الرأي

ديالى تنحر قرباناً وثأراً!!

تحت المجهر




إن النهج العدواني الإيراني موجه منذ مجيء الثورة الخمينية صوب العالم العربي والإسلامي حصراً، وهي للأسف تحمل عنواناً غير متطابق البتة مع نهجها «الجمهورية الإسلامية الإيرانية!!»، وكل الوقائع تثبت عداءها للإسلام والمسلمين وتعاونها مع الكيان الصهيوني والغرب ومع الأحزاب العلمانية والشيوعية وآخرها تطابقها مع وريث الشيوعية فلاديمير بوتين بل تحالفت مع «الشيطان الأكبر»، وسهلت قدومه واحتلاله لأفغانستان والعراق.
هي تدير جميع ملفات الإرهاب، ولم يعد خافياً ذلكم على أحد، وبات جلياً أن سبب إخفاق الثورة السورية والانتفاضة العراقية على طغاتها، هو دخولها على الخط واختراقها وتسلل المجاميع الإرهابية تحت رعايتها، وبموافقة مبطنة من حليفها الأمريكي، فأجهضت في مهدها تلك الثورات وتمت تصفية قادتها، ثم ضرب طوق على تلك المدن وحصارها وتغييبها عن العالم، والانقضاض عليها لمحوها من الخارطة، ودكها دكاً بحجة ملاحقة عناصر تنظيم الدولة «داعش»، وواقع الأمر أن قياداتهم تتسرب محمية تحت جنح الليل لتحط في مواطن جديدة، وما حصل في عين العرب «كوباني» والرمادي وتكريت ليس ببعيد.
أما المناطق الاستراتيجية والمحاذية لحدودها كمحافظة ديالي العراقية، فالأمر يختلف تماماً في التعاطي معها، فهي تمثل العمق الجغرافي لها فمن خلالها سيؤمن الطريق إلى سامراء ثم الأنبار وصولاً إلى الحدود السورية والسعودية لتشكل ممراً آمناً تحت سيطرة الحرس الثوري.
لقد سعت بكل جهدها في بادئ الأمر إلى السيطرة على جميع مفاصلها ولكونها خليطاً من الشيعة والسنة والأكراد فقد تلكأ مشروعها وجوبه بالمقاومة والرفض، حتى من قبل الشيعة العرب الأصل، فاضطرت بعدها لتحريك أذرعها الإرهابية والتي ظاهرها الدفاع عن أهل السنة، وباطنها إيجاد الذريعة والمسوغ لقتال تلك المجاميع، والحقيقة الظاهرة للعيان هو تطهير عرقي طائفي مقيت لسكان المدينة.
لا يتوهم أحد أن إيران تسعى لتشييع سنة العراق وخاصة في المناطق الساخنة، فذلك ليس من أهدافها أبداً فخطتها تنحصر بالقضاء عليهم نهائياً، بالقتل أو التشريد أو التجويع وإخراجهم بأي طريقة من مدنهم واستبدالهم بمئات الآلاف من الإيرانيين، ممن عبروا في مواسم الزيارات ومئات الآلاف مثلهم ممن استقروا في العراق ومنحت لهم الجنسية، فهي لا تضمن ولاء السنة العراقيين بعد تشيعهم تحت التهديد والخوف والتجويع، ليشكلوا لها جبهة وعدواً قد يلجأ للتقية وهي تعي ذلك جيداً.
إن ما حصل في الأسبوع الماضي من مجازر في ديالى لم يأت عبثاً في التوقيت، فهو ردة فعل قوية ورسالة موجهة لدول الخليج والعالم الإسلامي برمته بعد أن تم تنفيذ القصاص في رجال إيران لتثأر لدمائهم بآلاف القرابين من سنة العراق ولتتعجل في مشروعها التوسعي ولتسابق الزمن كالثور الهائج فدفعت بالميليشيات نحو المدينة من كل حدب وصوب لتوقع هنالك المجازر والمذابح تحت مرأى ومسمع العالم بأجمعه، والذي فاق في وحشيته ما جرى في سراييفو، ولم تسلم حتى بيوت الله من حقدهم، فكلما مروا بناحية وقضاء ومدينة فأول ما يقدمون عليه هو نسفها وسط شعارات طائفية مقيتة، ولا ندري هل عداؤهم هو مع الله أم مع بيوته أم مع عباده؟
ولا نقول ذلك تجنياً فما تسرب من مقاطع فيديو من نسف لبيوت الله وقطع آذان الأسرى المعصوبي الأعين والأيدي وجز الرءوس والتمثيل بالجثث ونحر الرجال والصبيان كالخرفان، الأمر الذي تقشعر له الأبدان، وهو ما لم تفعله النازية ولا الصهيونية فأي إسلام يعتنقوه وفكر يحملوه أولئك المجوس؟
إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتدويل قضية ديالى، والإسراع بإنزال قوات دولية، قبل أن تجري مذبحة تفوق مذابح النازية وسراييفو والصهيونية.
وأخيراً فلسان حال العراقيين يقول، قد أصبحنا لقمة سائغة لتلك الأفعى المرقطة، وقد ابتلعت عراقنا بأكمله، وقد دب اليأس في النفوس، بعد أن بح صوتنا استغاثة وقد خذلنا بنو جلدتنا والمجتمع الدولي، وقد فات الأوان لكنها وصية محب وناصح لكم، إن ذلك الأفعى زاحف إليكم لالتهام العديد من الصيد فخذوا حذركم!