الرأي

صوت المواطن.. مجالس شعبية مفتوحة عند بحر المحرق

صوت المواطن.. مجالس شعبية مفتوحة عند بحر المحرق




ذات مساء جميل قررت أن أعرج على ساحل الغوص الذي يعد الساحل الوحيد في المحرق الذي يكون خالياً في بعض الأوقات، وليس به ازدحام أو إزعاج، ومن الممكن أن تحظى فيه ببعض الخصوصية، وكان برفقتي عدد من أطفال العائلة وما إن شرعنا بالمغادرة منه حتى قررت ألا أخرج من المخرج الرئيس للساحل بل أن أختصر الدرب بالخروج من المخرج الآخر باتجاه الصناديق الخشبية التي تسد البحر وتحجبه عنا، وفي مرورنا لاحظنا المكان مكتظاً بالسيارات «مادري الظاهر الصيادين يشدون حيلهم بالليل في الصيد!!».
«والغريب أن كثيراً من هذه الصناديق لا يوجد بالقرب منها «طراد واحد!!»، ما علينا، المهم ونحن مستمرون في السير ببطء لكون المكان شبه مظلم ومكتظ بالسيارات الواقفة على جانبي ممر السيارات وجدنا «صندقة» وقد وضع عند مدخلها «صورة الخميني» وقد حولت الصندقة إلى ما يشبه شكل المأتم المصغر!!
وجدت الطفلة التي ترافقني تسألني ببراءة «ليش هالكثر سيارات؟ ليش مغلقين «سادين» البحر!!» لاحظنا أن الصناديق الخشبية البعيدة قليلاً عن هذه الصناديق المكتظة يتواجد بالقرب منها «طراريد»، فعلاً ولكن عند احتسابها مقابل التي لا يوجد بها - وواضح أنه ليس لهم علاقه بالبحر وأهواله - سيكتشف أن عددهم الضعف بل هناك من بنى سوراً رفيعاً جداً حول صندقته الخشبية «يمكن حاب يسوي سور الصين العظيم بالنسخة البحرينية مثلاً!»، وقد قلت لحظتها «الله العالم شيالس يصير داخل هالصندقه المحوطة بالأسوار المرتفعة»!
أما أكثر صندقة خشبية مضحكة فتلك التي وجدنا أحدهم قد وضعها على أعمدة رفيعة «عبارة صندقة جزر المالديف مثلاً»، واستغل الأرض الكبيرة الخالية التي أمام الصندقة بتسويرها بطريقة مخيمات البر، ووضع مصابيح ملونة وأعلاماً «باعتبار المزج ما بين جو المخيمات في البر وجو البحر!!»، ولا ندري في أي شرع ومنطق وقانون يجيز للإنسان تسوير البحر بكل أنانية وتحويل الصندقة إلى «بسطة له ولأهله وأصدقائه» مقابل حرمان الناس من الساحل الوحيد المتبقي لهم في أرض المحرق التي تعتبر ملكاً عاماً.
نعلم أن هناك من نصب نفسه «نائباً ومتحدثاً» عن الناس، فراح يقول «لترقيع هالسالفة ودعم مصالحه من هالصناديق»، هذه الصناديق عبارة عن رزق للبحارة، والله الناس تستفيد من البحر وتحوطه بهالصناديق ولا يروح علينا ويردم ويدفن أو تأخذه إحدى الجهات وتحوله لمشروع خاص فيحرم منه الناس للأبد على غرار المثل الشعبي الذي يقول «اللي مالك منه فايده تركه فايده»، وبدورنا نقول لهؤلاء «حمرون أخو صفرون!».
وللتذكير طالب أهالي المحرق كثيراً بفتح البحر، وإيجاد حل لهذا الاحتكار، وكلما أمر سمو رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه مشكوراً بإزالة الصناديق خرج لنا بعض الصيادين يزعمون التكسب المادي جراء صيد الأسماك ولا بأس بأن يتكسب الإنسان من البحر ويكون مصدر رزقه، لكن منطقياً هذا لا يعني احتكار البحر لرزقه مقابل حرمان جميع الناس، ولا يعني هذا أيضاً استغلال بعض الأنانيين وضعفاء النفوس من وجود جمع بسيط من البحاره ببناء صناديقهم الخشبية التي تكون مكتظة بأصدقائهم ولأغراض أخرى قد تكون بعيدة عن مهنة الصيد!! يقول أحد الصحافيين لي منذ عدة سنوات «مررت يوماً في هذا المكان فوجدت صندقة خشبية مفتوحة نوافذها وبداخلها امرأة من إحدى الجنسيات العربية تترقص وكأن المكان تحول إلى «سمردحة!».
وللتذكير، فقد وجه سمو رئيس الوزراء حفظه الله في جلسة مجلس الوزراء بتاريخ 18 يناير الماضي بتطوير الساحل الواقع على شارع الغوص وجعله منطقة جاذبة للسياح وتخدم في الوقت ذاته الترفيه العائلي والصيادين وقد كلف اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية بدراسة ذلك ونرجو – كل الرجاء منهم – ألا يحولوا مشروع تطويره مثل ما حدث لساحل قلعة عراد الذي للأسف تم تسويره وتحويله إلى ممشى بدلاً من تركه شاطئاً مفتوحاً يستفيد منه الناس للسباحة، فحتى السياح كانوا يفدون إلى هذه المنطقة الجميلة التي تقبع خلفها عدد من البساتين وحظائر الماشية والخيول والذي لو اتجه له أحدهم اليوم لوجد مواقف الممشى قد تحولت إلى معرض لاستعراض السيارات وضربها «بالباليس»، يتجمع فيها عدد من الجاليات الآسيوية والشباب مما يتسبب في مضايقات وحرج للعائلات ومنعها من التردد عليه.
نتمنى من اللجنة الوزارية أن تراعي في تطويرها للساحل أن يكون متنفساً لدعم السياحة العائلية الداخلية النظيفة ويترك البحر كشاطىء مفتوح وأن تزال جميع الصناديق الخشبية ومن الممكن إيجاد جلسات أو كبائن مفتوحة مطلة على البحر تكون كمثل المجالس المفتوحة متاحة لجميع أهالي المنطقة، وهي فكرة جديدة بالإمكان للدولة استغلالها لاحقاً في دعم المجالس الشعبية الوطنية ولم شمل أهالي فرجان المحرق في هذه المنطقة البحرية الجميلة.