دشتي.. استمرار الإساءة وتجدد الفشل
صهيل
الجمعة 04 / 03 / 2016
عبدالحميد دشتي.. لا يزال ذلك النائب الكويتي يوجه بين الحين والآخر إساءاته لبعض دول الخليج العربي وتحديداً مملكة البحرين والمملكة العربية والسعودية الشقيقة، ضمن محاولاته اليائسة لتوتير العلاقات بين حبيبة الخليجيين دولة الكويت وشقيقاتها، ويبدو أن هذا الإنسان سيستمر في إساءته إذا لم يردعه رادع.
نعلم جيداً موقف الحكومة الكويتية ومجلس الأمة الكويتي في عدم قبولهم شكلاً أو مضموناً أي إساءات لأي دولة خليجية وبالذات السعودية التي تهجم عليها النائب دشتي بكل وقاحة مؤخراً، وردود الفعل التي صدرت من الكويت كانت واضحة جداً، فكل الشرفاء رفضوا تلك التصريحات المسيئة وظهرت مواقفهم بوضوح سواء عبر تصريحاتهم الصحافية أو عبر المقالات والأعمدة من الكتّاب الصحافيين، ولكن لا يكفي هذا الموقف رغم أهميته، ورغم تأكدنا من الحرص الكبير لأخواننا الكويتيين على متانة علاقاتهم مع أشقائهم الخليجيين، غير أن الموضوع يحتاج إلى ردع يحجم هؤلاء المسيئين لدول الخليج العربي.
بصراحة لست مستغرباً من استمرار دشتي لإساءته للسعودية، فهو على «علاقات تاريخية» من الإساءات التي يعمد إليها ورفضه لسياسات المملكة في منطقة الشرق الأوسط، ولكن صوته ازداد علواً منذ «عاصفة الحزم»، وهو يعلم أنه لا أحد يأبه لكلامه وهجومه، فهو يتكلم ويهذي ولا مستمع له أو مجيب أو داعم سوى من هم على شاكلته.
مواقف دشتي ليست ببعيدة عنا في البحرين، فهو مشهور بها، ونتذكر جيداً كيف حاول جاهداً تكرار إساءته للبحرين في أكثر من موقف، حتى إنه «عبر القارات» واتجه إلى جنيف فقط ليسيء إلى البحرين، ولكنه فشل كالعادة وعاد من هناك خائباً ومطروداً - حتى الأجانب لم يصدقوه - ولم ينفعه مبدأ «خذوهم بالصوت تغلبوهم»، حيث لم يجدِ صراخه في جنيف نفعاً، ولن ينفعه ما يتفوه به الآن من إساءة للسعودية.
وخيراً فعلت السفارة السعودية في الكويت عندما تصدت لتصريحات دشتي وواجهته قانونياً، بعد تقدمها بمذكرة احتجاج إلى الخارجية الكويتية، ورفعها قضية ضده لا تعتبر الأولى بل هي الثانية، وقد قال السفير السعودي في الكويت في تصريح صحافي: «نحن نميز بين النقد الهادف والبناء، وما بين الإساءة والتنفيس عن الأحقاد..».
نعم يا سعادة السفير إنه الحقد الذي يجعل البعض لا يقر له قرار ولا يغمض له جفن عندما يرى دولنا الخليجية متآلفة ومتعاضدة ويقفون وقفة الرجل الواحد مع بعضهم البعض في كل موقف وتحت أي ظرف، وهذا الحقد لا يكفيه أن تحتويه قلوبهم المريضة، فيخرجون ما هو مكنون في الصدور إلى ألسنتهم التي تتفوه بكل ما أوتيت به من كراهية وغل.
ولمن يحاول «دس السم في العسل»، ويقول إنها «حرية تعبير وديمقراطية»، فنقول لهم نحن نعيش في عصر الديمقراطية وما تشهده دولنا الخليجية من حرية وديمقراطية هو محض إعجاب وتقدير حتى من دول متقدمة في هذا الشأن، ولكن أن يحاول البعض الإساءة والتفوه بكلام لا يقبله عقل ولا منطق فهذه وقاحة وليست حرية تعبير، ولو كان هؤلاء في دول غربية لما تجرأ على قول نصف ما يقولونه هنا في دول الخليج العربي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن والاستقرار في ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من صراعات وأحداث يتطلب معها التكاتف حول قياداتنا الخليجية.
وهؤلاء المحسوبون على أجندات خارجية همها تفريق الأمة وتمزيقها، لو أن لديهم الجرأة حقاً فلنقرأ أو نسمع منهم كلاماً ضد أنظمة اشتهرت بمعاداتها لحرية التعبير وانتهاك حقوق الإنسان مثل النظامين الإيراني والسوري، ولكن هيهات أن يتفوهوا بكلمة ضد تلك الأنظمة، لأنها هي من تغذي أفكارهم الشاذة، حتى ينفذوا أجنداتهم المعادية لخليجنا العربي، وسيفشلون.. مجدداً.