الرأي

لاعذر ولا خيار سوى مؤازرة «التحالف الإسلامي» والأحرار «1-2»

تحت المجهر




عقد ونيف من الزمان مضى والتحالف الدولي بقيادة واشنطن وهي حاملة لراية محاربة الإرهاب، وتجفيف منابعه، سالكين طريقاً ظاهره فيه الرحمة، وباطنه من قبله العذاب، وبالتحديد قد بدت ملامحه تتشكل بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
لكن ما تحقق على الأرض هو مغاير تماماً لما تم الإعلان عنه، والتخطيط له، فقد ازدادت رقعة الإرهاب وانشطرت تنظيماته وتكاثرت كخلايا السرطان قياداته وتسارعت الكثير من تلك الدول للذود عنه ورعايته، وتنوعت مصادر تمويله من هبات وتبرعات، واستقطاعات إلى آبار نفط وتجارة مكشوفة واعتمادات.
واستطاعوا بمكرهم ودهائهم المعهود وبإسناد لدولة إقليمية «إيران الإسلامية!!»، نقل ساحة المعركة إلى عقر دارنا، ولا داعي بعد اليوم بالتلميح، فنحن في معركة محتدمة ولا ينفع معها إلا المكاشفة والتصريح.
فسقطت تحت ذلك العنوان أفغانستان، ثم تبعتها بسقوط مدوي بغداد الرشيد، وبسقوطها انهارت المنظومة العربية الأمنية المتهالكة أساساً، ثم هوت طرابلس، والصراع اليوم على أشده في الشام قلعة العروبة والإسلام، وتدحرجت كرة الإرهاب الملتهبة صوب اليمن، وقد أعد لها أن تقذف من هنالك إلى الرياض قلب الجزيرة العربية.
ولم يقتصر الإرهاب على تلك الدول التي سقطت في شباكه، بل هو في الحقيقة ضارب أطنابه عمقاً في الكثير من دول المنطقة، وينتظر ساعة الصفر، وربما صحوة قيادات بعضها ووعي شعوبها والتغيير في سياساتها وتحالفاتها قد أخر من انزلاقها لكنه كالنار تحت الرماد يستعر، وهو كالبركان الذي يبحث عن قشرة أرض رخوة ليثور وينفجر.
إن تلك الحقائق الصادمة أصبحت اليوم شاخصة أمام القيادات العربية والإسلامية ولا ينكرها أو يتغافل عنها إلا جاهل في دهاليز أبجديات السياسة الماسونية وخداع المنظومة الدولية!
من خلال هذا المشهد المتشابك والمحبك كالشباك الذي لا يفلت منه صيد، فاجأت المملكة العربية السعودية العالم بأسره، بالإعلان عن تشكيل قوة التحالف الإسلامي والذي نجحت فيه وبحنكة وحكمة ملكها خادم الحرمين الشريفين، ودبلوماسيتها المشهود لها بالباع الطويل والعمل الدؤوب، دون أن تلفت انتباه أحد من الأعداء والفرقاء حيث استقطبت بمشروعها الاستباقي أكثر من خمسة وثلاثين دولة إسلامية وهو قابل للزيادة في القريب العاجل حيث أوصلت رسالة واضحة للقيادات الإسلامية فحواها:
«إن الطوفان والسيل قادم لا محالة، ولا مناص منه، فإن تبقوا يا قادة المسلمين متفرجين وتسلموا مقاليد أموركم فرادى تابعين وتركنوا للتحالف الغربي الذي يخادعكم بحربه على الإرهاب فأنتم جد واهمين وعلى طريق الهلاك سائرين».
لم تشهد الأمة الإسلامية هكذا تحالفاً مباركاً يضم هذا العدد من الدول منذ سقوط الخلافة العثمانية وإن اكتملت بإذن الله أركانه فسيكون سداً منيعاً ودرعاً حصيناً لا ينفذ بعد اليوم منه تآمر على الأمة أو إرهاب. وهو أيضاً يحمل في طياته رسالة قوية موجهة لمن تمادى وتمدد وطغى ليعود إلى رشده ولينسحب وينكفئ هو وميليشياته إلى داخل حدوده.
وللحديث بقية.