الرأي

إشارات وتنبيهات

في الصميم


* عدنا والعود أحمد..
بهذه العبارة بدأ رئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح «الرجل المحترم» جلسة الأحد الماضي لمجلس الشورى، بعد أن تكرم، وتفضل، وحن السادة المحترمون نواب الشعب المنتخبون على زملائهم في مجلس الشورى المعينين وأرسلوا لهم حزمة من التشريعات، فانفرجت أسارير الصالح على إثر عودة عجلة التشريع إلى الدوران، والحق يقال، لولا جهود رئيس مجلس النواب الفاضل أحمد الملا لانتقل أعضاء مجلس الشورى من البيات الشتوي إلى الخمول الصيفي.
وصبح صبح يا علي صالح، التشريعات بدت تنهمر عليكم كزخات المطر..
* أفيدونا أفادكم الله..
بدأت وزارة البلديات والأشغال مشكورة، في إنشاء طريق مكمل لمجمع 228 في منطقة الساية بالبسيتين والممتد من الدوار إلى الساحل، ومن ثم إلى جسر الشيخ خليفة، وهي جهود يشكر عليها الوزير المجتهد والمثابر والأخ العزيز عصام خلف، خصوصاً وأن العمران بدأ يشق طريقه نحو هذه المنطقة الوليدة، لكن مع بالغ الأسف، ما زالت كبائن ساحل البسيتين على عروشها، واقفة لم تمسسها جرافات الإزالة أسوة بما حدث لكبائن الحد، رغم الوعود والعهود التي قطعها مجلس بلدي المحرق على نفسه، ورغم بح صوت المواطنين وشكواهم من قيام «بعض» أصحاب هذه الكبائن من استغلالها في أعمال منافية للآداب العامة، تخدش الحياء وتسيء لأهالي المحرق، والسؤال هنا، هل الغرض من الشارع المزمع إنشاؤه حالياً تسهيل وصول معاقري الخمر ومرتكبي الفواحش إلى هذه الكبائن أم ماذا؟
* في عالم اليوم كل شيء جائز..
نحن شعب طيب وعاطفي أكثر من اللازم، ولكننا أيضاً أصحاب ذاكرة سمكية لا تنسي من يسيء لها، فهل لديك شك في ذلك؟
بالأمس خرج يبكي «يا ولداه» بعد قراره – فجأة – عدم الترشح لمنصب «الاتحاد»، البعض قال فيه أكثر مما قاله مالك في الخمر، ومنهم من وصفه بالزعيم وآخر، بالعميد، حتى بدى لي وللوهلة الأولى بأني اتفرج على مباراة في الدوري السعودي بين الهلال والاتحاد.
وسؤالي هنا، هل يجوز لمتآمر ومدلس وخبيث وغليل للوطن أن يتحول إلى بطل؟
* كل لبيب بالإشارة يفهم..
«دون كيشوت» هو بطل رواية الكاتب الإسباني الشهير ميغيل دي سيرفاتس، ومشكلته أنه يعاني قصراً في النظر وانفصالاً عن الواقع، بطل الرواية اتبع اسلوباً غريباً في محاربة الأشرار، امتطى حصانه الهزيل، وحمل سلاحه المتهالك بيده، ووضع خوذة من الكرتون فوق رأسه وخرج إلى الحقول والمروج بحثاً عن الأشرار، لكن مشكلته أن خياله كان يحمله على إساءة تفسير حقيقة من هم الأشرار.
لذلك وقع في المحظور، حين شاهد «طواحين الهواء» التي لا يعرف حقيقتها، فظنها أشراراً ذات أذرع طويلة، فتحمس لمحاربتها وغرس فيها رمحه، فدارت به في الهواء وألقته أرضاً، ورضّت عظامه، كان أهل القرية يتابعون هذه المعركة وهم يتعجبون من محاربة «دون كيشوت» لطواحين الهواء التي تسهّل عليهم حياتهم، فيما هو كان يراها أشراراً.
«دون كيشوت» اليوم يعيش داخل الكثير من المسؤولين، وبحكم أن البعض منهم يعاني قصراً في النظر وانفصالاً عن الواقع ويعيش بعيداً عن الأرض في «كوكب آخر» لا يفرق بين الأشرار «كارهي الوطن»، وبين الأخيار «محبي الوطن»، يتقرب زلفة للأشرار، أملاً في كسب ودهم ورضاهم، ويبعد الخيرين لكونهم «مؤزمين».
ليس المطلوب منك التصحيح لهؤلاء المسؤولين ما تسرب إليهم من مفاهيم خاطئة، فتلك عملية شاقة ومتعبة والنجاح فيها ضرب من السراب، بل المطلوب منك أن تثبت على مواقفك ومبادئك الوطنية التي تربيت عليها، وأن تنافح عنها مهما كانت الأثمان التي ستدفعها، فأصحاب المبادئ إن ماتوا يبقى أثرهم حتى وإن كان قليلاً أو بسيطاً، فالفيلسوف اليوناني سقراط مات ولم يترك كتاباً واحداً، بل ترك كلمات وحكم عرفناه بها.
المختصر المفيد، أصحاب المبادئ لا يخسرون، وإن حصل، يخسرون بشرف، وحين يسقطون، فهم أيضاً يسقطون بشرف!!
هل وصلت الرسالة؟