الرأي

السعودية تحاصر إيران حتى في الفضاء

في الصميم







«إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب»، ويبدو أن الحملان «دول الخليج» تخلت عن وداعتها للأبد وتحولت إلى ذئاب، فها هي وبعد أن كشرت عن أنيابها في وجه الضبع الفارسي في اليمن، تحاصره جواً وبراً وحتى فضاء، وتوقف فضائياً بث قناة «المنار» التابعة «لحزب اللات» و«الميادين» على قمر «عرب سات»، والبقية في الطريق.
بالمناسبة هناك مصادر صحافية تتحدث – والله أعلم – عن أن السعودية في طور التجهيز الآن لحلف مع تركيا، لتوجيه ضربة جديدة للضبع الفارسي ستكون هذه المرة في سوريا، وستقصم ظهره.
صدقني، وليس لك علي حلف، أن أمنية حياتي الأساسية أن تفعلها السعودية، لأنها حينها ستخلصنا وتريحنا نهائياً من الأسد و«حسن زميرة» بحجر واحد..
قد أبدو مغالياً فى حقدي على النظام الإيراني الفاشي، ربما لأنني أعي جيداً أن من ساهم فى إشعال جذوة النزاعات والفتن الطائفية في المنطقة، ومنذ حرب الخليج الأولى في سبتمبر 1980، هي الثورة الخمينية الفارسية، ولو قرأت كتاب «الفتنة الخمينية.. حقيقة الثورة الإيرانية»، لشاركتني ذلك الهوس ولأدركت أنني لست مغالياً على الإطلاق في حقدي على النظام الإيراني المحتل لأراض عربية مساحتها 16 ضعفاً من مساحة فلسطين، وإذا كنت مثلي من رابطة «أضعف الإيمان» وتعيش فى مجتمع آفته النسيان فجزء من الدور الذى يجب أن تلعبه على الدوام هو تذكير أهله بخطورة النظام الفارسي على العرب والإسلام.
ولكن هل أنا وحدي الذى يكره هذا النظام الفارسي؟
بل هم كثيرون، نصفهم من الشعب الإيراني نفسه، وآخرون من الأحواز، والعراق، وسوريا، واليمن والخليج العربي، ومصر والمغرب، أي أن الولي الفقيه جمع مشارق العرب من الشام لبغداد، ومن نجدٍ إلى يمـنٍ، إلى مصـر، على كرهه وبغضه.
ستظن أيضاً، وبعض الظن ليس إثماً، بأنني ضد الأمريكان، وتحديداً الإدارة المشلولة الحالية «إدارة باراك أوباما» وهي تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه، لأنني وبلا أدنى شك، على قناعة تامة بأن «الصديق» «في سروال واحد» مع إيران، وأن الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني لم يكن إعلاناً مبدئياً بالتحول في سياسة «الصديق» مع حلفائه التاريخيين في الخليج العربي، بل إيذاناً لإيران بزعزعة الأمن والاستقرار في دول الخليج العربي.
لذلك من كل قلبى أتمنى أن يفيق أولئك المخدوعون في «الصديق» الأمريكي، ويعرفوا أن باراك أوباما الذي جمع تحالف مكون من 40 دولة ضد «داعش» بما فيهم قوات من دول الخليج، لم يرسل جندي واحد للتحالف العربي الذي تقوده السعودية لمحاربة الحوثيين في اليمن، وزمان قالها الشاعر المصري شهاب الدين الأبْشيهيّ مستنكراً وساخراً: «إذا لم تكن لي والزمان شرم برم فلا خير فيك والزمان ترللي».
سيداتي آنساتي سادتي..
دعونا كشعوب وقيادات في دول مجلس التعاون نواجه أنفسنا بحقيقة وحيدة، واحدة، وهي، أننا الوحيدون المعنيين بأمننا، والدفاع عن أنفسنا، وحماية مصالحنا، وتحصين حدودنا ضد آيات الله الفارسية، لا الأمريكان، ولا الأنجليز، معنيون بحمايتنا أو الدفاع عنا، فهم أصدقاء تحت الطلب «قبضني تجدني»، لذلك ليس لنا إلا أن نأمل، نتمنى، نرجو، ونحلم أن تتحقق الوحدة الخليجية ويعلن عنها في قمة الرياض القادمة ولو بشكل مبدئي من خلال مثلث التحالف «السعودية، الإمارات، البحرين»، على أن يلحق بركب الاتحاد من باقي دول المجلس، من يرى بعد ذلك نجاح التجربة بأم عينيه ويتأكد أن مستقبل دول الخليج يكمن في الاتحاد الخليجي والذي من الممكن أن يتحول إلى قوة تضاهي مثيلاتها في العالم.
لذلك كله، نقول لولاة أمرنا والذين سيجتمعون في العاشر من هذا الشهر بالرياض، إن مطلب الاتحاد الخليجي ليس ترفاً سياسياً أو أمنياً، بقدر ما هو أمر ملح وضروري، وخيار إستراتيجي لمستقبل أكثر قوة وصلابة، ليس للقيادات المستقبلية لدول مجلس التعاون فحسب، بل ولأجيالها القادمة ومقدراتها ومواردها، وليس من العدل في شيء، وبعد القوة العسكرية لدول مجلس التعاون التي ظهرت خلال حرب اليمن، أن يبقى مجلس التعاون على حاله، فليكن الاتحاد بمن وافق، أما الممتنع أو المتردد، فعسى درب السلامة عديله.