الرأي

هل ضاعت البوصلة..؟!!

أبيــض وأســود




يشغل الناس، ويشغل الاقتصاديين والمصرفيين «ولا أعرف هل الأمر يشغل السياسيين أم لا» موضوع خطير ربما يلوح بالأفق، لا نعلم حقيقته، وهل سيحدث لنا أم لا، وهل سنقع في مستنقع آخر بعد مستنقع قروض وفوائد القروض، «بينما الدولة تقترض اليوم حتى تسدد دفعات القروض السابقة»، وهو مؤشر ليس طيباً، بل إنه خطر جداً على الاقتصاد والناس، وحتى على سيادة الدولة، وسيادة واستقلال قرارها السياسي.
يوجد خوف وتوجد توجسات حول هبوط سعر العملة المحلية جراء ما يحدث لنا من عملية القروض «ودوامة القروض التي تكبر ولا تصغر»، مازال الناس وأهل الاقتصاد والمصرفيون والبنوك يتوجسون من هذا الأمر، فحتى موضوع هبوط تصنيف البحرين المالي دولياً، سيلقي بظلاله على هبوط تصنيف البنوك المحلية، وهذا أيضاً سيجعل قطاعاً هاماً وكبيراً مثل القطاع المصرفي يضع رجله في وحل القروض وأزمات الدولة دون أن يكون له ذنب في ذلك.
كتبت هنا ذات مرة، أن المشاريع الصناعية الكبرى توقفت ربما في الثمانينات من القرن المنقضي، وهذا يجعلنا نطرح ذات التساؤل حول هوية الاقتصاد البحريني، هل هو قائم على الصناعة؟ هل هو قائم على القطاع المصرفي «الذي سيعاني من تبعات قروض الدولة وانخفاض تصنيف البحرين إن تم»؟
هل هو اقتصاد خدمات؟ هل هو يقوم على السياحة؟ هل لدينا اقتصاد المعرفة؟
الخوف أننا أردنا أن نصبح كل هذه الأمور مجتمعة مع بعضها، لكننا فقدنا الهدف وضيعنا البوصلة، حتى وصلنا لعام 2015 ورقبتنا مازالت معلقة في براميل النفط، دون أن نستطيع التخلص من هيمنة النفط على كل أوجه الميزانية العامة، فإذا هبط هبطنا وترنحنا، وإذا ارتفع البرميل سكتنا وصمتنا عن تنويع المصادر وعن التقشف.
ما طرحه السادة النواب من مقترح إقامة مشاريع صناعية كبرى هو أمر طيب، وقد طرحناه هنا مراراً، غير أن رد «ممتلكات» ألقى باللوم على الحكومة في إقامة المشاريع الصناعية الكبرى، وهذه أيضاً معضلة أخرى.
المعضلة هي أننا لا نملك سياسات موحدة للدولة تقود إلى أهداف محددة، وبالتالي نقع تحت اجتهادات تأتي من هنا أو هناك، وقد تفشل في ظل عدم وجود سياسة واحدة، وأهداف واحدة.
كمواطنين بسطاء، نقول أخرجونا من ضبابية الرؤية، نريد من يعمل للبحرين، واقتصاد البحرين، وسمعة البحرين، ومستقبل الأجيال القادمة، نريد سياسة واحدة وأهدافاً واحدة ورؤية واحدة، ونريد أن نرى مشروعات صناعية كبرى، تدعم الاقتصاد والتصدير، وتوظف أبناء البلد، وتقلل الاعتماد على أسعار براميل النفط.
نعم لدينا قطاع مصرفي ممتاز، لكنه يحتاج للتطوير، ويحتاج إلى جذب رؤوس الأموال والمصارف الكبيرة وتهيئة البيئة العامة لذلك، نحن نعمل ببطء، بينما غيرنا يعمل بشكل سريع وضخم ويستقطب ويعطي امتيازات، كنت أتمنى أن تكون المنامة هي عاصمة الاقتصاد الإسلامي الذي ينمو سريعاً حول العالم، لكن نفاجأ أن دولاً حولنا اعتنت بنفسها كي تصبح عاصمة للصيرفة الإسلامية، رغم أننا نملك الريادة والأسبقية والبيئة والبنية التحتية لذلك، ونملك الطاقات الوطنية المخلصة.
حين لا تطور نفسك في أي قطاع، ستبقى تراوح مكانك، أو أنك ستتقهقر للوراء، هذا طبيعي جداً، وأخشى أننا فعلنا ذلك في القطاع المصرفي، والقطاع الصناعي، حتى وصلنا إلى المرحلة التي تقترض فيها الدولة 132 مرة بالعام الواحد، بل نقترض حتى ندفع قروضاً سابقة، إنها معادلة مأساوية على الاقتصاد الوطني.
الوضع الذي تمر به البحرين اليوم، يحتاج إلى مصارحة، وقطع دابر الحسابات الخاصة، كمواطنين نريد حسابات تتعلق بمستقبل البحرين، واقتصاد البحرين، لا أن نقع في وسط مخاوف هبوط سعر العملة، في حين أن وزارة المالية والسادة النواب لا يقولون للناس ما هي الحقيقة، ولا أحد يعرف إلى أين نسير، وماذا سيكون القادم؟
مازلنا نجهل كمواطنين «وأحسب أن السادة النواب أيضاً يجهلون» كيف سنصل إلى نقطة التعادل بين المصروفات والإيرادات بعد دورتين ماليتين «أربع سنوات» كما أعلنت جهات رسمية عن ذلك، هل سنستطيع أن نصل إلى هذه المرحلة فعلاً مع تضخم القروض، وتضخم الأرباح الربوية المترتبة على القروض؟
السياسة والاقتصاد مساران متلازمان، واليوم نقول، إننا نحتاج إلى قرارات ورؤية وأهداف يمكن تحقيقها، نريد أن نرى مصانع كبرى تقام بالبحرين، نريد أن نرى مشروعات عملاقة للسياحة العائلية «التي أخيراً عرفنا أننا يجب أن نركز عليها بعد خراب مالطة»، والتي حددها وزير المالية من أنها ستكون الرافد للاقتصاد الوطني، بينما في الواقع لا توجد لدينا مقومات للسياحة العائلية غير السينما والفنادق، فسواحل العاصمة مغلقة أمام الناس والسائح في صورة قبيحة جداً لدولة تتكون من الجزر، ولا مشاريع سياحية عليها، فهل يأتي السائح من أجل فندق، وسينما فقط؟
بينما كل المقومات السياحية في بلده أكبر مما لدينا، فلماذا يأتي إلينا إذن؟
سياحة عائلية من دون مشروعات تحاكي رغبات وحاجات السائح الخليجي لن تنجح، فالعام 2015 أدركنا أن علينا أن نعتمد على السياحة العائلية بعد أن «طافنا» القطار، وقد بح صوتنا منذ سنوات مضت دون أن يلتفت أحد لذلك، بقينا نعتمد على سائح «سيء الخلق» يأتي إلى فندق وصالات داخل الفندق، وقد جنينا من ذلك الخيبات والفضائح، والخسائر البشرية في حوادث الطرق المميتة..!
علينا أن نبحث عن البوصلة أولاً، ونحدد أهدافنا، ونعمل من أجل مصلحة البحرين وأهلها، لا من أجل حسابات أخرى، أخشى أنها ستضيع الوطن، وستجعلنا نراوح مكاننا، وندور في دوامة القروض بينما يقال إن مؤسسات مالية دولية أصبحت تحجم عن إقراض البحرين..!
** توقعات بأمطار تفوق ما هبط على الأردن
تتوقع مواقع الأرصاد العالمية سقوط أمطار رعدية وعواصف قد تجعل الأمطار جداً غزيرة وبكميات كبيرة تفوق ما هبط على الأردن.
نقول للجهات المسؤولة: الأشغال والبلديات، ووزارة الداخلية، ووزارة التربية والتعليم عليكم جميعاً مسؤوليات كبيرة، كل شيء موضح بالنشرات الجوية وعليكم أن تقوموا باستعداداتكم، خاصة أن الوقت ضيق فالمصادر تقول إن يومي الاثنين والثلاثاء القادمين ونخشى أن تقع لنا كوارث كبيرة. شخصياً لا أثق في استعدادات الوزارات، وأخشى أن نفقد أرواحاً بسبب إهمال وزارات معروفة، لذلك نقول للأشغال، والداخلية، والتربية والتعليم، نتمنى أن تتخذوا إجراءات سريعة جداً قبل أن يقع الفأس في الرأس.
كما أتمنى من وزير التربية أن يصدر أوامره بمنح إجازات للمدارس والجامعات إذا ما كان الوضع خطراً على الطلبة قبل أن يذهبوا للمدارس صباحاً.
حقيقة لا أعرف ما هو وضع بعض أنفاق السيارات، هل هي على كفاءة، أم أننا سنشهد كوارث بسبب سوء التخطيط؟
مع ضعف إجراءات وزارات بعينها. أتمنى من الحكومة الموقرة أن توجه الوزراء للعمل ليل نهار قبل أن تقع كارثة علينا.
نتمنى من أجهزة الإعلام في وزارة الإعلام أن تنشر تحذيرات للمواطنين قبل أن تقع الأمطار بكميات كبيرة، على التلفزيون مسؤولية كبيرة في نشر الوعي والتحذير للناس، قبل أيام من وقوع الأمطار، وليس في ساعة وقوعها، ومن بعد ذلك تقولون لنا إننا حذرنا الناس؟؟