الرأي

حبنا للبحرين غير..!!

أبيــض وأســود



في عيد هذا الوطن، وفي ذكرى استقلاله عن الإنجليز، فإن الفرحة بالوطن تغمر قلب المواطن الحقيقي، يفرح لكل فرح يمر على وطنه، ويتألم بصمت أحياناً لكل ما يجرح الوطن، أو يلوي ذراع الوطن. لهذه البلد تركيبة كيميائية غريبة تسكن ذرات القلب، حب البحرين شيء مختلف، وهذه الأرض لها في النفس وقع مختلف، للمواطن حين يسافر ويعود، وللزائر حين يأتي ويقول: «ديرتكم تشرح القلب». كل المحبة والتهاني الخالصة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله ورعاه في العيد الوطني، وذكرى الجلوس، فله الحب وله الاحترام والتقدير والإجلال، فهو قائد السفينة وربانها، وهو الرجل الأول في هذا الوطن.
ندعو الله جل جلاله سبحانه أن يديم على جلالة الملك الصحة والعافية، وأن يعينه على تحمل المسؤوليات الجسام، وندعو الله أن يديم حكم الأسرة المالكة للبحرين، حفظهم الله جميعاً، وأن يحفظ لنا الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، وأن يحفظ لنا الأمير سلمان بن حمد ولي العهد، وأن يسبغ عليهما الصحة والعافية، وأن يسدد الله خطاهما لما فيه خير الوطن.
ندعو الله أن يسبغ علينا نعمة الأمن والأمان، وأن ندحر بقوتنا كمجتمع وكدولة كل أنواع وأشكال الإرهاب، حتى نقضي عليه، وحتى لا نجعل في يد الإرهابي عصاً يلوح بها وقت ما يشاء، يهدد الناس كلما لم يعجبه أمر، كلما لم يعط ما يريد.
*** ***
كأن الأيام تمر مسرعة، وكأنها تطوي صفحاتها مدبرة، كنا صغاراً، وكانت قمة فرحنا بالعيد الوطني أن يأخذنا الوالد «رحمه الله رحمة واسعة» إلى شارع 16 ديسمبر قرب الإستاد الوطني، لنشاهد ما قامت به الوزارات والمؤسسات من تزيين للسيارات ومن ثم نقارن بين السيارات المزينة أيها أجمل. كانت البحرين جميلة صافية نقية، كانت القلوب طاهرة «وبإذن الله الغالبية اليوم كذلك» فرحتنا بالعيد الوطني لم تقتصر على ذلك الاحتفال، بل كنا نقف متسمرين ونحن نشعر بالبرد، لكننا لا نغادر، إلا بعد الألعاب النارية، وأحياناً بعد عرض طائرات الـ «إف5، وإف4».
رغم أن الاحتفال كان بسيطاً، إلا أننا كنا في قمة الفرحة بوطننا، وبقيادتنا، وبصورهم التي يرفعها الناس بعفوية، وباليد الأخرى يرفعون علم الوطن الجميل.
حبنا للبحرين غير. مرت الأيام مسرعة، هذا ربما من علامات الساعة، فالأسبوع يمر عليك اليوم وكأنه يوم، وليس أسبوعاً. حين نمشي اليوم في هذه المناسبة في شوارع البحرين ولا نرى زينة الشوارع، يصبح فرحنا بالعيد الوطني ناقصاً مظلماً، فمن أوصلنا إلى هذه الحالة باسم التقشف؟ أين هو خير البلد؟
*** ***
كل إنسان يحب وطنه بطريقته، منهم من يدعي حب الوطن وهو يحرقه ويقتل رجال أمنه، ويلقي القنابل الحارقة على المارة بشكل عشوائي، حتى هؤلاء يدعون حب الوطن، وهم في ميزان الوطن وأهله إرهابيون. وهناك من يحب وطنه وهو في مسكنه البسيط، ومدخوله البسيط، لكن ما إن تذكر اسم البحرين أمامه حتى تفيض عيناه، يحب البلد ويحب ترابها، ويحب قادتها ولا يساوم على الولاء لهم، وهو صابر على ما يعانيه في معيشته، لكنه يحب البحرين حباً حقيقياً، ولا يقبض ثمناً لحب وطنه وقادته، حبه فطري، حبه حقيقي، حبه رضعه مع حليب أمه..!
*** ***
حب البحرين مثل علمها الجميل، قلوب بيضاء، تفدي وطنها، بدمها الأحمر، هؤلاء هم أهل البحرين الحقيقيون، هؤلاء الذين لا يتبدل معدنهم ولا يتغير، الأزمات والمحن تزيدهما لمعاناً وبريقاً، هؤلاء هم الذين اختلط عرقهم وعرق أجدادهم بتراب البحرين..!
حبنا للبحرين غير..!!