الرأي

عندما تغضب السعودية!!

في الصميم







«اصبر على جار السوء يا يرحل يا تجيله داهية تاخذه»، هكذا يقول المصريون في أدبهم الشعبي، حينما يصيب الحظ العثر أحدهم ويرزقه بجار سيئ الخلق، لا يحفظ للحق جيرة، يتدخل في شؤون جيرانه، بل ويعمل على تهديد أمنه واستقراره، ويشهد الله أننا صبرنا على الجار الفارسي أملاً أن يرحل نظامه الفاشي، ولم يحدث، فسألنا الله أن يأخذه أخذ عزيز مقتدر.
في خضم المشهد السياسي الهائل والرهيب وتسونامي طرد السفراء الإيرانيين من الرياض والمنامة والخرطوم، وتخفيض حجم التمثيل الدبلوماسي لأبوظبي في طهران، على أثر غضب قيادي وشعبي سعودي كبير من التصرفات الرعناء والحمقاء للنظام الإيراني، ليتأكد من بعدها «الولي الفقيه» أن غضب السعودية ليس أثراً فجائياً أو عرضياً، بل له تبعات، أولها، تضامن شعوب الوطن العربي والإسلامي مع بلاد الحرمين، وثانيها، حظر سفر السعوديين إلى إيران ووقف كل العلاقات التجارية معها.
وثالثها، إقامة دعاوى جنائية أمام محكمة العدل الدولية ضد إيران استناداً للبروتوكول الثالث من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 جراء خرق إيران لقواعد القانون الدولي، ونكوصها عن الوفاء بالتزاماتها الدولية في حماية مقار البعثات الدبلوماسية، ورابعها، القادم أكبر.
لم يكن الكيان الإيراني المحتل يتصور أن غضب السعودية سيحول ليله إلى كابوس، ويحدث هزة دولية غير مسبوقة.. لم يكن يتصور «الولي الفقيه» أن غضب الرياض سيهز الأرض ويربك العالم ويجعلها تغضب عليه.. لم يكن يتصور الفارسي أن غضب «سلمان الحزم» سيغضب المنامة، والخرطوم، وأبوظبي، والقاهرة، وإسطنبول، وإسلام آباد، والدار البيضاء، وبيروت، وتونس، وبروكسل، وواشنطن، وبرلين، ولندن، فالعالم كله يحسب للسعودية حساباً حين ترضى، وألف حساب حين تغضب، لأنها دولة مؤثرة سياسياً وبقوة على المستوى الإقليمي ولها ثقلها الدولي سياسياً واقتصادياً.
قالها العربي منذ زمن محذراً «اتق غضبة الحليم إذا غضب»، ولو عاش بسلامته أيامنا هذه لقال «اتق شر السعودي إذا غضب»، فالمملكة دولة لا تغضب سريعاً ولكن عندما تغضب، تقلب عاليها واطيها، وحين ترضى تجود وتضحي بالغالي والنفيس، واسألوا الحوثي عن غضب الرياض!!
فهل تدرك طهران ذلك، أم تمضي في غبائها والإيعاز لأذنابها بكافة مشاربهم أن يفجروا في خلافهم مع أهل الحق، ويكونوا حطباً لقومية فارسية مجوسية تستخدمهم ضد أوطانهم وشركائهم في الوطن؟
العقل يقول، إن طهران ستتعلم، لكن المنطق يقول للأسف، «الولي الفقيه»، أرعن، أهوج، قليل العقل فاسد الرأي، يتصرف تصرف الغبي الأحمق، كل من يراه من أول وهلة يجزم بأنه بطيء التفكير، لذا فإنه لن يتعلم.
أما عن أبو نصف لسان «حسن زميرة»، فلا أعتقد أن أحداً يجب أن يهتم لكلامه، لأن مكانه الطبيعي هو مزبلة التاريخ «أعزكم الله» فهو مجرد أداة إيرانية لتنفيذ مشروع صفوي في لبنان.
آه... لبنان وما أدراك ما لبنان، ذلك البلد الجميل الذي أصبح بلا هيبة ولا رهبة ولا حول ولا قوة، فلا الحكومة ولا البرلمان يستطيع ردعه أو لجمه، بل شكلوا بصمتهم وعجزهم حصناً حاضناً لهذا الإرهابي وميليشياته ليعيثوا في دم الأبرياء السوريين، والغريبة في الأمر، أنهم يتعاملون معه كقائد بينما لا يليق به إلا قيادة عنبر في مستشفى الأمراض النفسية.
لذلك سيستمر سيد الجحور بـ «التزمير» من جحره، وسيحاول أذناب إيران في الخليج أن يزمروا أكثر وأكثر ضد السعودية، وكذلك سيزمر من خلفهما نظام طهران، لكن كل هذا الإزعاج لن ينقذ «الولي الفقيه» من السقوط الحتمي أو يهز شعرة في رأس أصغر طفل سعودي.