الرأي

استفتاء «شرم برم»

في الصميم







سمعت آخر نكتة في 2015؟
أعلم أنك ستجيب بـ «لا»، ومن ثم ستظهر على محياك علامة استفهام كبيرة يشوبها تشوق ولهفة وشعور لا يقاوم لسماع آخر نكتة في السويعات الأخيرة من عام 2015، حتى وإن كنت قد سمعت منذ لحظات آخر نكتة.
نكتة الموسم يا سادة هو استفتاء شبكة «راديو سوا» والذي فاز فيه المرجع الشيعي علي السيستاني بلقب ملهم العرب للعام 2015، وجاء زعيم ميليشيا الحوثيين عبد الملك الحوثي في المرتبة الثانية، أما النكتة التي ستجعلك تكركر من الضحك وتسد شهيتك عن الأكل وتقوي جهاز مناعتك، هي فوز علي سلمان بالمرتبة الثالثة في الاستفتاء!!
اضحك محد واخذ منها شيء ولا تنسى القاعدة المثالية: طنش تعششششش..
إنها بالفعل استفتاءات «شرم برم وترللي» شبيهة باستفتاء فوز الراقصة المصرية «فيفي عبده» بجائزة الأم المثالية.
ولا أدري، كيف للسيستاني الذي باع بلده العراق لإيران أن يكون ملهماً للعرب؟
وللجهل المدقع المعشش في عقول بعض وسائل الإعلام الأجنبية، وتجهل أو تتجاهل عن عمد من هم على شاكلة السيستاني نقول، هو من مارس كل أنواع التقية في سبيل التغطية على جرائم الميليشيات الشيعية «حالش» ضد أهل السنة في العراق، وما زالت فتواه المرعبة والمخيفة التي حض فيها الميليشيات الشيعية على خوض حرب مقدسة للانتقام من أهل السنة وممن قتلوا الحسين رضي الله عنه وممن أساؤوا للسيدة فاطمة الزهراء يتردد صداها وتؤتي أكلها.
الكلام ليس مرسلاً ولا هو اتهام بدون دليل بل موثق وفق ما قاله وصرح به الشيخ الشيعي همام حمودي أحد قيادات المجلس الأعلى والمقرب جداً من السيستاني في لقاء أجرته معه قناة «الحرة عراق» في ديسمبر 2010 حيث قال: «إن السيستاني يجيز ويعطي شرعيه لقتل المسلم غير الشيعي وبدون تحديد بين الناصبي وغير الناصبي (...) السيستاني متشدد جداً من هذه الناحية أي أنه يعتبر المسلم فقط هو الشيعي الموالي لمذهب آل البيت»، وفجر الضيف مفاجأة من العيار الثقيل حين قال: «السيستاني هو الراعي الأول للحشد الشعبي»، واختتم تصريحه بالقول: «السيد السيستاني أشد المراجع تعصباً وتكفيراً للآخر»!!
فاصل ونعود في مقالات أخرى للحديث وبشكل موسع عن السيستاني.
أما بالنسبة لزعيم ميليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي، فسؤالي موجه للقائمين على الاستفتاء: كيف لمطية الفرس في اليمن أن يكون ملهماً للعرب، لو كان «راديو سوا» أعلن فوز الحوثي بلقب ملهم الفرس، لكان الأمر أكثر واقعية وأقرب إلى المصداقية.
ألا يعلم القائمون على الاستفتاء أن الحوثي هو من مهد الطريق وهيأ السبل لاحتلال إيران لليمن ولولا «عاصفة الحزم»، لكانت اليمن في خبر كان ولكانت العاصمة اليمنية صنعاء هي رابع عاصمة عربية تسقط في أيدي طهران بعد دمشق وبغداد وبيروت، ولصدقت تنبؤات علي رضا زاكاني، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي والتي قال فيها: «ثلاث عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وباتت صنعاء العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للالتحاق بالثورة الإيرانية».
فـ «هل كيف» خائن لوطنه وشعبه وعروبته وعميل لملالي إيران، أن يكون ملهماً للعرب؟
أما بالنسبة للمدعو علي سلمان، فضيق المساحة يحرمني من الحديث عنه، ولكن يمكن للقائمين على الاستفتاء أن يعودوا إلى ما كتبته منذ 2011 وحتى اليوم عن المدعو علي سلمان، وسيكتشفون أن الحوثي ما هو إلا نقطة في بحر عمالة علي سلمان لإيران.