الرأي

لا تقولوا لي الأمور على ما يرام..!!

أبيــض وأســود







لم تكن غريبة تلك الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله إلى مركز المستثمرين للوقوف على حقيقة ما يجري ولمتابعة شكاوى المستثمرين ورجال الأعمال.
توجيهات سمو الرئيس يجب أن تأخذ مباشرة كخطوات التنفيذ على الأرض، على أن يوضع توقيت زمني لكل شيء، الجيران ذهبوا عنا بخطوات كبيرة، ونحن أهل البداية، من هنا يجب أن يكون مركز المستثمرين محطة واحدة «قول وفعل» وليس مسمى، ثم يكتشف المستثمر أن عليه أن يذهب إلى البلديات، وهيئة سوق العمل، والداخلية، والصحة، والكهرباء والماء وبقية الخدمات «ألين تطلع له نجوم القايلة»، وهو ما حصل على الترخيص.
توجيهات الرئيس وزيارته لمركز المستثمرين تظهر مدى حرص سموه على متابعة شؤون الاقتصاد والتجارة والصناعة بنفسه، نتمنى أن تأخذ قرارات الزيارة طريق التنفيذ بعيداً عن «لا يوجد موظفين أو كادر»، أو إلى آخره من مشكلات. موضوع وجود أشخاص يعوقون الاستثمارات الخليجية والأجنبية لأسباب في أنفسهم قد تكون سياسية، يجب أن لا يكونوا في هذه الأماكن، من يريد التسييس فليذهب ويعمل في جمعية سياسية، وليس في وزارة خدمية. المحطة الواحدة التي يسمع عنها المستثمر يحسب معها أنها مكان واحد للحصول على ترخيص مزاولة الأعمال، ثم يأتي ويكتشف أن هذه المحطة الواحدة تحتاج محطات وهذا تلاعب بالمسميات، المستثمر تعامل مع دولة، والجهات المعنية من الوزارات كل جهة تقول لك «احنا خلصنا موضوعك، باقي الوزارة الفلانية والوزارة الفلانية»، و»عينك ما تشوف إلا النور، تظل تدور حول نفسك لين تطفش وتاخذ مشروعك وتذهب إلى دبي أو قطر».
كلام قوي وجهه سمو الرئيس للمسؤولين حين قال: «لا تقولوا لي كل شي على ما يرام»، لم يعد مقبولاً إن لم تقرن بفعل وواقع يدعمها ويثبت أن فعلاً الأمور على ما يرام من وجهة نظر المواطن والمستثمر أولاً. حيوية واستجابة وتفاعل سمو رئيس الوزراء درس لمن يعمل في الجهاز التنفيذي، لا يكتفي بالسماع والقراءة، بل يذهب إلى موقع المشكلة ويسمع ويوجه ويصدر أوامره، وهذا ما عهدنا عليه خليفة بن سلمان.
** هذا واقعنا.. فماذا نفعل..؟
حين تأتي الأمطار بهذه الطريقة التي مررنا بها فجر الأربعاء، فإنها لا تكشف فقط أخطاء البنية التحتية للطرقات والمدن، وبيوت الإسكان، لكنها تكشف طريقة عمل أجهزة حكومية، ومهندسين، في وزارات عدة، بعضهم يحتاج للجلد في ميدان عام على ما تسبب به من أخطاء وخسائر على المواطنين. حذرنا من أن هناك موجة مطرية قد تمر بها المنطقة «والحكومة الموقرة وجهت المسؤولين» وحين نحذر ليس لأننا علماء ذرة، ولكن ببساطة اطلعنا على مواقع الأرصاد العالمية التي بينت قبل خمسة أيام من أن هناك حالة مطرية ستأتي على المنطقة. ولهذا كتبت في بداية الأسبوع محذراً، والبعض قال «هشام يبالغ الله يهداه»، ونحن لا نبالغ ولكن نحذر حتى لا تحدث لنا خسائر في الأرواح والممتلكات لأناس بسطاء. المطر هو رزق ورحمة من الله أو يكون عذاباً، ولا أحد يعرف متى «يهبط» بالتحديد والدقة، فمثلاً كانت مواقع الأرصاد تقول إن ما «سيهبط» علينا أكثر مما «هبط» فعلاً، والحمد لله لم يحدث لنا أكثر مما حدث. نحن لا نبالغ، ولا نهول، لكننا كنا ننبه عسى أن تقل الأضرار ولا تحدث لنا كوارث. أغلب المناطق التي دخلت فيها المياه إلى بيوت المواطنين، هي مناطق حديثة، لن أتكلم عن مدينة عيسى المنسية، تلك كارثة أخرى، كارثة طرقات وبيوت متهالكة، لكني سأتحدث عن المشروعات الإسكانية الجديدة، كيف حدث بها هذا؟
هل هذا تخطيط صحيح؟
من الذي خطط للمدن الجديدة حتى تأتي النتيجة «مع قطرتين من المطر» بهذه الطريقة؟
نقول للدولة من سيعوض البسطاء من الناس عما تلف في بيوتهم من جراء هذه الأمطار؟
هل سيعوضهم وزير الأشغال والبلديات مثلاً؟
الدولة تنفق ملايين الدنانير على المشاريع الكبيرة، ثم تأتي النتائج بهذه الطريقة، أليس هذا فساداً إدارياً واضحاً وشاهراً أمامكم؟
بس يا بلد تعبنا والله.. أسوأ تصميم للشوارع تجده هنا، شوارع تتسبب في حوادث للناس، ملايين الدنانير تضخ من الدولة للطرقات، حتى إن بعض المشروعات تفوق قيمتها الـ100 مليون دينار، لكن مع المطر ينكشف المستور، ثم تكتشف أن الحواجز على الكوبري ضعيفة وتسقط من فوقها السيارات..!
أعود وأقول من الذي سيعوض الناس عن كل خسائرهم من أثاث منزلي وأجهزة كهربائية، وكل شيء تعطل، هل ستعوضهم الدولة أم سنقول لهم «شنسوي مو منا من المطر»..؟!!
البلد الذي ليس فيه محاسبة حقيقية، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب لن ينهض أبداً..!
** 15 منزلاً محترقاً بانتظار التعويضات!
الإخوة الكرام في «أبواب الخير» الخيرية أرسلوا لي تغريده لهم يقولون إن «هناك أكثر من 15 منزلاً محترقاً بانتظار التعويضات من وزارة العمل والتنمية»، وقد قمت بإعادة إرسال التغريدة، وبعد يوم جاء رد من وزارة العمل عبر حسابي بتويتر بأن المستحقات سيتم صرفها للمتضررين إما نهاية الأسبوع «اليوم» أو في الأسبوع القادم. أحد الإخوة الكرام الذي احترق منزله يقول: «أنا جالس في غرفة واحدة في بيتي المحترق رائحة الحرق تخنقنا حتى اليوم، أنا وعائلتي وأبنائي، كلنا في غرفة، أمضينا اليوم شهراً ونصف، كل شيء بالبيت احترق حتى ملابسنا، ووزارة العمل تسوف وتعطل الناس».
لا أعرف لماذا الأمور في هذا البلد لا تسير بسلاسة وبشكل نظامي قانوني وسريع، كل شيء يحتاج إلى أن نكتب عنه بالصحافة حتى يتحرك المسؤولين خوفاً من الصحافة؟ «يا جماعة خافوا من ربكم أول»..!
التعويضات أصلاً لا تغني ولا تسمن من جوع، لكن الذي فقد كل شيء يتمنى ولو قليلاً من التعويضات حتى يسير أمور حياته.
** بيوت تحترق بسبب شاحن الهاتف
أعود وانبه الإخوة والأخوات من أمور بسيطة لكنها قد تكلفكم حريقاً للمنزل بأكمله لا قدر الله.
أحد الإخوة الذين احترقت منازلهم قال لي: «تخيل شاحن هاتف بخمسة دنانير تسبب بحريق للمنزل بأكمله». نرجوكم انتبهوا للأمور التي تتسبب بحرائق المنازل، كما أتمنى من التلفزيون أن ينشر التوعية ويستضيف مختصين حول حرائق المنازل وأسبابها، كجزء من التوعية للمواطنين، خاصة مع ازدياد حرائق المنازل والشقق.
** رذاذ
نحن في بلد تشح فيه المياه العذبة، رغم أن البحرين كانت بها عيون عذبة كثيرة، لكن الغريب ونحن بلد فيه شح مياه عذبة، فإنك تفاجأ حين يرزقنا الله بأمطار وفيرة نقوم بشفط المياه من الشوارع ونسكبها في البحر..!
ومن ثم نذهب لمياه البحر لنقوم بتحليتها بكلفة عالية..!
«ما أعرف شاقول بس.. ساعات تحس إنك قاعد في ذاك المستشفى بو 10 مليون»...!!