الرأي

ألسنا بحاجة إلى مزيد من السفارات حول العالم؟

ألسنا بحاجة إلى مزيد من السفارات حول العالم؟








تصريح وكيل وزارة الخارجية سعادة السفير عبدالله عبداللطيف بأن الوزارة ستقوم بحزمة من الإجراءات تماشياً مع التوجه العام للدولة نحو خفض النفقات والمصروفات في كافة أجهزة ووزارات الدولة، وتأكيداته في ذات الوقت بأن ذلك لن يمس موظفي وزارة الخارجية سواء العاملين في البحرين أو في سفاراتها وملحقياتها بالخارج، هذا في حد ذاته يحسب لوزارة الخارجية، بقيادة الوزير معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، والتي تبذل جهوداً ملحوظة في سبيل الدفاع عن المملكة وسيادتها في الخارج، خاصة في ظل استمرار التدخلات والاستفزازت التي تتعرض لها البحرين من بعض الدول، والذي يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية.
توجه الدولة نحو خفض المصروفات يجب أن لا يشمل وزارة ذات أهمية كوزارة الخارجية، بل ويجب على الدولة زيادة دعمها المادي للوزارة في سبيل فتح سفارات إضافية لمملكة البحرين في بعض دول العالم لتحقيق منفعة للبلد سواء أكان ذلك اقتصادياً أو تجارياً أو استثمارياً أو تعليمياً أو صحياً كدول مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية والنمسا وهولندا وإيطاليا والمكسيك وكندا والبرازيل والأرجنتين، أو في الدول التي لدينا فيها طلبة بحرينيون كماليزيا ونيوزيلاندا وأستراليا، وهي كذلك دول من شأنها أن تخدم اقتصادنا الوطني نظراً لتمتع هذه الدول بأقتصاديات متميزة، وحققت تطوراً في عدد من القطاعات كالصناعة والسياحة والزراعة وتقنية المعلومات وغيرها من القطاعات الهامة.
البحرين ومنذ فترة ليست قصيرة تعاني من نقص شديد في سفاراتها بالخارج، فبحسب موقع وزارة الخارجية، فإن الدول الخليجية والعربية حازت على نصيب الأسد من سفاراتنا بالخارج، حيث شملت كل من السعودية، والإمارات، والكويت، وقطر، وسلطنة عمان، والعراق، ومصر، والأردن، والمغرب، والجزائر، وتونس، أما بدول الاتحاد الأوروبي فلدينا سفارات في بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، وبلجيكا، وتركيا، وفي الدول الآسيوية في اليابان، والصين، وتايلاند، وباكستان، والهند، وإيران، أما في القارتين الأمريكيتين فلدينا سفارة واحدة فقط في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ولدى المملكة كذلك قنصليات في السعودية «جدة»، والعراق «النجف»، وباكستان «كراتشي»، والهند «نيودلهي»، إلى جانب بعثات دائمة للبحرين في الأمم المتحدة بكل من جنيف السويسرية، ونيويورك الأمريكية.
تلك الأرقام والمتمثلة بـ 25 سفارة دائمة و4 قنصليات، بحاجة إلى زيادة، بالنسبة إلى مملكة تسعى جاهدة للترويج لنفسها، وتنمية اقتصادها الوطني، فهل يعقل أن دول الاتحاد الأوروبي المتطورة في كافة الأصعدة ويبلغ عددها 28 دولة لا يتواجد لدينا تمثيل دائم إلا في 6 دول فقط في ظل وجود دول متطورة وهامة كهولندا والنمسا والتشيك والبرتغال وإيطاليا، والدول الاسكندنافية كالسويد والدنمارك والنرويج وايسلندا، ودول البلقان كرومانيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالقارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية مع قارة أوقيانوسيا أي 3 قارات كبيرة لا يتواجد لدينا إلا سفارة واحدة بواشنطن في ظل وجود دول ذات ثقل سياسي واقتصادي كالمكسيك وكندا والبرازيل والأرجنتين وأستراليا ونيوزيلاندا.
في حين أن دول أفريقيا غابت سفارات البحرين عنها، باستثناء الدول العربية منها كمصر والجزائر وتونس والمغرب، رغم وجود دول هامة كجنوب أفريقيا المتطورة ودول مثل أثيوبيا، وغانا، وكينيا، وليبيريا، ونيجيريا، وتنزانيا، والسنغال، ومن الممكن أن تستفيد البحرين من تلك الدول كثيراً خاصة في مجال الأمن الغذائي، ولكن ذلك الأمر يتطلب وجود سفارة أو سفارتين للبحرين في تلك الدول الأفريقية خاصة في ظل اهتمام أمريكي صيني بتلك الدول، حيث بلغ حجم التجارة البينية بين الصين وأمريكا مع هذه الدول لأكثر من 300 مليار دولار.
الأمر الآخر حينما مررنا بالأزمة المؤسفة خلال عام 2011 شاهدنا العديد من الدول وقفت ضد البحرين، منها دول لم تكن تعلم بحقيقة الأوضاع واتضحت لها الصورة في وقت لاحق، والأخرى دول تعمل إلى اليوم بجهد من أجل زعزعة البحرين، ولوكان لدينا سفارات دائمة متعددة حول العالم لما واجهنا كل تلك المتاعب والمصاعب لنوضح لهم حقيقة الأمور ونحن في عز الأزمة.
* مسج إعلامي:
«الأوفر تايم» موضوع يعد الشغل الشاغل لموظفين «مواطنين»، بعد أن تم تقليص عدد الساعات أو عدم صرفه لدى بعض الجهات الرسمية وهذا تعدٍ من بعض المسؤولين في إدارات الموارد البشرية لدى تلك الجهات، وإهمال واضح في تضييع «حقوق المواطن».. فهل تعلم حكومتنا الرشيدة عن ذلك الأمر شيئاً؟