الرأي

وضعتم أرجلكم في الرمال المتحركة..؟

أبيــض وأســود







يبدو أن الوضع في المنطقة سيشهد مزيداً من التوتر والتصاعد، العالم أصبح مضطرباً، حروب وقتل، وإرهاب، خطوط طيران مقطوعة، مسارات للطيران تحول وتغلق، أصبح العالم في حالة هلع وخوف من الحروب والإرهاب.
أخبار القتلى حول العالم أصبحت عادية، بل إن بعضها في الدول العربية مثل سوريا والعراق أصبح أمراً تافهاً بالنسبة للغرب، ولا يستحق التحرك، بينما تقوم قائمة بريطانيا مثلاً على حكم بإعدام القتلة بالبحرين.
جاء في الأحاديث النبوية الشريفة أن سوريا ستكون مركز الصراع في آخر الساعة، وأن منها أيضاً ستهزم القوى الغربية، وكأن شيئاً من هذه الأحاديث يتحقق، أو أنه بداية التحقق لما سيأتي لاحقاً، ولا نعلم متى وكيف؟
العالم بأسره خذل الشعب السوري، الجميع يتكالب عليهم، الدولة الصفوية تستنفر، حزب الشياطين يرسل قواته، الميليشيات الشيعية العراقية ترسل قواتها، مرتزقة من دول معروفة يتم إرسالهم للقتال ببضع دولارات إيرانية.
الحلف الروسي الشيعي والإيراني أيضاً ظهر إلى السطح بقوة، أصبحت روسيا أكبر مساند للميليشيات والأنظمة الصفوية، ولم تكتف روسيا بذلك، بل دخلت بقوة سلاحها الجوي وسلاح البحرية إلى سوريا، وكأن الروس لا يتعلمون من هزيمة أفغانستان، ويعيدون التاريخ، ويضعون أرجلهم في الرمال المتحركة التي قد تأكل كل شيء.
يبدو أن روسيا فقدت يوم أمس عدداً من القتلى والطائرات، إحداها مدنية، وأخرى مقاتلة، ويبدو أن طائرة مروحية أخرى فقدت «ولم تتضح الأنباء حتى كتابة المقال»، لكن سقوط الطائرة المقاتلة من قبل سلاح الجو التركي جاء كتطور خطير جداً، ولتركيا الحق في حماية حدودها ومجالها الجوي من أي طائرة حربية أجنبية.
روسيا تعرف أن تركيا ليست دولة هامشية، والرد عليها ليس بقرار بسيط، فتركيا تعني أنها حلف «الناتو»، وهو أكبر حلف عسكري حول العالم، من هنا فإن الرد الروسي يحتاج إلى تفكير كبير، وحسابات كبيرة جداً ومعقدة، وأحسبه لن يحدث.
كان الروس يظنون أنهم ذاهبون إلى سوريا في استعراض للقوة، وأن الجيش الحر لا يملك مضادات للطائرات الحربية الروسية المتقدمة التي تطير على ارتفاعات كبيرة، لكن الذي تظن روسيا أنه لن يحدث قد حدث، وهذا سيجعل الروس يعيدون بعض الحسابات، خاصة بعد أن فقدت روسيا عدداً كبيراً من مواطنيها في تفجير للطائرة الروسية فوق سيناء.
سوريا ستكون محور الصراع العالمي، وتركيا ليست بعيدة عنها، كما أننا نحن هنا لسنا ببعيدين عن الأجواء المتوترة والمتصاعدة، من هنا فإننا كدول خليجية علينا أن نفعل ما بوسعنا لتقوية أنفسنا بنفسنا دون الاعتماد على الآخرين.
كما أن علينا أن نقضي على بؤر الإرهاب المحلي التي هي صنيعة دول معادية، فلا يمكن أن تواجه خطراً خارجياً، وأنت لم تؤمن نفسك داخلياً، وقد نادينا كثيراً بأن يتم القضاء على الإرهاب بشكل تام وسريع في ظل وجود توجه عالمي للقضاء على الإرهاب.
روسيا يبدو أنها وضعت أرجلها في الرمال المتحركة، كما فعلت إيران، وهذا الأمر سيجلب على الروس والإيرانيين خسائر كبيرة، هذه الخسائر ربما غير مرئية اليوم أو كأنها حدثت للإيرانيين فعلاً، لكنها ستكون مكلفة أكثر مستقبلاً.