الرأي

قمة الرياض أمام تحديات استراتيجية

كلمة الوطن



تُعقد اليوم قمة مجلس التعاون الخليجي، وهي ثاني قمة تعقد منذ تأسيس المجلس ودوله تخوض حرباً من أجل الدفاع عن أمنها واستقرارها وتسعى فيها للحفاظ عن الأمن الإقليمي.
ظروف قمة الرياض ظروف حرب، وهي ظروف عاشتها دول المجلس عندما عقدت قمة 1990 وسيطرت عليها قضية تحرير الكويت وحماية دول الخليج من التحديات التي عصفت بها آنذاك. المشهد اليوم ليس مختلفاً، فدول المجلس تخوض حرباً من أجل استعادة الشرعية في اليمن بعد أن استهدفتها التدخلات الإيرانية.
بين قمة 1990 وقمة 2015 نحو ربع قرن، واللافت فيها أن تلك القمة كانت دول مجلس التعاون تبحث كيفية تحرير الكويت والدفاع عن أراضي دول المجلس من التهديدات العراقية بالحصول على دعم أمريكي وغربي. ولكنها اليوم بعد 25 عاماً تبحث عن كيفية الدفاع عن أراضيها وتحقيق أمنها دون مساعدة من أطراف إقليمية أو دعم غربي.
لذلك تأتي قمة الرياض لتؤكد لشعوب الخليج والمجتمع الدولي وحدة الخليج والمصير المشترك والقدرة الذاتية على مواجهة التحديات حفاظاً على مكتسبات دول المجلس التعاون.
ملفات هامة ومعقدة تناقشها قمة الرياض تبدأ بالأمن وتحديات الفوضى في الشرق الأوسط، ومستقبل التحالف الدولي لإعادة الشرعية في اليمن، والأزمة السورية، وتصاعد التطرّف في المنطقة. بالإضافة إلى ملفات اقتصادية هامة برزت نتيجة الانخفاض الدراماتيكي في أسعار النفط التي لايبدو أنها سترتفع قريباً، وهو ما فرض على الحكومات اتخاذ إجراءات تقشفية حادة، وتغيير سياسات الدعم للحد من هذه التداعيات، هذا الملف الاقتصادي من المهم أن تتخذ قرارات خليجية شجاعة بشأنه، وهي قرارات ستلامس المستقبل الاقتصادي لدول الخليج في وقت تسعى فيه نحو مزيد من التكامل الاقتصادي.
قمة الرياض مطلب استراتيجي في وقت مضطرب تتطلب عملاً خليجياً مختلفاً عن السابق، وشعوب دول المجلس تعقد آمالاً كبيرة على هذه القمة لمواجهة التحديات الراهنة، وتنتظر قرارات مهمة تتناسب وطبيعة المرحلة.
يوسف البنخليل