الرأي

المسلمون بحاجة إلى رسولهم محمد اليوم!

المسلمون بحاجة إلى رسولهم محمد اليوم!








نشأ يتيم الأبوين، راعي أغنام، أجيراً يساعد عمه، لكنه أصبح قائداً للأمة الإسلامية والرجل الأول في الدولة الإسلامية.
لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة، فأنعم الله عليه، حتى أصبح رسول الله وحامل القرآن الكريم ونبي الأمة، يتيم الأبوين هكذا نشأ، لكن الله دبر له أموره كلها، وما أخذ الله إلا ليعطي، لم يتلق الدروس والتعليم على يد بشر عادي بل على يد «جبريل» عليه السلام، في قصته وسيرته العطرة، أجمل دروس الصبر وقوة الشخصية والثبات على الحق، لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لكنه نشأ ومر العمر به وفي قلبه ما هو أغلى من الذهب، «الدين الإسلامي والقرآن الكريم»، تعرض للأذى والمكائد وكان يقابلها بالصبر والثبات، ليؤكد لنا في عبرة قصته أن الإنسان عندما يشق طريقه نحو الخير في هذه الدنيا فلابد أن يكون هناك من يعاديه ويصفه بألقاب عديدة كالمجنون والساحر والكثير من باطل التهم، كان الكفار يضعون له متعمدين الشوك والأذى في طريقه لكن الله دليله ونوره وحسيبه، قذف بالحجارة، طرد من وطنه، قاتلوه وحاربوه، نقضوا عهودهم معه وكان يكرهه ويعاديه كفار قريش والمشركون، لكنه بالمقابل، حصل على حب صحابته والمسلمين الذين نالوا شرف معاصرة سيرته الطاهرة عليه أفضل الصلاة والسلام، بل وحصل أيضاً على حب أجيال أجيالهم من الأمة الإسلامية المتتالية عبر السنين بلا توقف، رجل غير العالم كله، وأوصل الدين إلى حدود الصين، رغم بساطة نشأته وكل المصائب والظروف التي تعرض لها، لذلك يقال إذا أصابتك مصيبة ففتش عنها في حياة رسولنا الكريم وسيرته، فمنذ ولادته والمصائب تتوالى عليه، لكنها زادته صبراً وعزماً أكثر، جعلته قائداً، سياسياً، عسكرياً، مجاهداً، عظيم الشأن وشجاعاً، في سيرته العطرة دروس وصفات تؤثر بك وتقتطف من قلبك اليأس وقلة الحيلة وتمدك بزاد الإيمان إن خفت من صدرك يوماً.
معظم المسلمين عندما يسألون من هو قدوتك في الدنيا يجيب: رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ولكن المسلمين اليوم بحاجة ماسة وملحة للعودة إلى صفاته الطاهرة والاقتداء به في أفعاله ومواقفه، لا الاكتفاء بهذا الجواب البعيد عن التطبيق على أرض الواقع، المسلمون اليوم بحاجة للعودة إلى أخلاق رسولنا الكريم «وإنك لعلى خلق عظيم»، في تعاملهم مع الآخرين، في تنفيذ تعاليمه بوجوب طاعة ولي الأمر وعدم نشر الفتن فالفتنة أشد من القتل! في التفقه فيما لقب وعرف به «الأمين»، حيث كان الناس يودعون أمانتهم عنده، في ثباته على الحق وعدم ميله لتبعية الآخرين على الخطأ والسير على نهج الضالين، فخير الخلق عليه الصلاة والسلام لم يسجد لصنم قط!
يحتاج المسلمون اليوم إلى مطالعة سيرته وكذلك سيرة أصحابه الأبرار رضي الله عنهم كمواقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أحب الناس إلى رسولنا الكريم بعد زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، وكيف لقب بالصديق لكثرة تصديقه إياه.
رسولنا الكريم، محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، خير الخلق وخاتم المرسلين نفخر أن نكون من أمته التي تفاخر بها الأمم والتي تنال شفاعته يوم الحساب بإذن الله وشفاعته تأتي بالإكثار من الصلاة عليه والاقتداء به في حياتنا اليومية.
* إحساس عابر:
بدأ الإسلام برؤيا صالحة لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في النوم وبعد رحيله لم يبق للمسلمين إلا الرؤى الصالحة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات؟ قال الرؤيا الصالحة، كما قال أبو هريرة إن رسول الله كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ويقول «إنه ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة».