الرأي

إجازة وطنية في ذكرى الميثاق

إجازة وطنية في ذكرى الميثاق




في لقاء سريع جمعنا مع رئيس جمعية الصحفيين ورئيس تحرير صحيفة البلاد الأستاذ مؤنس المردي، ورئيس جمعية التجمع الوطني الدستوري «جود» الأستاذ الفاضل عبدالرحمن الباكر، كان الحديث يدور في فلك مناسبة ذكرى ميثاق العمل الوطني، واستوقفنا كلام المردي حينما قال «يوم الميثاق يوم وطني مهم جداً لا يقل في أهميته عن يوم العيد الوطني فهو يوم اتفق فيه الشعب بأكمله وبنسبه تصويت مرتفعة على هذا الميثاق»، حيث تداول النقاش فكرة تخصيص يوم إجازة رسمية بهذه المناسبة الوطنية.
من جانبنا رأينا أن التحديات الأمنية في مملكة البحرين قد لا تحتمل فكرة تخصيص إجازة في هذا اليوم الوطني، إنما من الممكن توجيه مؤسسات الدولة وجهاتها – كلا حسب اختصاصه – بتخصيص هذا اليوم في الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية الهامة بداخل المؤسسة نفسها، ولا يعني كلامنا هذا تخصيص موازنات فلكية لأجل تنظيم احتفالات ضخمة وما شابه، إنما المقصد «التوجيه فقط والتنسيق»، وأن تعمل كل جهة على تنظيم فعالية أو تخصيص بضع ساعات خلال يوم الميثاق – حسب إمكانياتها وطبيعة عملها – لإشاعة الأجواء الوطنية الجميلة واستشعار هذا اليوم الوطني الهام وما تحقق من خلاله من إنجازات، والنقلة النوعية التي حدثت، والأهم بيان كيف انعكس ذلك بشكل أو بآخر على أداء هذه المؤسسة أو الجهة ولا ننسى في ذلك الجامعات والمدارس التي بإمكانها تخصيص هذا اليوم في دفع الطلاب للتعبير عن ولائهم وحبهم بالأنشطة الطلابية، كما بالإمكان تنظيم فعاليات يشارك فيها موظفو المؤسسات والجهات الرسمية بتجديد ولائهم واستحضار المحطات التاريخية الهامة لهذه الذكرى الوطنية وأن تخصص زيارات إلى صرح الميثاق أو أن يتم التنسيق بين مؤسسات الدولة وعدد من جهاتها ذات الاختصاص كمتحف البحرين الوطني وغيره في تنظيم محاضرات وطنية أو أصبوحات شعرية تعزز الشعور بالولاء والانتماء الوطني وإدراك أهمية هذا اليوم فالتربية الوطنية مهمة جداً وهي لا تتوقف عند طلاب المدارس فقط، إنما هناك حاجة لتجديدها في نفوس العاملين في مختلف قطاعات الدولة.
إن إشاعة جو الاحتفال بهذا اليوم الوطني يدعم نشر الثقافة الوطنية ويربي العقول على أهمية إدراك وملامسة هذا المشروع الضخم الذي نقل البحرين إلى مصاف الدول المتقدمة، ويجعل كل مواطن سفيراً من خلاله موقعه للتحدث عن هذا اليوم واستيعاب أبعاده ويدفعه لأن يكون حريصاً هو الآخر على التفاعل والمشاركة.
كبحرينيين، لابد أن نفقه ونحن تمر علينا الذكرى الخامسة عشر من يوم الميثاق الوطني أنه لنا في 14 فبراير محطتان تاريخيتان، لا واحدة، وان الزمن لم يتوقف عند تاريخ 14 فبراير 2001 فقط للاحتفال بتلك النقلة التاريخية، بل لدينا مناسبة وطنية هامة تمر عليها اليوم الذكرى الخامسة، وهي ذكرى التحام الشعب البحريني الأصيل مع قيادته وتمسكه به، وحسن إدارة القيادة وحنكتها في تجاوز محنة 2011، وسط فوضى «الربيع العربي» ودحرهم أكبر مؤامرة انقلابية تمر في تاريخ مملكة البحرين بتآمر عدد من الدول الكبرى لاختطاف شرعية البحرين، وهذه الذكرى لا تقل في أهميتها عن الذكرى الأولى للميثاق وفيها من الإنجازات والتضحيات والمحطات الكثير والكثير، في فبراير 2001 صوت شعب البحرين بكافة أطيافه وفئاته وبالإجماع على تبني هذا المنهج الوطني الجديد، والتفاعل معه لكي تنطلق سفينه البحرين الحديثة نحو التقدم والتنمية ولكن بشكل مختلف ومغاير تماما عن السابق، بل لابد أن نثبت حقيقة أن البحرين كدولة خليجية عربية تقبع في وسط الخليج العربي كانت المنارة التي أطلقت هذا النهج الديمقراطي الجديد.
وفي فبراير 2011 كانت المحطة التاريخية الثانية، محطة الثبات وامتحان الولاء والوطنية الذي نجح فيه الكثيرون وسقط فيه أصحاب الأقنعة، فكانت المحك الحقيقي وبالون الاختبار الذي كشف عن مدى تمسك الشعب البحريني بنعمة الوطن وحرصه على استمرار مكتسبات الميثاق، وأن أفراد الشعب يرفضون العودة إلى المربع الأول من نهضه الدولة والديمقراطية، وأن حرية التعبير والرأي لا تعني أن تتقاطع مع المسؤولية الاجتماعية والأمنية للمجتمع بإشاعة أفكار الفوضى الأمنية ودعم الإرهاب، وأنهم ينبذون كل من تآمر مع الخارج لاختطاف هوية البحرين الخليفية العربية.
نعم، نجح البحرينيون الشرفاء في فبراير 2001، وفبراير 2011، والفرحة اليوم فرحتان، والتاريخ يحفظ ويسجل ويوثق.