الرأي

للمسلم جواز ووثائق.. ضد التلف والحرائق!!

تحت المجهر





يبدو أن ساسة فرنسا قد استهوتهم صناعة الأفلام الهوليودية فقرروا هذه المرة المشاركة بفيلم «أكشن» أشد إثارة وتشويقاً من الفيلم الأمريكي «أحداث 11 سبتمبر»، الذي مازال يتنقل بين الدول، خاصة العربية والإسلامية ليحصد عند العرض المليارات التي تصب في الخزانة الأمريكية، وفي نهايته، يحصد ويزهق أرواح الملايين، فيرزم على عجالة، بعد إسدال الستار، الكادر الفني أدواته ليحط في مسرح دولة جديدة. فقررت فرنسا بعد أن أيقنت أن تلك الأفلام مربحة، ومن السهل أن تخدع بها الكثير وتحصد من خلالها ما تصبو إليه بأقل الكلف إنتاجاً وتسويقاً.
فتم الترويج لفيلم فرنسي جديد أنتج وأخرج ومثل على عجالة، فخرج للوجود كالطفل المشوه، الذي لم يكمل أشهره التسعة، فسقط كسيحاً، وبالكاد يلتقط أنفاسه. إن محور جميع الأفلام التي تعد في أستوديوهات الغرب فكرتها وهدفها هو تشويه الإسلام والمحاولة لإعطاء صورة مرعبة ومفزعة عن الإسلام ونبيه ورموزه.
فهم لم يعد يعيروا اهتماماً للمسلمين حيث استطاعوا بسياستهم وعملائهم من بعض الأحزاب والحكام أن يحكموا سيطرتهم على المسلمين وأن يسلبوا إرادتهم وخيراتهم، لكن ليس هذا هو مبتغاهم بالتأكيد، ويعلمون يقيناً أن الكثير من الأحزاب والحكام والأنظمة هي إلى زوال، وربما يتغير معها الحال، فتذهب معها كل خططهم وتحوطاتهم، فتوجهت الماسونية العالمية، وقررت إعلان الحرب على الإسلام كمنهج ودين، ففي المرحلة السابقة نجحوا في تحييد الأغلبية الساحقة من المسلمين، وزرعوا خلالهم التشكيك والفتن والإرهاب والطائفية المقيتة.
فما يخيفهم ويرعبهم حقيقة ويقض مضجعهم هو الإسلام ومادته وليس المسلمين، وقد أيقنوا أن المليار ونيف من العالم الإسلامي فعلاً هم كغثاء السيل، الذي يتلاشى مع وصوله الساحل.
فتحركت تلك الدول بعد أن زحف الإسلام إلى عقر دارها بالعمل ليل نهار لإيقاف الزحف، فجندت أولاً ودعمت وبثت الكثير من المتطرفين الذين تربوا في دولهم ثم هبطوا بهم بين ظهرانينا، وسهلوا لهم بسط نفوذهم في العراق والشام وليبيا، ويعد لهم اليوم إعداداً في مصر وبعض دول الخليج، لضرب وتشويه الإسلام أولاً في عقر داره، فعمدوا لترويج تحركاتهم وتناقلها وتضخيمها من أعمال مشينة من قطع الرؤوس وحرق الأحياء والتمثيل بها ليقولوا لشبابهم «هذا هو الإسلام الذي يستهويكم».
لكن كل تلك المحاولات اليائسة البائسة لم تمنع الكثير من شبابهم الضائع الذين سلبت منهم مدنيتهم وماديتهم القاسية الجانب الروحي والذي وجدوه في أروع صوره في الإسلام فقرروا هذه المرة الالتفاف عليهم، وإحداث هزة عنيفة وتفجير قنبلة صوتية تفزع ولا تؤذي، لكن هذه المرة في أمهات عواصمهم لها أهداف عدة «بعد أن تبين للغالبية أن تلك المجاميع الإرهابية ولاؤها لمن؟ وتتحرك بأمر من؟». وأهم تلكم الأهداف هو إيصال رسالة للعامة أن الإسلام الذي تتهافتون عليه هو منهج متخلف دموي إجرامي لا يصلح لحياتكم ومستقبلكم والرسالة الأخرى هي تأليب الرأي العالمي ضد الإسلام والقضاء على من تبقى من بعض الدول الإسلامية المعتدلة وجرها إلى أتون الفوضى. مع ملاحظة أن الإرهاب هو واقعي وفعلي وموجود على الأرض لكن في منطقتنا فقط، وتمارسه يومياً عشرات الميليشيات الإيرانية ويمارسه المتطرفون ولا يتعرض لهم أحد بالشجب والإدانة ثم لا تكاتف ولا قرارات مصيرية لإنقاذ المنطقة من شرره، لكن في المقابل ما يحدث عندهم من إرهاب هو مصطنع ومسيس وهو التمثيل بعينه.
لكن ما فات على المخرج الفرنسي في فيلمه الجديد أنه ومع التقنية العالية ووسائل التواصل الاجتماعي التي يتمتع بها اليوم كل بالغ في العالم، أنه لم تتسرب أي صورة لضحية أو جريح وسماع صراخ طفل أو امرأة ومن قبل آلاف الناس الذين وقعت وسطهم تلك التفجيرات المزعومة، بل لم تعلن أي عائلة عن مفقود لها، ولم تعلن أسماء المجني عليهم، وكأن تعليمات أمنية مشددة صدرت لهم أو ربما صودرت منهم كاميراتهم وأجهزتهم الذكية، بل حتى لم يقم رئيس الوزراء الفرنسي أو أي مسؤول رفيع المستوى كعرف دبلوماسي بزيارة الجرحى في مشفاهم واتباع الجنائز لمثواهم! لكن الشغل الشاغل اليوم في فرنسا هو التعجيل في إلصاق التهم بالإسلام والمسلمين حصراً.
كما أنه فات على المنتج بأنه من السذاجة أن ينوي انتحاري تفجير نفسه وهو يحمل معه هويته وجوازه ليكونا دليلاً للوصول لتنظيمه ودولته ومعاناة أهله من بعده، ولا أعلم من أي مادة صنعت وأي معمل طبعت فيه وثائق السفر التي تصمد أمام قوة الانفجار الذي يذيب الحديد ويصهر الأحجار فعلى من تضحكون يا هولاند؟!
فاسحبوا نصيحة فيلمكم من صالة العرض فهو لا يصلح أساساً للعرض!!