الرأي

الخليجيون و«مجمع الأفنيوز» في جيبوتي

الخليجيون و«مجمع الأفنيوز» في جيبوتي







يعتبر مجمع الأفنيوز «The Avenues» أكبر مجمع ومركز تسوق تجاري ليس في الكويت فحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ورغم فوزه بالجائزة الذهبية كأفضل مركز تسوق 2013، ورغم أنه يحتضن «تحت سقف واحد» سلسلة ضخمة من أشهر محلات الماركات التجارية العالمية داخل سوق يمتد كيلو متر كامل دون الزيادة المقبلة، إلا أنه لا يمثل الوجهة الأولى لكل أهلنا من الخليج عند زيارتهم الكويت، حيث يذهب البعض لسوق المباركية التقليدي لشراء حلوى «الرهش» أو الطحينية.
يقع مجمع الأفنيوز في النقطة القصية لشمال شرق الجزيرة العربية، وفي الاتجاه المعاكس منه، وعلى بعد 20 كلم متر من سواحل الجزيرة العربية تقع جمهورية جيبوتي الشقيقة، مطلة على البحر الأحمر وخليج عدن. وكما فتح الأفنيوز أجنحته لأشهر الماركات العالمية «تحت سقف واحد» فتحت جيبوتي ذراعيها للقواعد الأجنبية تحت سقف واحد. فلأهميتها الاستراتيجية المطلة على المحيط الهندي والبحر الأحمر وشرق إفريقيا، فضلاً عن قربها من جزيرة العرب احتفظت باريس في جيبوتي بقاعدة هي الأكبر في إفريقيا. كما أن للأمريكيين وجوداً في جيبوتي بقاعدة «ليمونييه» كمركز لعملياتها في منطقة القرن الإفريقي منذ 2001. وافتتحت الصين قاعدة للدعم اللوجيستي، لتحقيق حزمة من الأهداف الاستراتيجية طويلة المدى كتأمين الممرات والتقرب من الخليج، تحاشياً للمواجهة مع الغرب في إحدى أهم مناطق نفوذه. وفي يناير 2015 أعلنت تركيا دعم جيبوتي في مجال تدريب قوات الأمن، وبعض المجالات الأخرى، وما ذلك إلا امتداد للتوسع التركي في القرن الإفريقي بعد تأسيسها قاعدة في الصومال، لتقوية ذراعها العسكرية في الأماكن الاستراتيجية، وللوصول إلى أسواق لسلعها العسكرية وصناعاتها الدفاعية، ولوقف إيران. فحتى بداية «عاصفة الحزم» كان لإيران تواجد عسكري في جيبوتي حيث اتخذتها مع ميناء «عصب» الأريتري، وجزيرة «دهلك»، قاعدة لتزويد الحوثيين بالسلاح ونقطة ارتكاز لتدريب القوات العسكرية والزج بها في الصراع في اليمن.
* بالعجمي الفصيح:
لقد استيقظت غرباً وشرقاً مفردات من قاموس الاستعمار، كالتدخل لتحقيق الأهداف القومية، والحفاظ على المصالح، ومواجهة نفوذ الدول الكبرى الأخرى. فقد ولى زمن استراتيجية الاقتراب غير المباشر بالانقلابات والنزاعات الطائفية والعرقية، وحل محله إقامة القواعد العسكرية على أطرافنا العربية شمال سوريا والعراق وجنوباً في جيبوتي. أما آن الأوان للخليجيين «دفع الخلو» المطلوب في مجمع القواعد في جيبوتي الشقيقة التي لم تتوقف عن طلب العون الخليجي ليحميها من تأجير أراضيها للأجنبي وسد الثغرة الأمنية!
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج