذا تفعل البحرينية على أرصفة أمريكا؟

ماذا تفعل البحرينية على أرصفة أمريكا؟



قبل سنين مضت تحكي إحداهن لنا هذه القصة: «غُرت فتاتان بحياة الغرب وبشعارات أن أمريكا بلد تحقيق الأحلام، فاتفقتا بعد بلوغهما سن 21 عاماً على السفر إلى أمريكا، حاول والدهما ثنيهما عن الموضوع إلا أنه لم يستطع أمام القانون الذي يتيح للفتاة عندما تبلغ سن 21 عاماً حرية التصرف والتنقل والسكن فسافرتا على أمل أن تعملا وتصبحا من الأغنياء هناك».
بعد سنين مضت حاولتا العودة إلى البحرين إلا أن الأب رفض استلامهما بعد تجرعه من الآلام والقهر سنين طويلة، وبعد أن شعر أن الفتاتين لم تعودا فتاتين! الفتاتان الآن حسب رواية البعض وقد شاهدتهما سيدة عربية وهي تسير في أحد شوارع أمريكا فوجدتهما تتسولان من المارة، وتنامان مع «المتسولين الذين عادة ما ينامون على أرصفة الشوارع بلا مأوى»، وفوجئت عندما اكتشفت أنهما من البحرين!!
قصة أخرى، فتاة تعرفت على شاب في أمريكا فجاءت إلى أبيها تطالبه بجواز سفرها «لكي تقابل «البوي فرند» في أمريكا!»، فلما عارض اتجهت إلى الجهات المعنية لإجباره على تسليمها الجواز فسافرت، وعائلتها لا تدري إن كانت قد سافرت لرجل يحبها وتحبه فعلاً، أو عصابة اختطفتها أو جماعات تغرر بالفتيات على الإنترنت، فقد اختفت البنت منذ سنين والأب تبرأ منها!! بعض القوانين بالدولة بحاجة إلى إعادة نظر والتأكد إن كانت تدعم المرأة البحرينية فعلاً أو توصل بعضهن إلى هذه الحال والتأثير على السمعة؟
ولا نود أن نعود لنسرد تفاصيل قصة الفتاة الهاربة مع بويات والتي مضى عليها الآن أكثر من سنة وهي خارج المنزل وأسرتها لا تعلم عنها شيئاً بعد أن لجأت لمعظم الجهات بالدولة وبعد أن أخبر المحامي والقاضي عائلتها بأنه ليس هناك حل لإعادتها إلى المنزل إلا برفع قضية طلب نفقة لأبيها الذي أصيب بالشلل جراء هروبها! «فلا يوجد نص قانوني واحد يجبرها على العودة بل معظم بنود القوانين الموجودة في صفها!!».
من هذا المنبر نطرح أسئلة على أمل الظفر بأجوبتها وإيضاح الأسباب التي أدت إلى استمرار هروب الفتيات وبقائهن في الشوارع رغم تقدم أهاليهن للجهات المعنية بالدولة بشكاوى وعدم إعادتهن إلى منازلهن مع إثباتات بسوء سلوكهن وانحرافهن، بل معظم القصص لا تعاد الفتاة إلى منزل أبيها «ولي أمرها كما جاء في الإسلام»، بل تعاد البنت من حيث أتت إلى فندق أو شقة رغم إثبات الأهل في قصة الفتاة الهاربة مع البويات على سبيل المثال بالأدلة والصور الموجودة في هاتفها مدى حدود العلاقة والسوء الذي تقترفه والتحويلات المالية التي جاءتها جراء ممارستها لهذا النشاط!!، «ألا يعتبر هذا نوعاً من أنواع الدعارة ؟».
هناك حاجة إلى تفسير وإيضاح لعبارة «عدم الإخلال بمبادئ الشريعة الإسلامية»، مقابل هذه القصص المأساوية ومناظر إعادة البنت إلى مكان هروبها مع رجل دون زواج أو «بوية»، لا إلى أهلها كما ينص الإسلام، بأن الفتاة لا يمكن أن تظل دون ولي أمر فلو تزوجت انتقلت الولاية إلى زوجها وإن تطلقت عادت الولاية إلى أبيها أو عمها أو أخيها.
إننا نتساءل: هل تطبيق الشرع يعني أن تؤخذ فتاة في مرحلة طيش «عمر 21 سنة لا يشترط أن يكون عمر النضوج فالعقليات متفاوتة»، أو تتعرض للتغرير من أحدهم عن أسرتها التي تحاول حمايتها لتترك بالشارع تمارس ما يحلو لها دون ولي أمر؟ لنفترض أن هناك تقصيراً في التربية من جانب الأسرة وما شابه، وأن الفتاة إذا أعيدت بقوة القانون ستعاود الهروب، السؤال الأهم هل هذه المبررات تبيح مخالفة الدين وترك المرأة دون ولي أمر بل وحرمان ولي أمرها من محاولة حمايتها وحماية شرفه من الآخرين الذين غرروا بها وشجعوها على الهروب؟
أيهما أخف ضرراً أن تعاد إلى أسرتها كي يكتووا بنار مشاكلها، أم تؤخذ منهم لترمى في الشارع فيحترقوا بنارين، نار فقدان ابنتهم، ونار النتائج المترتبة على ما ستفعله كأن تحمل من دون زواج، فتأتي لهم بابن غير شرعي، وما يسمعونه من الآخرين عن سوء سلوكها «إلا شاهدناها في فندق مع فلان، إلا شفناها في هالمكان المشبوه مع بويات؟».