الرأي

الإرهاب اللفظي في لندن!

الإرهاب اللفظي في لندن!



يبدو أن الموضة الجديدة لمرتزقة إيران هي «الإرهاب الصوتي واللفظي» المصحوب بالتصوير، وهذه الموضة لم تكن خلال هذا الأسبوع فقط عندما تم التعرض لسفيرنا في بريطانيا الشيخ فواز بن محمد ومدير مديرية أمن المحافظة الجنوبية العميد خليفة بن أحمد، فقد مارست سابقاً حوادث متكررة.
شخصياً لا أتفق كثيراً مع الآراء التي ترى أن هذه المحاولات تأتي لأجل الاستفزاز لا أكثر وحيلة الفاشل الذي فشل بعد إحباط المؤامرة الانقلابية في 2011 «ومنفقعة مرارته ومحتر»، ولم يعد بيده شيء غير افتعال هذه المواقف، جزء من هذا الرأي قد يبدو صحيحاً، وقد يبين أن كلماتهم السوقية وألفاظهم القليلة الأدب تعكس أنه فعلاً «الحره تذبح»، لكن عند استقراء الموقف بشكل عام واحتسابه من منظور المهاجمات اللفظية والمضايقات التي تكرر وقوعها بشكل عام، بالأخص خلال الثلاث سنوات الماضية، وكيف تطورت لحد أصبح يتم الترتيب لها والتجهيز حتى وصل الأمر إلى حمل الكاميرات المعدة للتصوير لا الاكتفاء بتصوير الهواتف الذكية قد تكون منهجية يمارسها عملاء إيران كبداية لأمور أخرى، ولها أهداف، أو لنقل بعبارات أخرى أنها باب يمنح الفرص لجهات إرهابية أخرى في استغلالها، كما يعني ذلك أن هناك من يسرب معلومات تنقل وتحركات المسؤولين لدينا، فمسألة أن يظل شخص حاملاً كاميرا طيلة اليوم على أمل مرور مدير مديرية أمن المحافظة الجنوبية في شوارع لندن وتصويره فكرة غير منطقية ومحال أن تكون جاءت دون ترتيب مسبق وإعداد، أي أن عملية الجهد والتحضير لهذا الموقف «والتخابر» للحصول على المعلومات لا يمكن قراءته من باب المصادفة أو أنهم يفعلون ذلك لأنهم «فاشلين مقهورين».
إن طالعنا الأمر من الجانب الإعلامي فإنها محاولات للحصول على مواد إعلامية وجر من يهاجمونه لـ»التلاسن»، على أمل توثيق المواقف ونشرها بتصرف وإن استقرأناها من باب الحس الأمني فمن يدري قد تكون «جس نبض»، لذا لا نبالغ إن قلنا إنها لربما تكون دافعاً للتطور مستقبلاً، فمثل هذه الأمور وغيرها، التهاون أو عدم ترتيب بالمقابل إجراءات وقائية وتحركات دبلوماسية على أعلى المستويات بل وضغوط لاتخاذ إجراءات حازمة، أمر لا ينبغي التفريط فيه.
اللافت للنظر ردة الفعل التي جاءت من سفيرنا البحريني في لندن، والذي ظل محافظاً على هدوئه مبتسماً أمام كاميراتهم، وهو «ما خرب» جو التصوير عليهم وأفشله، وقد يكون منحهم رسالة غير مباشرة تختصر سياسة أن قافلة البحرين ستظل تسير و»....» إيران تنبح.
كما لا يمكن إنكار أن ما قامت به ابنة مدير مديرية أمن المحافظة الجنوبية عندما وجهت تحية لجلالة الملك ورئيس الوزراء «خرب عملهم بالكامل»، بحيث يشعر المرء «إنه صار فشيلة يعرضونه على ربعهم ويتناقلونه فيما بينهم» وفيه كلمات تحمل الولاء والمحبة لقيادة البحرين بدلاً من ردود فعل الاستياء أو الغضب، ولربما هذه المقاطع «باتت بلا قيمة أصلاً»!
هناك صورة يبدو فيها العميد واقفاً ويبتسم وقد أمسك بهاتفه الجوال يصورهم، وهذه أيضاً صورة تبدد كل الشائعات والأكاذيب ومسلسلات التحريف والتأليف التي أرادوا تصديرها بعد هذا الموقف، لابد أن تكون هناك مباحثات حول مسألة إيواء بريطانيا لمثل هؤلاء الإرهابيين الذين أخذوا يستغلون إقامتهم فيها بالإساءة للدبلوماسيين والقيادات الأمنية البحرينية، مما يؤثر على هيبة القوانين البريطانية والنظام ومدى تأثيرها على العلاقات البحرينية البريطانية.
- إحساس عابر..
- #كلنا_العميد_خليفة_بن_أحمد؛ هاشتاق لم يطلق على تويتر والإنستغرام لأنه من آل خليفة الكرام وينتمي للعائلة الحاكمة فحسب، إنما لأنه كفاءة أمنية ورجل محنك وكان سداً منيعاً أمام الإرهاب الإيراني 2011.
- «قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور» المرء أصل كل ما يفعل وهذه المواقف تعكس أخلاق المرء وتربيته.
- ابنة العميد قالت «أنا ابنته وأفتخر»، ونحن نقول «نفتخر بكل بنات البحرين والفاتح الحرائر».
- هناك مثل يقول «أسد عليّ وفي الحروب نعامة»، ونحن نقول هؤلاء يحسبون أنفسهم أبطالاً وأسوداً فيما يقومون به لكنهم في الحقيقة نعاج، وأحمق من يرى تصرفاتهم البعيدة عن الأدب تحمل «ذره شجاعة أو جرأة» فهناك فرق بين الشجاعة والوقاحة.