الرأي

يا صباح الحشيش الفارسي

في الصميم








يبدو أن «الزهايمر عامل عمايله»، فأخيراً وعى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وتنبه إلى أن الهجوم على السفارة السعودية في طهران كان «سيئاً بالفعل» وأضر بإيران..!!
يا صباح الحشيش الفارسي..
اعتراف بطعم الاعتذار ولكن جاء متأخراً فـ «بله واشرب ميته» يا الولي الفقيه، لأنه اعتذار غير مقبول..
الغريب في الأمر أن الاستخبارات الإيرانية وبعد أقل من 24 ساعة من اعتذار الولي الفقيه خرجت علينا لتعلن عن اعتقال العقل المدبر لعملية اقتحام السفارة السعودية – حسب قولهم - والأغرب أو المدهش في الأمر «لا أغرب ولا مدهش»، بل المضحك حتى الثمالة في الأمر أن رئيس شؤون الاستخبارات الإيرانية اللواء حسين ذو الفقاري صرح لوسائل الإعلام الفارسية بعد مسرحية القبض على المعتدي أن «اقتحام السفارة السعودية عملية مدبرة تم التخطيط لها مسبقاً من قبل مجموعة تعرف بنشاطاتها الدينية»، وكأن رئيس الاستخبارات الإيرانية ذو الفقاري اكتشف سر الأطباق الطائرة أو «جاب الذيب من ذيله».
شيء في منتهى الهراء والغباء والسخف، والسخف وفق معجم اللغة هو فقدان العقل وقيل نقصانه، ويبدو - والله أعلم - أن الولي الفقيه بالفعل فقد عقله، بعد أن وجد نفسه في مأزق مع اتساع نطاق الإدانة الدولية والعزلة الدبلوماسية التي يواجهها جراء الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين، فبادر إلى اختراع هذه المسرحية ليخرج من هذا المأزق لكنه مع الأسف، وقع في مستنقع الغباء.
دعنا من ناقصي العقل والدين ولننتقل إلى هراء أكبر وغباء لا نظير له وخبر «أنتن» من اعتذار ولي الفقيه..
الخبر يقول إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اكتشف بأن الأموال التي ستحصل عليها إيران مع رفع العقوبات عنها فى إطار الاتفاق النووي ستذهب إلى أيدي مجموعات مرتبطة بالحرس الثوري، تعتبرها واشنطن مجموعات إرهابية، وقال كيري للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «ليس بإمكانه أن يقول إن أياً من المال المفرج عنه لن يصل إلى أيدي مجموعات إرهابية»!!
بالله عليك عزيزي القارئ مثل هذا «الكيري»، ماذا يمكن أن ترد عليه أو تقول له، عن نفسي لا أخفيكم سراً، خايف أن أتهور في الرد، فأجد نفسي «جاريني من قفاي على النيابة»، وبصراحة، نحن معشر الصحافيين، أصبحنا في الآونة الأخيرة نقضي أوقاتنا في النيابة أكثر من دوام العمل.. «رايحين جايين».
لكن مع ذلك، لن أمتنع عن الرد..
هل يعتقد وزير خارجية أمريكا أن مثل هذا التصريح سينطلي علينا ويبرئ ساحة الولايات المتحدة الأمريكية من ممارسة الفجور علناً مع إيران على حساب أمن وسلام واستقرار دول الخليج العربي، ويجعلنا نقول لكم: شكراً أخذتم براءة، يالا روحوا!
بالفعل حجم اللعبكة واللخبطة والفذلكة والتخبط في السياسة الخارجية الأمريكية وصل في عهد بارك أوباما إلى درجة عالية من الغباء، تكشف عن ضعف وتفاهة القائمين عليها، حتى باتوا يشبهون النكتة التي تقول:
كان لجحا جار، ومن عادة جحا أن يأخذ من الآخرين ما ينقصه في بيته أو يحتاجه ولا يرجعه إليهم أبداً، كما لا يحب أن يأخذ أحد منه شيء، وبينما جحا في بيته إذا بجاره يدق الباب ففتح جحا فقال له جاره: أعرني حمارك. قال له جحا: لقد أخذته زوجتي إلى السوق، أنا آسف لو كان هنا لأعطيته لك، وقبل أن ينتهي جحا من حديثه، إذا بالحمار ينهق في بيته. قال له جاره أتكذب علي يا جحا. قال له جحا غاضباً: ويحك يا جاري تكذبني وتصدق حماري.
هؤلاء الأمريكان صايرين كما جحا، والفرس هم حمار جحا، أما دول الخليج العربي فهم الجار، سامعين صوت الحمار، لكن المطلوب منهم أن يكذبوا ما يسمعوه، ويصدقوا كلام جحا!!
طيب، «هل كيف يصير غش بالسياسة وينضحك عليك»، حين تصدق كل ما يقوله الأمريكان..