الرأي

أمن المطارات.. فقط للتأكيد

أمن المطارات.. فقط للتأكيد








لم يعد اختراق المطارات وحتى الطائرات أمراً صعباً أو مشكلة للإرهابيين، خاصة إذا كانت شركات الطيران وما يتبعها من شركات معنية بخدمات المطار وصيانة الطائرات وشركات الشحن وغيرها سواء في البحرين أو المحطات الخارجية الخليجية والعالمية، وسواء كان هذا الموظف والعامل بحرينياً أو من أي جنسية، فجميع الأمور سهلة، خاصة عندما نسمع عن التهريب وإدخال الأسلحة؛ فلماذا لا يكون بعضها من خلال الطائرات؟
بالله عليكم؛ من يقوم بالكشف على شحنات شركات الشحن الجوي؟ ومن يستوقفها أو يطلع على حمولتها وهي داخلة وخارجة من المطارات؟ ومن قام بالكشف على الطائرات قبل إقلاعها بأجهزة كشف عن المتفجرات قبل طيرانها في قسم الأمتعة وخزائن حفظ الأمتعة الخفيفة فوق رأس الركاب؟ خاصة في ظل الإرهاب المتصاعد، وها نحن شاهدنا حادثة انفجار الطائرة الروسية في صحراء سيناء، وما نتج عنها من خوف من السفر إلى مصر، وما قد تسببه من سمعة سيئة ستلازم شركة الطيران نفسها والدولة التي تحطمت فيها.
وما بالنا عن دول خليجية مستهدفة من الداخل والخارج من إرهاب عصف بمساجدها وإرهاب يعصف في شوارعها مثل البحرين، حيث كشفت عمليات التفجيرات الإرهابية أن كل شيء في البحرين مستهدف، خاصة ما يسقط فيه ضحايا، وها هي تفجيرات تطال أجهزة الصرف الآلية وفي عرض الشوارع، وليس بعيداً عن هؤلاء الإرهابيين أن تكون لهم خلايا في شركات الطيران، وبعد تجربة الانقلاب التي مرت بها البحرين والتي اشترك فيها كثير من العاملين في الشركات الوطنية ومنهم طيارون ومهندسون وموظفون، عدا عن المتعاونين معهم في المحطات الخارجية. وهنا يمكن السؤال؛ من الذي يشرف على توظيف المحطات الخارجية؟ فربما كان أحد الذين ظهرت صورهم في «الدوار»!! فقط تأكدوا، ومن الذي يشرف على عمليات التوظيف المباشر؟ ربما يكون أحد أولئك الذين لا تهمهم مصلحة وطنية، وقد يكون لديه امتداد أو فروع، ولا داعي للتوضيح أكثر، فالأمور واضحة ومكشوفة.
إذاً القضية هي أمام إرهابيين من الداخل متغلغلة أياديهم في المنافذ الجوية في المطارات إلى صيانة الطائرات مدعومين بسخاء من الخارج، وأجهزة مسح لا يمكن الوثوق بها، وها هو تقرير عن أجهزة المسح في المطارات الأمريكية نشر في يونيو 2015 يقول: «قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي أنه قام بإصدار تعليمات بتحسين الأمن في المطارات الأمريكية بعد أن فشلت أجهزة المسح عند بوابات التفتيش في اكتشاف متفجرات وأسلحة مزيفة في 95% من الاختبارات التي أجراها ضباط من الشرطة السرية»، كما قال أيضاً «نتعامل مع هذه النتائج بمنتهى الجدية في سياق جهودنا المستمرة لاختبار وقياس وتعزيز قدراتنا ووسائلنا الفنية مع تطور التهديدات»، كما نقلت شبكة «أيه بي سي نيوز» عن مسؤولين في سلطات الطيران والحكومة قولهم «من المتوقع أن تدعو وزارة الأمن الداخلي إلى تشديد الأمن في مطارات أجنبية معينة تنطلق منها رحلات مباشرة إلى أمريكا، ومنها تحسين طرق فحص الأمتعة في المطارات الأمريكية، وقد يتضمن ذلك مضاهاة الأمتعة بقوائم البيانات قبل الإقلاع»، وذلك بعد «احتمالات» بأن قنبلة قد تكون أسقطت طائرة الركاب الروسية في مصر في صحراء سيناء.
وكذلك هي ألمانيا؛ حيث طالبت الشرطة الألمانية باقتصار مهمة تأمين المطارات على الدولة وانتقال التفتيش الأمني مجدداً إليها، جاءت هذه المطالبة بعد القصور الأمني الذي اكتشفته المفوضية الأوروبية في مطار فرانكفورت الدولي، فما بالكم بحاويات الشحن والأمتعة التي لا يعلم ما يُدس فيها وهي في طريقها إلى الطائرات، فهل هناك أجهزة كشف حديثة وتحت إشراف من؟ وكذلك بالنسبة لأعمال الصيانة للطائرات من يشرف عليها؟
القضية خطيرة في وقت تتصاعد فيه التهديدات، وما تم اكتشافه من أسلحة في البحرين ودولة الكويت هو قليل من كثير، من أين دخلت؟ من جميع المنافذ؛ برية وبحرية ولا تستبعد الجوية، خاصة أن الجوية لا يمكن السيطرة عليها، لأن هناك معدات وأسلحة ومواد تصل إلى القواعد الأمريكية، ولكن عند وضع إستراتجية أمنية محكمة توضع كل الاحتمالات حتى غير المحتمل حدوثها، في ظل تصاعد التهديدات خاصة في دولة عدوها منها وفيها، لا يتردد أن تمتد يده الخبيثة إلى أرواح مئات الركاب، إذا جاءته التعليمات من طهران، وعلى سبيل المثال نذكر هنا اختطاف طائرة الجابرية ومن قام بها؟