الرأي

«ديالى» ضحية «داعش» الشيعية

في الصميم







كل السفلة تتغير طريقة تعاملهم في الحياة، حتى اللصوص لا يبقون على طريقة واحدة، ولا الفاسدون على وتيرة واحدة، إلا سفلة «حقوق الإنسان» فهم لا يتغيرون، ثابتون، ولن يفكروا في أن يغيروا من طريقتهم، لأنهم أغبياء..
توقفوا عن الضحك على الذقون، توقفوا عن الكذب، توقفوا عن السمسرة والنصب باسم حقوق الإنسان، كم من المجازر تحتاجون لكي تكونوا على قدر المسؤولية وتدركوا أن أهل السنة في العراق وسوريا وإيران أمام مسألة حياة أو موت؟
ينعقون بأقوالهم الشاذة لأتفه الأسباب، ولكن أمام مجازر وضحايا بالآلاف، وبالأخص إذا ما كان الضحايا من أهل السنة، يختم على أفواههم وتعقد ألسنتهم، كحيوان ابن عرس يهوى التمثيل لكنه خبيث ومخادع وكذاب، أينما حلوا حل الخراب في المكان الذي يطؤونه بأقدامهم.
في العراق وحدها، وتحديداً في محافظة ديالي، قتل على الهوية، وذبح لاعتبارات مذهبية، وتطهير طائفي، وإرهاب لميليشيات الحشد الشعبي لا تختلف عن إرهاب «داعش»، وسلسلة مجازر وتفجيرات راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، فضلاً عن تهجير للآلاف من أهل السنة، فيما منظمات حقوق الإنسان تتبجح على إعدام مجرم ومتطرف ومحرض في السعودية أو الحكم بسجن إرهابي في البحرين!!
أي عالم هذا الذي نعيشه؟!
اعترف بأن خطر «داعش» كبير للغاية، ولكن هل محاربة «داعش» تبرر أن يدفع أهل السنة في ديالى ومن أبناء السنة بالعراق الثمن مرتين، مرة على يد «داعش» السنية التي تكفرهم، ومرة على يد «داعش» الشيعية «ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية»، والتي تقتلهم وتنكل بهم وبأعراضهم لا لذنب ارتكبوه، الا أن ذنبهم، أنهم من أهل السنة والجماعة، ولأن محافظة ديالى تجاور إيران، الأمر الذي جعلها هدفاً مركزياً لعمائم الولي الفقيه و«داعش» الشيعية، في ظل صمت عالمي وتقاعس أممي، فهل هناك ظلم وقهر وذل أكبر من هذا؟
250 مسجداً لأهل السنة تم حرقهم، وتفجيره طوال الاثنا عشر سنة الممتدة من 2003- 2015، وأكثر من 6 آلاف منزل تم تدميرها، وحرق وتجريف 420 بستاناً، ومقتل واختطاف ومجازر وتهجير واعتقال عشرات الآلاف من أهل السنة، كل هذا، كل هذا يتم تحت أنظار مجلس الأمن، ومسامع الأمم المتحدة، وأنف منظمات حقوق الإنسان.
ما يحدث في ديالى على يد ميلشيات الحشد الشعبي لا تقل بشاعة بل تزيد عما تقوم به داعش، إلا أنها لم تجد نفس الزخم والهوس الإعلامي والذي وجده «داعش»، لا لسبب، إلا لأنها تنظيم سني والآخر تنظيم شيعي؟
لا أريد أن أنهي مقالي دون أن أوجه كلامي إلى جماعة علي سلمان، وحين أقول جماعة علي سلمان فأنا لا أقصد جمعية «الوفاق» فحسب، بل كل أتباعها وأذنابها: أين أنتم مما يحدث في ديالى العراق و«مضايا» سوريا؟
تستنكرون ما يحدث في فرنسا، وتنددون بما يحدث في أفغانستان، وحتى نيجيريا، كدت أموت على نفسى من الضحك وأنا أقرأ بيان التنديد بشأن الأحداث الأخيرة التي وقعت في العاصمة «لاغوس»، لا لسبب إلا لأنه كان متطابقاً من حيث الشكل والتوقيت والمضمون مع بيان وزارة الخارجية الإيرانية، أليس الأقربون من أهل السنة في العراق وسوريا، أولى ولو ببيان واحد تستنكرون فيه ما يتعرضون له من مجازر على يد ميليشيات إيران؟ أين ذهب شعاركم «إخوان سنة وشيعة»؟ أم إن أهل ديالي و«مضايا» لا ينطبق عليهم هذا الشعار؟
قلوبكم غلف، كالحجارة أو أشد قسوة، ولكن حتى الحجارة أرق من قلوبكم فهي يتفجر منها الأنهار، أما قلوبكم فمتطابقة مع هوى «قم»، يتفجر منها الحقد والضغينة.