الرأي

«أمان ياربي أمان»

في الصميم



الأسبوع المنصرم كان حافل بالأخبار والتقارير الغيرانية، بعضها تتشح بالسواد والدموع والأخرى سمجه وظريفة، لكن كيف تكون سمجة وظريفة في الآن نفسه؟! ذلك حين تصدر من على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف!!
فالرجل الظريف «بسلامته» يحذر المملكة العربية السعودية من مصير وزير الخارجية السابق طارق عزيز، وذلك خلال انتقاده إقدام السعودية وحلفائها على تقديم «قرارات مناهضة لإيران و«حزب الله»»، بهدف إدراجها في البيان الختامي للاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي، متهماً السعودية بممارسة التحريض ضد إيران، و«اختلاق الذرائع على خلفية حادثة سفارتها وقنصليتها في إيران».
«أمان ياربي أمان .. تهديدات مبطنات من إيرانيات ظريفات لا تليق بمقامات»..
إذاً هل المطلوب أن أرد؟
لا والله، الرجل يعاني حمى وارتفاعاً في درجة الحرارة وهلوسة إثر انتشار مرض خطير عند ساسة طهران يسمى «فوبيا السعودية»، وحالياً في إيران، لا صوت يعلو فوق صوت الهلوسة.
إذاً دع الظريف في حاله، فهو معذور، ويا سيدي خليك مكانه ولتكُن منصفاً، هل من الممكن أن تتحمل كل هذه الضربات السعودية أن تهبط على قفاك؟!
المملكة اليوم انفجرت ناقمة على صبرها الذي كبّله طوال هذه السنين على «طواغيت إيران»، وباتت تحاصر «الولي الفقيه» جواً وبراً وبحراً وجنوباً وغرباً، وتشق كل ناحية من جسده، فلم يعد قادراً على جرح واحد ليداويه، فالصفعات تتوالى والجروح تزداد حتى من الداخل.
وبالمناسبة وصف «طواغيت إيران» ليس من اختراعي، حتى لا أتهم بالسب والقذف، مع أن سبهم وقذفهم حلال، جراء ما فعلوه مع أخواننا في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتى معنا نحن كبحرينيين، وعطفاً على ما قلت، هذا الوصف ذكره الزعيم الإصلاحي الإيراني مهدي كروبي المحاصر في بيته منذ العام 2011 في رسالة بعثها للرئيس الإيراني حسن روحاني مطالباً إياه: «بالتدخل وفقاً للمادة 168 من الدستور الإيراني في الدفاع عن حقوق المواطنين الإيرانيين، وتقديم الطلب لدى «طاغية إيران» لإقامة محاكمة علناً، حتى يرى الشعب الإيراني من هو الصالح ومن الفاسد في هذا النظام والمسؤول عن نهب وسرقة 22 مليار دولار من أموال الشعب الإيراني».
ما قلت لك الضربات تتوالى والجروح تزداد، والدموع بدأت تنهمر، وآخر تلك الدموع «وليس آخرها بإذن الله» والتي أظهرتها وسائل الإعلام لقائد القوة البرية العميد «أحمد رضا بوردستان» باكياً في مراسم دفن 4 من أفضل قوات الكوماندوز الإيرانيين المعروفين بذوي القبعات الخضراء، وذلك من إجمالي 50 عنصراً من القوات والميليشيات والمرتزقة الإيرانيين الذين تم دعسهم مؤخراً في ريف حلب على يد ثوار سوريا الأحرار.
والله بدأت أشفق على «طاغية إيران»، لكن لا وألف لا..
نظام كهذا، ديكتاتوري دموي إرهابي، لم يرحم حتى شعبه، يتاجر باسم المظلومية وبدماء أخواننا الشيعة، وارتكب أبشع الجرائم والمجازر التي يندى لها جبين البشرية، لا يستحق أدنى رحمة، بل أشد التنكيل وإن شاء الله الباقي سيكون في الآخرة.
وليت الأمر وقف عند السعودية لهان الأمر، ولكن الصفعات تنهمر على وجنتي «الولي الفقيه»، شمالاً ويميناً، فها هو القضاء الإداري في مصر يحيل دعوى قضائية تطالب بإغلاق السفارة الإيرانية بالقاهرة وطرد القائم بالأعمال، أقامها أحد المحامين المصريين، حيث وصف إيران في حيثيات القضية التي رفعها بـ «الدولة الإرهابية وبدعمها لميليشيات وعصابات ومرتزقة تعبث في جميع الدول العربية من أجل السيطرة على تلك الدول عبر أذرعها الإرهابية بجانب دعمها «حزب الله» الإرهابي الذي يقتل السوريين ويعلن عن ذلك بفخر واعتزاز وكأنه يقاتل أعداء العرب والمسلمين، كما دعمت ميليشيات عراقية حتى أصبح الإرهاب في العراق أمراً طبيعياً ومعتاداً، كما دعمت جماعة الحوثيين باليمن من أجل السيطرة على اليمن وتحويله لولاية إيرانية تابعة لولاية الفقيه» محذراً مصر من «الخطر الإيراني كبقية الدول العربية»، مطالباً «بإغلاق السفارة الإيرانية وطرد القائم بالأعمال تعبيراً عن رفضها القاطع لأي تدخل إيراني عسكري أو سياسي في شؤون الدول العربية».
أمان يا ربي امان، أخبار إيرانيات ظريفات تجعلنا كشعوب خليجيات، كثير مسرورات.