الرأي

بأمر إيران.. إبادة جماعية بمضايا وتعز وديالى!

المشاء




الحصار، التجويع حتى الموت، القتل بالألغام، القنص، القصف بقذائف الهاون، التصفية الجسدية على الهوية، هذا ما تمارسه ميليشيات إيران من إبادة جماعية ممنهجة بحق العرب السنة في 3 مدن ومحافظات عربية، في وقت واحد، في مضايا السورية، وتعز اليمنية، وديالى العراقية، تلك جرائم أذرع نظام «ولاية الفقيه»، في وقت تكافئ فيه القوى الكبرى طهران برفع العقوبات عنها وإعلان بدء تنفيذ الاتفاق النووي، وتسليم نظام «ولاية الفقيه»، عشرات مليارات الدولارات، دون الالتفات لمعاناة عشرات الآلاف من المدنيين في تلك المدن والمحافظات!
بأمر إيران، تحاصر قوات الرئيس بشار الأسد وميليشيات «حزب الله» اللبناني بلدة مضايا السورية في ريف دمشق لأكثر من 200 يوم، نسي أكثر من 42 ألف مدني محاصرون طعم الخبز والأرز والحليب، وهم يشاهدون أحباءهم يموتون جوعاً، تحول الرضع والأطفال والشباب والنساء والرجال إلى هياكل عظمية جراء الحصار والتجويع الذي يمارس ضدهم، توفي عشرات المدنيين بينهم رضع وأطفال ونساء، ومن لم يتوفى جوعاً، يقتل بالألغام التي زرعتها قوات الأسد وميليشيات «حزب الله» في محيط المدينة لفصلها عن المناطق القريبة منها بالأسلاك الشائكة لمنع أي عملية تسلل منها أو إليها، أو بنيران القناصة لمنعهم من محاولة تأمين الغذاء أو جمع الأعشاب عند أطراف المدينة.
الحصار تسبب في نقص في كل شيء، خاصة المواد الأساسية من طعام ودواء وكهرباء ومياه، السكان يستجدون المنظمات الإنسانية من أجل حليب للأطفال لأن الأمهات غير قادرات على الرضاعة بسبب الجوع، والسكان يلجؤون إلى الأعشاب البرية، وآخرون يدفعون مبالغ طائلة لحواجز «حزب الله» التي تحاصرهم مقابل بعض المواد الغذائية، وعرض البعض ممتلكاتهم للبيع مقابل مواد غذائية، بل إن أحد السكان عرض سيارته للبيع مقابل كيلوغرامات من الأرز، ولم ينجح في بيعها، وتوفي قريب له نتيجة الجوع، ويفاقم الشتاء الأوضاع سوءاً، وبات على السكان اللجوء إلى حلول صعبة من أجل التدفئة، وبعضهم لجأ إلى حرق الأبواب والشبابيك وأكياس النيلون.
إنه التجويع من أجل التركيع، والقتل الممنهج الذي تمارسه «الجمهورية الإسلامية»، وميليشيات «المقاومة» المزعومة، ومحور «الممانعة»، عن أي إسلام يتحدثون، وبأي «مقاومة» يتشدقون؟!
بأمر إيران، ترتكب ميليشيات المتمردين الحوثيين وحلفاؤهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح مجازر في تعز اليمنية، تقتل وتصيب المدنيين بقذائف الهاون، وتفرض حصاراً خانقاً على المدينة الجنوبية، وتمنع دخول المواد الغذائية والطبية والمشتقات النفطية التي لم تصلها منذ شهور. وقد أغلق مستشفى تعز أبوابه أمام المرضى والحالات الطارئة بسبب انعدام المواد الطبية الأساسية، مما دعا الأطباء لإعلان عجزهم عن استقبال أية حالات بسبب استمرار حصار ميليشيات الحوثي وصالح الممتد منذ شهور، الأمر الذي تسبب في تعثر توزيع الأدوية وحرم السكان من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، كما أغلقت الكثير من المستشفيات والمرافق الصحية العاملة في المدينة لعدم وجود أدوية أو أسطوانات أوكسجين، ما دفع جهات إغاثية إلى التحذير من حصول كارثة إنسانية تهدد سكان المدينة البالغ عددهم أكثر من 3 ملايين نسمة، في ظل تفاقم الوضع الصحي والبيئي وتفشي مرض حمى الضنك بشكل كبير، بينما أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية قبل أشهر المدينة منكوبة ودعت المجتمع الدولي لحمايتها من ميليشيات المتمردين التي تمارس حرب إبادة بحق سكانها.
بأمر إيران، تقوم ميليشيات «الحشد الشعبي» البالغ عددها الآن أكثر من 40 ميليشياً، بعمليات قتل وتعذيب المكون السني وتفجير مساجده، وتدمير ممتلكاته، في محافظة ديالى التي تغطي المساحة بين الحدود الإيرانية والعاصمة العراقية بغداد، تلك الميليشيات التي تم تأسيسها في صيف 2014، بناء على فتوى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني، لمواجهة تنظيم الدولة «داعش»، اعتبرها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت سابق «جزء من منظومة أمنية عراقية»، ورفض وصمها بالطائفية، مؤكداً أن «تمويلها يأتي من الحكومة»، رغم أن تلك الميليشيات منعته قبل أيام من دخول مدينة المقدادية شمال شرق بغداد، بعد أن ارتكبت انتهاكات ضد العرب السنة وقتلت عشرات المدنيين وفجرت أكثر من 9 مساجد بالمدينة، وعندما دخل العبادي المقدادية وتجول في شوارعها محاطاً بحراسه ومسؤوليه الآمنين، أدان استخدام القوة من قبل جهات غير رسمية دون أن يسمي أي طرف!
ولم تنشر وزارة الداخلية العراقية عدد القتلى من السنة في المقدادية والقرى المجاورة لها في ديالى، لكن بالتأكيد، تصريحات العبادي الأخيرة ستقوض جهود إعادة بناء الثقة مع السنة وهو عامل محوري لاسترداد الأراضي التي يسيطر عليها «داعش». ومن أبرز الميليشيات التي ترتكب جرائم قتل على الهوية بحق العرب السنة في العراق، «عصائب أهل الحق»، و«منظمة بدر»، و«سرايا السلام»، و«حزب الله العراقي»، و«سرايا الدفاع الشعبي»، و«لواء أبي الفضل العباس»، والأخيرة الأكثر تورطاً في أحداث العراق وفي القتال بسوريا.
* وقفة:
لن تنسى شعوب سوريا والعراق واليمن ما فعلته بهم ميليشيات إيران، من حصار وتنكيل وتعذيب وقتل، ما علاقة الرضع والأطفال والنساء والعجزة والمسنين بالحسابات السياسية حتى تمنع عنهم إيران وميليشياتها أقل حق في الحياة! إن الإسلام ليبرأ مما يرتكبه نظام «ولاية الفقيه» وميليشياته وأذرعه في عالمنا العربي.