الرأي

أمريكا تدافع عن انقلابيي البحرين.. وتقتل شعب العراق

أمريكا تدافع عن انقلابيي البحرين.. وتقتل شعب العراق



لم تشعر أمريكا بتوتر ولا توعك عندما شاركت إيران في إبادة أكثر من 3 ملايين عراقي، بل ومازالت طائراتها تدك شعباً أعزل شردته من بيوته، وبات يفترش الطرق والجسور هرباً من صواريخها. في ذات الوقت تصيبها حمى وقشعريرة حين تقوم دولة خليجية بمحاكمة المتعاونين مع إيران؛ فتطالب بإطلاق سراحهم وتعتبر المحاكمات انتهاكاً للديمقراطية وتجاوزاً للحقوق الإنسانية، فهل هناك أكبر من هذا الاستكبار لدولة تستبيح دماء الشعوب وتدافع عن أشخاص لم تقطع لهم أيدٍ ولم تنتف من رأسهم شعرة، أفراد قادوا انقلاباً ضد دولتهم ليتم احتلالها وتشريد أهلها، وربما سبب هذه الحمى أن هؤلاء الأشخاص ذوو أهمية خاصة بالنسبة لأمريكا، لأنهم سيقودون عملية انقلابية جديدة تؤول من خلالها دولة خليجية ثانية كما آلت إليها العراق.
وفي الرد على شعور التوتر والتوعك الذي مازال ملازماً تجاه الانقلابيين وعملاء إيران في البحرين، فنقول لها؛ إن البحرين دولة ذات سيادة، دولة خليجية عربية ليست لكِ علاقة بها البتة، إلا إذا ما أرادت البحرين أن تكون لها علاقات معك، ثم إن الشعب البحريني قال كلمته وحسم موقفه أمام المؤامرة الانقلابية وتجاه الانقلابيين، وهو يرى أن ما حدث في البحرين ليس حرية رأي بل مؤامرة انقلابية قادتها مجموعة إرهابية موالية لإيران، وأنتم أول من يعلم هذا ويدركه، وأنتم من تدعمونهم وتخططون معهم، فهم لا يتحركون حركة ولا ينطقون كلمة إلا بأذنكم، ولا تتدخل منظمة حقوقية وإنسانية إلا بعد موافقتكم.
أمريكا تتابع بقلق حبس عملاء إيران وتصف إرهابهم بالتعبير عن الرأي، بينما بالأمس أقر البنتاغون أن قوات أمريكية اقتحمت مدخل مستشفى منظمة أطباء بلا حدود في قندوز شمال أفغانستان، حيث لم تكتفِ طائراتها بقصفه في أكتوبر والذي نتج عنه مقتل 14 من موظفي المستشفى وعشرة من المرضى، وهناك تسعة آخرون في عداد المفقودين، حيث بررت أمريكا هذا القصف بالخطأ أيضاً، كما بررت الاقتحام لهذا المستشفى أيضاً بقولهم إنهم اقتحموا المدخل لأسباب أمنية، إذ كانوا يعتقدون أن طاقم أطباء بلا حدود ليس في المكان، وبمقارنة هذه الجريمة بإجراءات البحرين تجاه الإرهابيين، فإن البحرين تعتبر مدرسة فاضلة في التعامل مع شعبها، على أمريكا أن تأخذ دروساً منها حتى لا ينتابها القلق والتوتر.
إذاً كل تقديرات أمريكا خطأ، وكل جرائمها بالخطأ، واعترفت أن احتلالها للعراق كان خطأ لأنه بني على تقارير كاذبة، وهي تعرف أنها تقارير كاذبة، لأنها كانت تريد هذه التقارير كي تشن حرباً على العراق وتستبدل حكومته بحكومة عميلة، وهو ما تسعى إليه في البحرين عندما تقوم بدعم الانقلابيين، وها هي تدافع عن قائد المؤامرة الانقلابية، وكأنه حمامة سلام في منقارها غصن زيتون، بينما هو في الواقع من تسبب بسفك الدماء وتدمير بلاد آمنة مستقرة، وأمريكا تسعى الآن لإطلاق سراحه حتى يواصل مؤامرته الانقلابية، لأنها لم تجد بديلاً يمكن أن يحل محله، لأنها لو وجدت البديل لتركته، لأنه في الأصل شخص لا يعني لها شيئاً، فهو بالنسبة لها ليس أكثر من أداة تساعدها في تنفيذ الشرق الأوسط الجديد الذي تحلم أمريكا بتحقيقه.
على أمريكا التخلي عن قلقها تجاه عملاء إيران، فهم في دولة العدالة، وليسوا في دولة القذارة التي تستبيح أعراض السجناء، كما فعل الجنود الأمريكيون في سجن أبوغريب، هذه الجرائم التي كانت تنفذ بأوامر من ضباط الاستخبارات، وها هو تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الصادر في 2005 يؤكد وجود مذكرات تكشف معرفة المسؤولين الأمريكيين عن هذه الجرائم، كما ذكر التقرير أن «رامسفيلد قد وافق على طرق الاستجواب التي تخرق معاهدات جنيف ومناهضة التعذيب».
لا يهم قلق أمريكا وتوترها بقدر ما يهم أن يكون هناك جزاء عادل يناسب الجرائم التي نفذها هذا الشخص، منها الموالاة لإيران والمؤامرة على قلب النظام، وتدمير كيان الدولة، وبالتأكيد إن إنزال العقوبة المناسبة يحدد مدى رغبة الدولة في استئصال الإرهاب، خاصة عندما تشارك البحرين المجتمع الدولي في حربه على الإرهاب.
مثال العدالة..
تأييد حكم الإعدام في حق نمر النمر هو مثال للعدالة، نتمنى أن يطبق في جميع الدول، وذلك حفاظاً على حياة الشعوب حتى لا يصيبها ما أصاب شعب العراق، حين تعاون أمثاله من مراجع العراق مع إيران وأمريكا في عملية إبادة الشعب العراقي والتي مازالت مستمرة حتى اليوم بمباركة أمريكية ودعم أمريكي.