الرأي

أزمة الخليج الاقتصادية.. مكره أخاك لا بطل

نبضات




تكالبت الأزمات على منطقتنا وانسلت من كل حدب وصوب، سياسية، وأمنية، وعسكرية، واقتصادية، حتى أصبحنا نمر مؤخراً بأزمة اقتصادية حقيقية تعصف بالخليج العربي جراء جملة من العوامل السابقة، وانخفاض أسعار النفط الذي كان وما زال المصدر الرئيس للدخل القومي الخليجي.
لاشك في أن هناك دوراً كبيراً في تردي الاقتصاد الخليجي وتراجعه، للصراعات الإقليمية التي شهدتها المنطقة وكانت الدول الخليجية طرفاً فاعلاً ورئيساً فيها في محاولة لدرء الخطر عن الخليج العربي والتصدي للمد الإيراني من جهة، والورم السرطاني «الداعشي» الآخذ في الانتشار من جهة أخرى، لكن أدواراً كهذه تنوط بها مسؤولية أمن المنطقة واستقرارها، وهذا المطلب الأساسي لتحقيق كل الضمانات السيادية والتنموية في المنطقة، وهو ما لا يمكن لدول لخليج العربي إيقافه أو التوجيه بتخفيض الإنفاق فيه، على سبيل الحد من الأزمة الاقتصادية أو حلها جزئياً، وأسعار النفط تحكمها عوامل كثيرة يصعب ضبطها مؤخراً أو التحكم فيها. بعض الدول الخليجية تعاني من المديونية بطريقة مخيفة نوعاً ما، والأزمة التي نمر فيها ستقود إلى انكماش النمو الحقيقي للاقتصاد ما لم يتم تداركها. فما الحلول المتاحة في الوقت الراهن؟!
إن التوجه بخفض المصروفات أمر لابد منه في هذه المرحلة، والخطوات نحو تنفيذه أصبحت جاهزة في بعض الدول وقيد الدراسة المستعجلة في دول أخرى، فقد دعا أمير الكويت مؤخراً لتحمل تبعات انخفاض أسعار النفط، فيما تدرس السعودية رفع سعر المحروقات، وتأتي بقية الدول في الطريق. هناك محاولات حكومية خليجية ساعية لتخفيض الإنفاق بشكل جاد، ومما لاشك فيه أنها ستكون مرحلة صعبة للغاية على الجميع، وستتطلب مزيداً من الصبر والمسؤولية في التعاطي مع المستجدات من قبل كافة الأطراف والمواطنين دونما استثناء.
على الحكومات الخليجية أن تعمل بخطى راسخة ورصينة في أساليب تخفيض الإنفاق على أن تشمل مجالات الترفيه بدايةً والالتزامات غير الضرورية في المؤسسات والوزارات والإنفاق الحكومي العام في أقصى محاولات التجنب لمعيشة المواطن، وإن كان لابد من هذا الخيار -وهو الأمر الوارد جداً- فسيكون من المهم أن يتم التعاطي معه من قبل المواطنين بحس وطني ومسؤولية، كما على الحكومة ألا توجه لتخفيض كهذا بقالب غير مدروس كما حدث في موضوع رفع الدعم عن اللحوم في البحرين.
* اختلاج النبض:
التساؤل الملح، ما هو البديل عن النفط لدعم اقتصاد دول المنطقة؟! أما آن أوان العمل جدياً على إيجاد بدائل حقيقية دائمة؟!
ضرورة أن يكون هناك بديل عن النفط كمصدر للدخل القومي ليست مؤقتة ولا مرهونة بأزمة اقتصادية آنية، لطالما كانت هناك حاجة ملحة لإيجاد بدائل، ولطالما كان هناك تغاضٍ وتجاهل عن أمور أساسية مصيرية لمستقبل المنطقة، فضلاً.. كفى.