الرأي

مسرحية الشرق الأوسط.. اختلاف الأهداف و»داعش» مستمرة

نظــــــرات







الولايات المتحدة لا تهدف إلى إسقاط نظام الأسد في سوريا باعتباره نظاماً ارتكب جرائم ضد الإنسانية، بل هدفها المعلن هو القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي. أما روسيا فهدفها الحفاظ على نظام الأسد، والقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي. بالمقابل فإن إيران هدفها الحفاظ على نظام الأسد والقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي.
هذا ما نقرأه من تصريحات المسؤولين حول الأوضاع في المنطقة يومياً، فهي رسائل إعلامية تتكرر، ولا يبدو أنها ستنتهي أو تتبدل قريباً. والمحصلة منها أن هناك ثلاث قوى تعمل بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل حماية نظام بشار الأسد، فواشنطن التي تحاول إقناع المجتمع الدولي بضرورة مواجهة نظام الأسد لا تقوم بجهود حقيقية لتحقيق مثل هذا الهدف، بل تطلق سلسلة من التصريحات للاستهلاك الإعلامي حتى ينشغل الرأي العام بها، وينسى القضية الأساس في سوريا. وبالتالي فإن العواصم الثلاث واشنطن، وموسكو، وطهران تعمل من أجل الحفاظ على نظام الأسد وهذا لا يمكن الاختلاف عليه تماماً، وإلا كان الأسد قد سقط منذ سنوات وصار من التاريخ.
الحشد الأوروبي الحالي ضد الإرهاب بعد أن أصاب باريس لن يطال نظام الأسد تماماً، بل سيساهم في تدمير سوريا أكثر باسم مكافحة «داعش»، وهي عملية لن تكون مجدية أبداً حتى لو تم شن حملة عسكرية جوية على مدار الساعة.
المحصلة النهائية ستكون كالآتي: الحفاظ على نظام الأسد، وتقسيم الأراضي السورية لعدد من الدول موزعة إثنو ـ طائفياً، بالإضافة إلى تشتيت تنظيم «داعش» الإرهابي على أكثر من جبهة، وقد ينال التنظيم حظه بقطعة أرض يؤسس له فيها دولة، أو ينتقل للعراق ليتكرر سيناريو تقسيم سوريا مستقبلاً، أو يمكن نقل ميليشيات «داعش» إلى أراض عربية أخرى لاحقاً، ويتم العمل عليها باسم محاربة الإرهاب و»داعش».
مادامت الأهداف مختلفة، والاستراتيجيات متباينة، فإن فكرة القضاء على «داعش» ستكون مستحيلة، وسيتم استخدامها للاستهلاك الإعلامي لا أكثر، وستكون أداة لتنفيذ استراتيجية تقسيم منطقة بلاد الشام، وهذه الحقيقة يرفض الغرب الحديث عنها، وإن تحدث فإنه يتحدث عن استحياء.
اللافت أن الموجة الغربية التي تستهدف الإرهاب لا تتناول من قريب أو بعيد إرهاب نظام الأسد مثلاً، أو إرهاب تنظيمات ولاية الفقيه مثل «حزب الله» الإرهابي أو «حزب الدعوة» وغيرها. فالربط هنا يتعلق بالإرهاب السني فقط الذي هو سبب الإرهاب، بينما يتم تجاهل كافة مصادر الإرهاب رغم رفع الشعار العالمي «الإرهاب لا دين له».