الرأي

كيف تخشى وقوة الله معك؟

بنــــــــــادر



في الحياة التي نعيش عادة ما نرى الكثيرين ممن يتصورون أن الشر سوف يبقى إلى أجل غير من مسمى، وأن المتفائلين هم مجموعة من المثاليين الحالمين الذين لا يعرفون ما يجري في الواقع.
هذا النمط من الناس لا يعرف أن ثمة قوانين إلاهية أو كونية أو طبيعية لا يمكن لأي فرد أن يكون خارجها، مثل قانون الجاذبية أو قانون الجذب الذي يتحدث عنه كل من شاهدوا أو قرؤوا كتاب السر، والذي في تصوري أحدث نقلة نوعية لمن قام بقراءته أو مشاهدة الفيلم.
البعض يتصور أن ما يقوم به بعيداً عن عيون الآخرين ولابد أنه سينجح في مسعى ما يروم بتحقيقه، وإن لم يره الآخرون وهو يقوم بالفعل المنكر، فالله يراه، قبل فترة طويلة قرأت قصة حدثت للشيخ عبدالسلام، وهو من علماء الشام، يقول الشيخ..
كان أبي شيخاً كبيراً لم ينجب، وبعد مدة رزق أبي بي، وكان دائماً ما يفكر في مستقبلي، ويقول أنا رجل كبير وزوجتي كذلك فمن سيتولى ابني بالرعاية بعد وفاتي!
يقول ذات ليلة كانت المنازل في بلاد الشام من طين وكانت فترة سقوط أمطار، فدق الباب رجل وكان أبي متكئاً، فإذا هو جارنا قد هدم المطر كل بيته وكان يطلب المساعدة، فأخرج أبي صرةً من تحت المخدة وأعطى الجار نصفها ثم أعاد الباقي تحت المخدة والجار ينظر إلى مكان الصرة.
فقال الجار في نفسه: كيف أستطيع أن آخذ باقي المال دون أن يعرف جاري بذلك..؟
ففكر في نفسه وخطط ولم يعلم أن كل الأفكار تحت نظر الجبار رب العالمين، فقال في نفسه: إذاً سأخرج الولد الصغير خارج البيت فإذا سمعت الأم صراخه ستخرج لأخذه ثم أدخل وأقتل الأب وأسرق المال.
ففعل ما أراد وأخرج الطفل خارج المنزل، فلما تساقط المطر سمعت الأم صراخ طفلها خارج المنزل في أقصى المزرعة فقالت لزوجها: إن ابني يصرخ خارج المنزل فكيف خرج وهو صغير لا يستطيع المشي تعال معي لنأخذه.
فقال الزوج: أذهبي وائتي به.
قالت: لا، أنا أشعر أن في الأمر شيئاً! إن ابني لا يستطيع المشي فكيف خرج..؟
وأصرت على زوجها ليخرج معها والمطر يتساقط، فلما خرجا دخل الجار يريد سرقة الصرة، ووجدا الزوجين الطفل في أقصى المزرعة فعادا إلى المنزل فإذا المنزل قد سقط سقفه وتهدم.
فقالوا: إن من أخرج الطفل هم الملائكة حتى لا نموت في البيت.
وباتا الليل عند أحد جيرانهما، فلما كان الصباح حدثت المفاجأة؛ عندما ذهبوا للمنزل لأخذ أمتعتهم وجدوا الجار قد مات في المنزل وهو ممسك بصرة المال التي أراد سرقتها..
فسبحان الله الجبار..! خطط وتجبر فلما بلغ أعلى جبروته قصم الله ظهره..
يقول الشيخ عبدالسلام: بعدها علم والدي أن الله لن يضيعني ووكل أمري لله، وأصبح عبدالسلام شيخاً من مشائخ بلاد الشام.
إن كل من يقوم بفعل سيء، سوف يحصل على هذا الفعل أضعافاً مضاعفة، ومن يقدم فعلاً جيداً أيضاً سيحصل عليه أضعافاً مضاعفة.
إذا أصابتك مصيبة ما فاعلم أن هذه المصيبة من أجل نقلك إلى مكان أفضل، وإن منعك مانع من الذهاب إلى مكان ما، فأعلم أن عدم ذهابك هو في صالحك، فهناك مجموعة من الإشارات الإلهية التي تعمل على قيادتك نحو الخير والأمن والسلام.
إذاً اذهب إلى الخير وتمتع بالذهاب كما تفعل وأنت ذاهب لعمل تحبه وتحب أن تقوم به وتتمتع به، ولا تخش أي شيء، فالله معك، يراك، يقود خطاك نحو نجاحك في هذه الحياة، قوة الله معك أينما تكن.